حقوق وحريات

مصريات يضربن عن الطعام تضامنا مع "علا القرضاوي"

عامان على اعتقال علا القرضاوي مع زوجها- تويتر

دخل عدد من الحقوقيات والناشطات المصريات في إضراب عن الطعام تضامنا مع علا القرضاوي، المعتقلة في مصر منذ أكثر من عامين، دون محاكمة.

في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، دخلت القرضاوي (58 عاما) في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على إلغاء قرار إخلاء سبيلها.

وقررت نيابة أمن الدولة العليا، حبسها 15 يوما على ذمة قضية جديدة، بعد يوم من قرار المحكمة بإخلاء سبيلها بتدابير احترازية بعد مضي عامين على اعتقالها.

ووجهت النيابة اتهامات للقرضاوي، بـ"تمويل جماعة إرهابية عن طريق استغلال علاقاتها في السجن"، رغم حبسها انفراديا لمدة عامين.

 

اقرأ أيضا: "رايتس ووتش" تدعو لإطلاق سراح علا القرضاوي من السجون

وفي 30 حزيران/ يونيو 2017، أوقفت السلطات المصرية، علا وزوجها حسام خلف، واتهمتهما بالانتماء لجماعة أُسست مخالفة للقانون، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن ومؤسسات الدولة.

تضامن واسع

وقال سياسيون وحقوقيون لـ"عربي21" إن سلطات الانقلاب العسكري في مصر، استحدثت إجراءات جديدة، للتحايل على قرارات إخلاء السبيل بحق بعض المعارضين التي تصدرها المحاكم المصرية؛ بإعادة توجيه اتهامات جديدة لهم.

ودعا عشرات النشطاء السياسيين والحقوقيين في مصر وخارجها لإضراب عن الطعام تضامنا مع القرضاوي؛ للتذكير بقضيتها، وباقي المعتقلات المحتجزات في السجون المصرية لمدد مفتوحة دون محاكمات.

واعتبرت منظمات حقوقية من بينها "هيومن رايتس ووتش"، أن "تجديد احتجاز القرضاوي بدون أي سبب ظاهر، غير كونها ابنة يوسف القرضاوي، يفضح استخدام السلطات المصرية الوقح للقضاء كوسيلة قمع".

كشف انتهاكات النظام

وكشفت الناشطة السياسية (مستقلة)، منى الشاذلي، عن دخولها في إضراب عن الطعام تضامنا مع علا القرضاوي، قائلة: "أضربت عن الطعام منذ يوم 10 يوليو، ومستمرة حتى إكمال الأسبوع الأول"، مشيرة إلى أنها "المرة الأولى التي أدخل فيها إضرابا عن الطعام، وهو مرهق جدا، على الرغم من شرب السوائل طوال فترة الإضراب".

وأوضحت لـ"عربي21": "تواصلنا مع القنوات الشرعية، ومع منظمات حقوقية وأعلمناها بالإضراب، مثل هيومن رايتش ووتس، وأمنستي (العفو الدولية)، وأنه للتضامن مع المعتقلات المصريات في سجون الانقلاب والسيدة علا القرضاوي".

 

اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: إعادة حبس علا القرضاوي انتقام سياسي من والدها

 

وبينت أن "الهدف من الإضراب، أنه الوسيلة الوحيدة التي نملكها لكشف انتهاكات النظام المصري بحق المعتقلين والمعتقلات خصوصا، وبهدف تسليط الضوء على قضية المعتقلات من السيدات والفتيات؛ لأنهن ضعيفات ومظلومات".

وأكدت الشاذلي: "نسعى كناشطات وحقوقيات إلى إحياء قضايا المعتقلات، وتنبيه المنظمات الحقوقية إلى قضاياهن، والحديث عن معاناتهن في ظل صمت الإعلام المصري المحلي والإقليمي والغربي في الكثير من الأحيان".

خلق ضغط دولي

وأكدت الحقوقية والناشطة السياسية، المقيمة في أمريكا، سوسن غريب، أن "الإضراب عن الطعام تضمنا مع المعتقلين والمعتقلات هو رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة الانتباه إلى ما يحدث من انتهاكات في سجون السيسي".

وأضافت لـ"عربي21" أن "الإضراب عن الطعام الذي أخوضه إلى جانب العديد من الشخصيات من مختلف التيارات السياسية بهدف مساندة السيدة علا؛ من أجل تسليط الضوء على ظلم النظام في السجون المصرية بحق المرأة، وأخذها كنموذج لهذا الظلم، فهي محبوسة في زنزانة بشكل انفرادي، ثم قررت السلطات حبسها على ذمة قضية ملفقة أخرى دون أي سند قانوني".

وتابعت: "قررنا التضامن والإضراب معها؛ لأنها تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام في حبس انفرادي منذ إعادة حبسها على ذمة قضية أخرى، على الرغم من أنه لا يجمعنا تيار سياسي واحد، ولكن تجمعنا إنسانية واحدة، ورفض واحد للظلم بكل أنواعه".

وكشفت غريب عن جهودهم في التواصل مع المنظمات الحقوقية والمسؤولين بالقول: "نحاول التواصل مع منظمات وممثلي البرلمان وأعضاء مجلس الشيوخ في أمريكا لتسليط الضوء على التنكيل بالمعتقلين في مصر، وكشف انتهاكات حقوق الإنسان التي تعد ضد المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر؛ وبالتالي فقد تؤثر على علاقاتها بالدول الأجنبية لأن بعض تلك الدول تحظر قوانينها تقديم أي مساعدات للبلاد التي تنتهك حقوق الإنسان".