ملفات وتقارير

السيسي من الحرب على "الإرهاب" للحرب على "السوشيال ميديا‎"

السيسي تجاهل ذكر إسرائيل في خطابه بمناسبة حرب أكتوبر 1973- جيتي

استهجن سياسيون ونشطاء مصريون استغلال رئيس سلطة الانقلاب عبدالفتاح السيسي كلمته عن ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973، للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهمها بمحاولة زعزعة الثقة بين المصريين وقياداتها العسكرية.

وللمرة الأولى، تجاهل السيسي فزاعته "الحرب على الإرهاب"، واستبدل بها الحرب "على وسائل التواصل الاجتماعي" التي نالت بقوة من مصداقيته وصورته أمام ملايين المصريين في الداخل والخارج، بل والعالم الخارجي.

"لا إسرائيل"

وقال السيسي في كلمته، الأحد، "خلال العقود الأخيرة تغيرت أشكال الحرب وأساليبها، وصولا إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب، ولتصل إلى المواطن داخل بيته، من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة".

مضيفا: "حرب تستهدف إثارة الشك والحيرة، وبث الخوف والإرهاب، تستهدف تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية بتصوير الدولة كأنها هي العدو، وتصبح الجهات الخارجية التي تشن الحرب كأنها هي الحصن والملاذ".

"حرب السيسي الجديدة"

وقال السياسي والبرلماني المصري السابق عبدالموجود الدرديري إن انحراف بوصلة السيسي من الحرب على الإرهاب للحرب على وسائل التواصل الاجتماعي جاء بسبب: "الحالة الانهزامية النفسية التي يعيشها السيسي إثر كشف وفضح فساده وزوجته وقيادات في الجيش على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف لـ"عربي21": "الفنان محمد علي نقل المعركة إلى مكانها الصحيح، وهو الشعب، ضد فساد العصابة الحاكمة. لم تكن المعركة في يوم من الأيام بين الإخوان والعسكر، بالرغم من محاولة النظام المستميتة طوال السنوات الست الماضية في الحفاظ على هذا التوصيف؛ لخدمة بقائه ووجوده داخليا وخارجيا".

ورأى أن "المعركة تحديدا بين السيسي وعصابته من جهة ومحمد علي وبقية الشعب من جهة أخرى، والسوشيال ميديا هي أرض المعركة، والخاسر بلا شك سيكون السيسي للأسباب التالية: فقدان المصداقية نتيجة الكذب والوعود المتكررة، وفشل النظام السياسي بسجنه حتى كل داعميه، في المقابل دعوة محمد علي منفتحة على الجميع".

وأكد الدرديري أن "هذه معركه خاسرة للسيسي؛ لأن الشعب المصري الذي يستخدم أكثر من 30 مليون حساب على وسائل التواصل الاجتماعي سيستطيع معرفة الحقائق، ويحدد تحركه القادم بما يقتنع به وليس بما يُملى عليه من إعلام السيسي".

"تغيير قبلة السيسي"

وأرجع الناشط السياسي سعيد عباسي تغيير قبلة السيسي من حربه على الإرهاب إلى حربه على "السوشيال ميديا" نظرا لنجاحها في تحريك الشارع ضده وفضحه، وفضح قيادات الجيش بالوقائع والأسماء والأماكن التي ذكرها الفنان محمد علي.

ووصف عباسي ما حدث في حديثه لـ"عربي21" بأنه أشبه "بالزلزال السياسي تحت أقدام السيسي ونظامه، وكان له الأثر الأكبر في تحريك الشارع ضده، وكانت متابعة وسائل الإعلام الغربية للحراك في مصر في غاية الأهمية، وشاهدنا كيف تحدثوا عن غلق السيسي للميادين وشوارع القاهرة والمدن الكبيرة".

وانتقد عباسي خطاب السيسي "الذي خلا من كلمة إسرائيل"، واصفا إياه بأنه "عميل صهيوني ولا يستطيع الإساءة ولو بالقول إلى من يدعمه من الصهاينة، سواء في تل أبيب أو الولايات المتحدة".

مشيرا إلى أن "استبداله بالعدو الحقيقي السوشيال ميديا هو إعلان صريح بعداوته للشعب المصري، وذعره من وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤرق مضاجعه وتهدد عرشه بدلا من مواجهة الأخطاء بل الجرائم التي يقترفها وخيانته".

 

اقرأ أيضا: السيسي "ينظّر" بأشكال الحرب بمناسبة "ذكرى أكتوبر" (شاهد)