صحافة دولية

واشنطن بوست: ما سر التضليل الإعلامي الروسي حول كورونا؟

ذكرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أن 80 بالمئة من الإمدادات الطبية الروسية لا قيمة لها- جيتي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "الإعلام الروسي المدعوم من الدولة، يستخدم انتشار فيروس كورونا المستجد، كفرصة لنشر الآراء المعادية للغرب"، وفق تعبيرها.


وذكرت إيزابيل خورشوديان في تقرير للصحيفة ترجمته "عربي21"، أن وصول فرقة عسكرية روسية إلى روما في الشهر الماضي محملة بالإمدادات الطبية، كانت فرصة ذهبية للإعلام الناطق بالإنكليزية "أر تي" و"سبوتنيك"، للتركيزا على ما قام به بعض الإيطاليين من نزع علم الاتحاد الأوروبي واستبداله بعلم روسيا، كتعبير عن الغضب من "فشل" الشركاء الأوروبيين بتوفير المساعدات الضرورية للبلد الذي عانى من أسوأ حالات انتشار الفيروس في العالم.


ولفتت الصحيفة إلى أن الإعلام الروسي دافع عن دعم موسكو لإيطاليا، لكن صحيفة "لاستامبا" الإيطالية كشفت أن 80 بالمئة من الإمدادات الطبية الروسية لا قيمة لها، منوهة إلى أن قناة "أر تي" الروسية وصفت تقرير الصحيفة الإيطالية بأنه "جحود".


وفي تقرير آخر اتهمت القناة الروسية مركز بحث موال لحلف الناتو، بشن حملة تضليل ضد روسيا بسبب المساعدة التي قدمتها موسكو لإيطاليا، ولأن غالبية السكان حول العالم أجبروا على البقاء في بيوتهم فقد وجدوا الوقت الكافي للبحث عن الأخبار، لهذا حاولت المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة الروسية الاستفادة وحرف التيار لصالحها، بحسب "واشنطن بوست".

 

خريطة الانتشار


وأكدت الصحيفة أن هذه النتيجة توصل إليها معهد أوكسفورد للإنترنت، في تقرير بعنوان "خريطة انتشار فيروس كورونا حول العالم"، لافتة إلى أن الدراسة التي حللت تقارير إخبارية من الإعلام الناطق بالإنكليزية المرتبط بدول عدة أبرزها الصين وروسيا، وجدت موضوعات عامة تشوش وتعقد بشكل محتمل الجهود الدولية للتعامل مع الفيروس.

 

اقرأ أيضا: "كورونا" في 24 ساعة: الوفيات تتجاوز 114 ألفا.. و"بؤر" جديدة


وأوضحت أن من بينها: تصوير ردود الآخرين على الوباء بالعقيمة، ونشر نظريات المؤامرة حول منشأ كوفيد-19 وتقديم الدول هذه كرائدة في مكافحة الفيروس، وهذه السرديات ليست محصورة في هذه الدول، فقد قدمت قناة فوكس نيوز منبرا لكي يقوم من خلاله الرئيس دونالد ترامب بالترويج ليهدروكسي كلوروكين كعلاج لفيروس كورونا، رغم عدم توفر إجماع من الخبراء العلميين حول نجاعته.


وفي البرازيل، وصف الرئيس جائير بولسونارو الوباء بأنه "فانتازيا" و"إنفلونزا خفيفة"، وقامت شركة تويتر بحذف تغريدتين له لنشرهما أخبارا مضللة حول فيروس كورونا.

 

نظرية مؤامرة


وقال فيليب إن هاوراد، مدير معهد أوكسفورد للإنترنت إن منظمة الصحة العالمية تعرضت للنقد، وكان هذا واضحا في هجمات ترامب على المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، مضيفا أنه "لو استطعت توليد عدد من عناوين الأخبار كوسيلة للتصيد وتتظاهر بأنك تبحث عن الحقيقة أو أنك تبحث وراء الستار أو أنك تكشف عن نظرية مؤامرة، لهذا فلو استخدمت الإنترنت لمحاولة البحث عما يجري، فستكون هذه هي العناوين التي نقرت عليها".


وفي مكالمة عبر الهاتف قالت الباحثة في مركز ويلسون نينا جانكوفيتش التي درست عمليات التضليل في المركز إن أفضل الدعايات هي تلك "المتجذرة بالعاطفة"، وغياب المعرفة حول فيروس كورونا يجعلها أرضا خصبة.


وتابعت: "نحن لا نتحدث حول الأخبار المزيفة" و"لكننا نتحدث عن أشياء تعتبر حقيقية جدا للناس، وهو ما يدفعهم باتجاهها ويعرضون أنفسهم للتلاعب"، ووفق ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الإعلام الصيني الناطق بالإنكليزية المرتبط بالدولة يقوم بمحاولة إبعادها عن منشأ الفيروس.


ففي تقرير بثته شبكة تلفزيون الصين الدولية استشهدت فيه بتصريحات طبيب إيطالي في الراديو الوطني العام "أن بي أر"، قال فيها إن الفيروس ربما انتشر بين الكبار في العمر الإيطاليين لوقت طويل وقبل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وقبل ظهور الأخبار عن انتشاره في الصين، ثم استخدمت الشبكة الصينية كلام الطبيب للقول إن الفيروس ربما جاء "من الصين، وإيطاليا، والولايات المتحدة أو أي مكان".


وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن وكالات إيرانية تتحدث عن نظريات المؤامرة، وتقول إن الفيروس خلقته أمريكا، التي شلت عقوباتها اقتصاد البلاد، وابتعدت الصحافة الروسية والتركية عن نظريات المؤامرة ولكنها حاولت إظهار صورة قوية عن رد البلدين على انتشار الوباء، والتركيز على طريقة معالجة الدول الغربية وردها على وباء كورونا. وركزت الصحافة الروسية على المساعدات الطبية التي قدمها الكرملين لإيطاليا والولايات المتحدة وغيرهما. وأي تشكيك بالمساعدة نظر إليه على أنها مشاعر معادية لروسيا.


وقالت هيذر إي كونلي، مديرة برنامج أوروبا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "ركز أر تي، وسبونتيك وإعلام الكرملين على الخوف العام وقلة المواد الطبية المتوفرة في الغرب ونشر الارتباك من خلال التضليل وفي الوقت نفسه نشر التقارير عن قدرة النظام الروسي على توفير المواد الطبية  للولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا، رغم عدوان الغرب وعقوباته" و"بعبارات أخرى يجب النظر إلى روسيا على أنها محسن مهيمن".