ملفات وتقارير

ما أهداف حديث الاحتلال عن "تسهيلات للهجرة من غزة"؟

محللون قالوا إن الاحتلال يستهدف قطاع غزة بهذه التسهيلات كونه يشكل تهديدا أمنيا لها- جيتي

يحاول الاحتلال الإسرائيلي دفع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الهجرة، كاشفا عن خطط ومقترحات تبحثها حكومته لتسهيل مغادرة الشباب للقطاع.


ولم يكن هذا المقترح بعيدا عن القلق الذي تواجهه إسرائيل، والخطر الذي يحدق بها، جراء توتر جبهتها الجنوبية مع قطاع غزة، إذ شكلت المقاومة بكافة أنواعها بما فيها مسيرات العودة التي ما زالت تنطلق من آذار/ مارس الماضي، مبعث قلق  كبير للمستويين السياسي والأمني في إسرائيل، بفعل حالة الاستنزاف التي شكلتها. بحسب محللين.


وتستغل حكومة الاحتلال تردي الحالة الاقتصادية في قطاع غزة بفعل حصارها المستمر منذ ما يزيد على 12 عاما، للترويج لهذه الأفكار، في وقت اعتبرت فيه هذه المقترحات "محاولة يائسة" للتأثير على الشباب.


وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت كشفت الثلاثاء أن الحكومة الإسرائيلية تبحث في اتخاذ إجراءات لتسهيل هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة "أملا في خفض حدة التوتر".


وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" نقلا عن مصدر إسرائيلي مسؤول لم تسمه قوله إن "إسرائيل سوف تمول عمليات هجرة الفلسطينيين من غزة، إذا كان لديهم دولة جديدة يذهبون إليها".


وأضافت الصحيفة نقلا عن المصدر ذاته: " إن سكان غزة يمكن أن يغادروا من المطارات الإسرائيلية، وقد تم طرح هذا الموضوع في اجتماعات مجلس الوزراء، ولكن لا توجد دولة ترغب في استقبالهم".


وفي التفاصيل أضاف المصدر السياسي المسؤول: "إسرائيل مستعدة لفتح المعابر الحدودية من غزة، بل إنها مستعدة للسماح لسكان غزة بالخروج من منافذها طالما أن هناك دولًا ستستوعبهم، وسنجري ترتيبات لهذا الهدف تشمل النقل من مطارات في صحراء النقب إلى خارج البلاد".

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تكشف عن خطتها لتسهيل الهجرة من غزة (تفاصيل)

من جهتها، علّقت حركة المقاومة الإسلامية حماس على ما جاء في الصحيفة بالقول: "إن هناك حلماً قديماً جديداً، لدى الاحتلال في أن يترك الشعب الفلسطيني أرضه ويتخلى عنها، تطبيقاً لمقولتهم الأكثر كذباً في التاريخ، بأن هذه الأرض بلا شعب". 


وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم في بيان للحركة : "شعبنا الفلسطيني أثبت من خلال المحطات التاريخية المختلفة تشبّثه بأرضه واستعداده للتضحية بكل ما يملك من أجل أن يحافظ عليها، وقدم قافلة طويلة من الشهداء والأسرى والمبعدين والجرحى، ليسترد أرضه، وليس أن يتركها".


وأكد المتحدث باسم حركة حماس أن الأوضاع الإنسانية في غزة "بالغة الصعوبة، وهناك حصار إسرائيلي منذ 12 عاماً وحصار منذ الانتفاضة الثانية، وعقوبات من السلطة، على غزة صاحبة الكثافة السكانية الأعلى في العالم، ومع ذلك يتمسك أهل غزة بأرضهم الفلسطينية".


وشدّد قاسم على أن الفلسطينيين بحاجة إلى دعم كبير ومتواصل من الأمة العربية والإسلامية ودول العالم، من أجل أن يعطوا قطاع غزة حقه من العيش الكريم، ومطلوب من الدول العربية أن تكثف دعمها لقطاع غزة. 


الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال، إن محاولات تهجير أبناء قطاع غزة ليست جديدة، فقد عمل الاحتلال منذ عقود مضت على تقديم تسهيلات كثيرة بهدف دفعهم إلى الهجرة "لكنها فشلت".


ورأى في حديث لـ"عربي21"، أن "توقيت الحديث عن هذه المقترحات يأتي في سياق الدعاية للانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى الشهر القادم، حيث يحضر الملف الفلسطيني بشكل أساسي في تلك الدعاية التي تستعر فيها المنافسة بين الأحزاب الإسرائيلية المشاركة".


ورغم عدم نفيه وجود حالات "محدودة" للهجرة من قطاع غزة، فقد لفت الصواف إلى أن العنصر الأهم في الموضوع هو الفلسطيني الذي رفض ويرفض هذه الخطط، بالرغم من حالة التردي وصعوبة الحياة التي يعيشها خصوصا في قطاع غزة. 

 

اقرأ أيضا: حذّر من انفجار بالضفة.. يديعوت تكشف تفاصيل تقرير أمني سري

وأضاف: "الاحتلال يريد تفريغ قطاع غزة لأنه شوكة في حلقه، ولأنه نجح في استنزاف قواته لا سيما مسيرات العودة التي ما زالت مستمرة، والتي أرهقته، ولذلك هو يريد التخفيف عن نفسه بدغدغة عواطف الشباب ودفعهم للهجرة، في إطار محاولات لن يكتب لها النجاح". 


وشدد على أن "الشباب الفلسطيني بالتأكيد يرفض هذا المقترح، لأنه يدرك أن تشبثه في أرضه ودفاعه عنها أكبر من كل الإغراءات".


أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، قال إن الاحتلال يستهدف قطاع غزة بهذه المقترحات على وجه الخصوص، "كونه يشكل أزمة أمنية كبيرة لإسرائيل سواء في أعمال المقاومة المسلحة أو المسيرات الشعبية التي تنطلق نحو الحدود"، الأمر الذي يدفع الاحتلال للبحث عن وسائل لتقليل عدد السكان، مستغلين بذلك غياب الخطط الرسمية الفلسطينية، التي تثبت الشباب في وطنهم، وتفتح لهم آفاقا للعيش الكريم.


وشدد قاسم في حديث لـ"عربي21" على أن الاحتلال يسعى لتقليل الوجود الفلسطيني في كل الأماكن التي يعتبرها مصدر قلق له، كالضفة وغزة ولبنان، مستغلين بذلك الظروف الصعبة القائمة لتسهيل هجرتهم وتحديدا نحو أوروبا.


وتوقع قاسم أن نسبة "لا بأس بها" من الشباب قد تتعامل مع هذه التوجهات بشكل سري وغير معلن".