سياسة عربية

العاهل المغربي يهاتف ابن زايد.. هل هي بداية انفراجة؟

بحث العاهل المغربي وولي عهد أبوظبي تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك- أرشيفية

في الوقت الذي تعيش فيه العلاقات المغربية الإماراتية نوعا من الفتور منذ قرابة السنتين، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية، الاثنين، بأن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تلقى اتصالا هاتفيا من العاهل المغربي محمد السادس.

وقالت الوكالة الإماراتية، إن العاهل المغربي وولي عهد أبوظبي تباحثا خلال الاتصال "العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين".

وأضافت: "تطرق الجانبان إلى تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها".

فيما لم يصدر حتى الآن عن وكالة الأنباء المغربية الرسمية أي تأكيد حول هذا الخبر ما يطرح عدة تساؤلات حول بداية الانفراج في العلاقات بين البلدين.

التوتر مازال قائما
في هذا الصدد قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، إن "الاهتمام بالمكالمة التي أعلنت وسائل إعلام إماراتية أنها جرت بين الملك محمد السادس وولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد تدل على أن العلاقات بين الدولتين توجد في أقصى حالات التوتر والقطيعة التي لم يعلن عنها الطرفان رغم أن الإمارات سحبت سفيرها مبررة ذلك بأسباب داخلية مرتبطة بأبوظبي ليقوم المغرب أيضا بسحب سفيره الذي يوجد في الرباط منذ شهور".

 

اقرأ أيضابينما وشح ملك المغرب سفير قطر بوسام رفيع.. غاب سفير أبوظبي

وأضاف المنار اسليمي في تصريح لـ"عربي21": "هذه الحالة التي لم تصل إليها العلاقات المغربية الإماراتية في أي مرحلة من تاريخها، لذلك جاء هذا الاهتمام الكبير بالمكالمة التي جرت بين الملك محمد السادس وولي عهد الإمارات".

وسجل المحلل السياسي المغربي عدة ملاحظات حول هذا الحدث، أولها "أن الإمارات هي التي نشرت الخبر، فهي تريد بذلك إظهار أن العلاقات عادية. وأعتقد أنه لو كانت العلاقات عادية فلن تبادر الإمارات إلى الترويج لهذه المكالمة بهذا الحجم".

وثانيا، يضيف اسليمي: "سكوت وكالة الأنباء المغربية لحد الآن عن المكالمة الهاتفية التي جرت معناه أن المكالمة الهاتفية لا تعني أن هناك تحولا قد وقع في العلاقات بين الدولتين أو أن الدولتين تجاوزتا مرحلة التوتر".

وسجل، ثالثا، أن السياق الذي جرت فيه المكالمة الهاتفية والموضوعات التي نوقشت، حسب ما صدر عن الوسائل الإعلامية الرسمية الإماراتية، يدل على أن المكالمة الهاتفية جرت بعد بداية تخفيض الإمارات لحضورها في اليمن، الشيء الذي يعني أنها تحتاج للانفتاح على المغرب لكون العلاقات الإماراتية السعودية مقبلة على تحول نتيجة الموقف الجديد لدولة الإمارات من حجم الحضور في الأراضي اليمنية".

 

اقرأ أيضامسؤول: الإمارات تسحب قواتها من اليمن لـ"أسباب تكتيكية"

واستطرد رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني: "كما أن المكالمة الهاتفية تأتي في سياق تقارب مغربي فرنسي بخصوص الموقف من الأزمة الليبية وبداية تراجع اللواء حفتر. لذلك يدل الترويج الإماراتي الكبير لهذه المكالمة الهاتفية على تحولات قادمة ليس بين المغرب والإمارات، ولكن تحولات قد تحدث في منطقة الخليج بتغير التحالفات أو على الأقل بداية الهشاشة في التحالف السعودي الإماراتي".

وأوضح المنار اسليمي "أن العلاقات المغربية السعودية عادت إلى طبيعتها وتجاوزت الأزمة بينما تظل حالة التوتر بين المغرب والإمارات قائمة بخصوص قضايا إقليمية على رأسها قضية الأزمة الليبية، ومسألة مشاركة الأحزاب الإسلامية بالحكم في دول شمال أفريقيا".

 

اقرأ أيضاهل دخلت علاقة الرباط-أبوظبي مرحلة القطيعة الدبلوماسية؟

وتعد العلاقات بين الرباط وأبوظبي من أكثر علاقات الرباط متانة وصلابة في المنطقة العربية.

وجدد غياب سفير الإمارات عن الحفل الذي أقامه العاهل المغربي الملك محمد السادس لتوديع عدد من السفراء الأجانب الذين انتهت مهماتهم بالرباط، في حزيران/ يونيو الماضي، الجدل حول تطور العلاقات الثنائية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، التي تعيش تدهورا غير مسبوق.

وكان السفير الإماراتي قد غادر الرباط في نيسان/ أبريل الماضي بطلب من السلطات الإماراتية، كما غاب السفير الإماراتي عن حفل استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس للسفراء الأجانب الذين جاؤوا لتوديعه بعد انتهاء مهامهم بالمغرب، الثلاثاء الماضي.

ولعل بداية الخلاف بين الرباط وأبوظبي كانت في الموقف من حصار قطر، حيث رفضت الرباط الاصطفاف خلف محور السعودية الإمارات، لتبدأ بعدها سلسلة من المشاكل، وتطفو على السطح تناقضات في السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء.

هذا الأمر جعل العاهل المغربي يعلن في القمة الأفريقية الأوروبية الأولى بمصر، أن هناك بلادا عربية تتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية أخرى وتهدد استقرارها، وهو ما نظر إليه على أنه رسالة موجهة للإمارات والسعودية على حدا سواء.