سياسة عربية

"رابعة".. بين غضب السيسي وغضب النشطاء بمواقع التواصل

ميدان رابعة العدوية شهد المجزرة الشهيرة التي أعقبت انقلاب السيسي على الرئيس الراحل محمد مرسي- جيتي

غضبٌ ظهر واضحا على ملامح رئيس الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي بعدما ذُكر أمامه اسم ميدان رابعة العدوية، مع ما حمله له من ذكريات سوداوية حول أسوأ وأكبر مجزرة ارتكبها بحق الشعب المصري.

وجاء هذا الغضب، الذي ظهر جليا في صوت وملامح السيسي، بعدما أعلن رئيس الهيئة الهندسية أمامه اللواء إيهاب الفار، عن الانتهاء من كوبري ميدان "رابعة" ليقاطعه السيسي، خلال افتتاح أحد المشروعات، الأربعاء: "قولنا اسمه كوبري الشهيد هشام بركات"، ثم كررها مرتين.

وفي المقابل، اجتاح غضب آخر مواقع التواصل الاجتماعي بعد غضبة السيسي من ذكر "رابعة"، حيث دشّن النشطاء وسما بعنوان #فاكرين_رابعة، والذي دخل في قائمة أعلى الوسوم تداولا بعد سيل من التغريدات المستنكرة والغاضبة والمستذكرة لأحداث رابعة وشهدائها ومصابيها.

النشطاء اعتبروا رد السيسي على رئيس الهيئة الهندسية وتكراره للاسم أنه تأكيد على عدم رغبته في تذكر أحداث فض اعتصام ميدان رابعة في آب/ أغسطس 2013، والذي أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين من أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي.

 

اقرأ أيضا: السيسي رافضا تسمية "رابعة": اسمه ميدان هشام بركات

وأعاد النشطاء التذكير بتفاصيل الاعتصام السلمي لمؤيدي "مرسي" في 2013، بميداني رابعة العدوية والنهضة، ثم اقتحام قوات الجيش والشرطة للاعتصام وفضه بالقوة، مؤكدين أن رابعة "ستظل لعنة تلاحق السيسي على مر السنين".

وأكد النشطاء أن السيسي لم ينس جرائمه، وأنه يتذكر جميع جرائمه والدماء التي تلطخت بها يداه، ولذلك فإنه غضب من رئيس الهيئة الهندسية، وأوشك أن يقوم ليضربه على وجهه.

وأشار الباحث محمد إلهامي إلى أن أحداث رابعة والنهضة لا يمكن أن ينساها إلا مغفل أو مجرم، وأنها "سُحقت فيها خرافة الديمقراطية، وخرافة السلمية أقوى من الرصاص، وخرافة الجيش المصري وطني، وخرافة العالم الحر والضمير العالمي، وأنها كانت نهاية تجربة الحركات الإسلامية المهادنة للأنظمة الحاكمة".

في ذات السياق شارك العديد من مؤيدي نظام السيسي على ذات الوسم، موجهين العديد من تغريدات الشماتة والسباب إلى معارضي النظام، ومرددين لذات الشائعات الإعلامية التي أطلقها قبيل فض الاعتصام.