مقالات مختارة

نبع السلام تقض مضاجع اللئام!

1300x600

مجددا عادت جامعة الخيبة العربية لمسلسلها المعتاد في رفع الصوت والصراخ في وجه من يحمل على عاتقه نفس قضاياهم ويتألم لآلامهم ويسعى لمناصرة حق المظلومين من إخوتهم في الدين والملة، ومع هذا فكان جزاؤهم متوقعا من خلال ردة فعل الجامعة المشحونة بالغضب والتهديد والوعيد بالويل والثبور لها إن لم تسحب قواتها من الأراضي العربية السورية الطاهرة التي وكأنها ليست محتلة من قبل الروس والإيرانيين والأمريكيين وكل أفّاك أثيم!

 

قرار جامعة الخيبة الذي أدان كل أعضائه عدا دولة قطر والصومال العملية التركية العسكرية نبع السلام التي يقوم بها جيشها مع الجيش السوري الحر لتطهير الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ومناطق شرق الفرات التي عاثت فيها ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية فسادا وخرابا وتهجيرا لسكانها العرب وباتت تشكل تهديدا للتركيبة الديموغرافية والأمن القومي التركي، جسّد هذا القرار مدى ما تعانيه الجامعة العربية من انفصام في الشخصية وتناقض يزكم الأنوف، إذ إنه ليس من المنطق أن تغض الطرف عن احتلال قوات أجنبية لسوريا بدعوى أنها جاءت بموافقة النظام السوري الذي يقتل الملايين من شعبه بالبراميل المتفجرة وهجّر الملايين منهم في الدول المجاورة كان لتركيا الجزء الأكبر منهم وبعدد فاق الثلاثة ملايين لاجئ سوري!


ولأن البيانات الختامية لجامعة الخيبة عودتنا دائما على رسم خيبات الأمل على وجوه أربعمائة مليون عربي إلا أن هذا البيان جاء استثنائيا ومضحكا للغاية ومثيرا للسخرية والذي عنونته بـ "أهمية الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا" وربطته بقرار مجلس الأمن 2254 الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات وهو الأمر الذي تواطأ فيه عدد من أعضاء الجامعة للحيلولة دون تطبيق هذا القرار من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي لنظام بشار الأسد والذي يُثبت النوايا الخبيثة لمن يُديرون دفة هذه الجامعة الخائبة تجاه أهم القضايا العربية ولا سيما تلك المتعلقة بثورات الشعوب ضد طُغاتهم وسارقي ثروات أوطانهم!


ولعل المتابع لما تمخض عنه اجتماع جامعة المهزلة العربية يلحظ مدى ما ورد في معظم بنودها من كذب وتزييف للحقائق المتعلقة بالدوافع التي أدت إلى التحرك العسكري التركي على الحدود السورية التركية، ففي البند الخامس من البيان الختامي ترفض الجامعة "رفضا قاطعا" لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى "بالمنطقة العازلة" باعتبار ذلك يمثل خرقا للقانون الدولي ويدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة والمحاسبة القضائية الدولية لمرتكبيها، ويشكل خطرا لوحدة سوريا واستقلال أراضيها وتماسك نسيجها الاجتماعي! انتهى كلامهم الفارغ.


فإذا كان ما يقولونه حقيقة فلماذا لم يُحاسبوا النظام السوري على جرائمه منذ أكثر 8 سنوات؟ وأيضا لماذا يقوم أمينهم العام الذي معروف عنه خيانته وتآمره ضد القضية الفلسطينية لماذا يقوم بأخذ وفد النظام السوري بالأحضان معبرا عن فرحته وسعادته برؤيتهم؟! ثم ألم تُحرّك فيهم مشاهد الإفراج عن النساء العربيات وأطفالهن من سجون المليشيات الكردية نخوتهم وشرفهم؟ أم إنها مستباحة منذ سنوات طوال اختصرها الجندي التركي الذي سألته إحدى النساء المفرج عنهن من معتقلات عصابات البي كي كي: هل أنت عربي؟ فقال لها: أنا تركي، وكأن لسان حاله يقول لا أتشرف بأن أكون عربيا عديم النخوة والشرف!.


فاصلة أخيرة


النزيه الشريف قيس سعيد سيكون ضيفا ثقيلا على جامعة الخيبة لأنه جعل القضية الفلسطينية على رأس مهامه كرئيس جاء بالانتخاب ولم يأتِ بالانقلاب والتزوير وفرض من الدول العظمى!.

(الشرق)