سياسة دولية

يديعوت أحرونوت تتساءل: لماذا عجزنا سابقا عن الإطاحة بحماس؟

هوفمان: النتيجة المتوقعة للحرب القادمة في غزة التي يطالب بها السياسيون المتنافسون في الانتخابات الإسرائيلية هي هدوء نسبي محدود- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إن "صدور الدعوات الإسرائيلية المتتالية في الأيام الأخيرة حول إمكانية تحقيق الانتصار على حماس يطرح تساؤلات عن سبب عدم تحقيق ذلك سابقا، لا سيما أن مطلقي هذه الدعوات هم ذاتهم كانوا في مواقع عسكرية وسياسية متقدمة، من أمثال أفيغدور ليبرمان والجنرالات بيني غانتس وموشيه يعلون وغابي أشكنازي، بجانب إيهود باراك". 


وأضافت أريئيلا رينغل هوفمان في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "إطلاق عدد من القذائف الفلسطينية من غزة باتجاه مستوطنات غلاف غزة باتت مصدرا لتصدر العناوين الإخبارية، ومادة دسمة للدعاية الانتخابية في هذه الأيام الساخنة، لكنه عار، ويا له من عار، أنه لا يمكن لإسرائيل القضاء على حماس، والتسبب بانهيارها وتدميرها، وإنهائها مرة واحدة، وإلى الأبد".


وأشارت هوفمان، التي تغطي السياسية الإسرائيلية في الصحيفة منذ عشرين عاما، إلى أن "ليبرمان وزير الحرب السابق يعاني من متلازمة نفسية عنوانها أن "بنيامين نتنياهو زعيم ضعيف غير قادر على اتخاذ القرارات" ،غانتس رئيس هيئة أركان الجيش السابق يكرر عبارة أن "الردع الإسرائيلي لم يتراجع، وإنما ألغي تماما"، ويصدر وعوده بأننا "سنفعل كل ما يلزم، بحيث تكون المعركة القادمة في غزة هي لأخيرة مع حماس، لتقوية الردع". 


وأوضحت أن "نفتالي بينيت، وزير التعليم السابق، "يوصي دائما بتنفيذ خطة هجومية فعالة لا تتوقف ضد زعماء حماس"، إذن نحن أمام نصائح جيدة، تصل ذروتها مع رئيسي الأركان السابقين إيهود باراك وغابي اشكنازي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: متى وصل هؤلاء جميعا إلى إسرائيل، وأين كانوا في السنوات العشر الماضية، بدءا بعملية الرصاص المصبوب، مرورا بعمود السحاب، وانتهاء بالجرف الصامد". 


وشرحت أنه "في حرب الرصاص المصبوب على حماس في غزة 2008-2009 تلقت إسرائيل 282 صاروخا و200 قذيفة هاون، وصولا لليوم الذي قررت إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد، وخلال عمود السحاب 2012 أطلقت حماس على إسرائيل 1506 صواريخ مطورة، 130 منها بعد أن وقع باراك وليبرمان على اتفاق وقف إطلاق النار، وفي الجرف الصامد التي قادها غانتس ويعلون تلقت إسرائيل 4594 صاروخا". 


وأشارت إلى أنه "لو ظهر نتنياهو ضعيفا بنظر القادة الإسرائيليين، وأخذ بنصيحتهم، وتوجه إلى حرب قوية ضد غزة، ماذا بعد؟ التجارب السابقة تقول إننا سنتلقى المزيد من الضربات حتى اللحظة الأخيرة، بما قد يزيد على آلاف، وربما عشرات آلاف القذائف، حتى نركع على أقدامنا، ونطلب وقف إطلاق النار، رغم أننا سنقتل الآلاف في الجانب الثاني من الحدود، لكننا سندفع ثمنا باهظا من دمائنا، ونعود دون أي مفاجأة إلى نقطة البداية". 


وأضافت أن "النتيجة المتوقعة للحرب القادمة في غزة التي يطالب بها السياسيون المتنافسون في الانتخابات الإسرائيلية هي هدوء نسبي محدود، وتحضير العدو في غزة لترسانته العسكرية من القذائف انتظارا للمواجهة القادمة". 


وختمت بالقول إن "المعركة التي يبحث عنها هؤلاء القادة هي من قبيل حبات الدواء المسكنة للألم، وإلا فما الذي يسعى إليه غانتس مثلا عند حديثه عن الحسم مع حماس، والمعركة الأخيرة أمامها؟ رغم أن مثل تلك المواجهة سيكون من نتائجها زيادة تيار الصقور الراديكاليين في حماس".