صحافة دولية

لوموند: هذه خفايا الحرب بين الفرنسية والإنجليزية بالجزائر

قالت الصحيفة إن "التنافس بين اللغات هو أداة سياسية يتم استخدامها بانتظام لتحويل الانتباه عن قضايا أكثر أهمية"- جيتي

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي دفعت إلى بدء الحرب بين اللغتين الفرنسية والإنجليزية في الجزائر.


وقالت الصحيفة في تقريرها إنه "تم إحياء حرب اللغات بالجزائر، بعدما أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري الطيب بوزيد مطلع الشهر الماضي، بدء العمل على وضع الآليات اللازمة لتعزيز استخدام اللغة الإنجليزية بالجامعات ومراكز البحث، على حساب اللغة الفرنسية، والذي قال بصريح العبارة: إنها لا تقود إلى أي مكان".


وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير نفسه أمر الجامعات الجزائرية باستخدام العربية والإنجليزية فقط بالمراسلات والوثائق الرسمية، كخطوة أولى لاستبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية في التعليم.


واستعرضت الصحيفة آراء الجزائريين في هذه القرارات، ورأت مديرة مختبر علم اللغويات بجامعة الجزائر الثانية خولة طالب الإبراهيمي أنه "منذ وصول البلاد إلى الاستقلال، فإن حرب المواقف في البلاد تعتمد على نمطين فكريين ولغويين، أحدهما باللغة الفرنسية والآخر بالعربية".


ولفتت الإبراهيمي إلى أن "هناك مجموعة من الأكاديميين الذين يناصرون أن تصبح الإنجليزية اللغة الأجنبية المهيمنة في نظام التعليم بالبلاد"، مؤكدة أنه "لم تتم استشارة أساتذة الجامعة لأبعد من هذا، علاوة عن ذلك فإن عدم شرعية الحكومة الحالية يلقي بظلال من الشك على كل قراراتها".

 

اقرأ أيضا: قايد صالح يدعو لانتخابات مبكرة ويهدد مروجي المرحلة الانتقالية


وأوضحت أن "التنافس بين اللغات، هو أداة سياسية يتم استخدامها بانتظام عن طريق السلطة حينا أو من قبل بعض شرائح المجتمع حينا آخر، لتحويل الانتباه عن قضايا أكثر أهمية لمستقبل البلاد".


ونوهت الصحيفة إلى أنه منذ بداية العقد الأول من القرن العشرين ومع بداية ولاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كان التوجه نحو إعادة الاعتبار للغة الفرنسية، وتوحيد تدريسها ابتداء من السنة الثالثة بالمرحلة الابتدائية.


وتساءلت الصحيفة: "كيف تفرض حكومة انتقالية تواجه تحديا كبيرا من الشارع، سياسة لغوية جديدة على البلاد"، لافتة إلى أن الجزائر لا تزال غارقة في أزمة سياسية منذ خمسة أشهر.


وذكرت أن "معارضي القرار، يعتبرونه مجرد مناورة سياسية لتحويل الأعين عن النظام الذي يواجه اليوم انتفاضة شعبية، وفي سبيل ذلك يسعى لتقسيم الرأي العام على أسس الهوية؛ مثل تجريم حمل شعار البربر بالمظاهرات كما ستحاول الحكومة".


وتابع الصحيفة: "حسب المنتقدين أيضا، إعادة الروابط مع الحركات الإسلامية والتيارات المحافظة، لمواجهة مطالب التحرك المدني"، مشيرة إلى أنه "تم استخدام اللغة الإنجليزية في الثمانينيات والتسعينات من قبل المحافظين بالجزائر، كسلاح بديل للغة الفرنسية بالتعليم، وبالتالي للناطقين بالفرنسية الذين يعتبرن في نظرهم ديقراطيين أو أشخاصا عاديين".