صحافة دولية

موقع روسي: جهات موالية للأسد متورطة باستهداف "حميميم"

أكد الموقع أن موسكو استخدمت هذه التهديدات كمبرر لشن عملية عسكرية بإدلب- جيتي

نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تزايد التهديدات الجوية، التي تشكل خطرا على الجيش الروسي، منذ قصف قاعدة حميميم الروسية في سوريا مطلع العام الجاري.


وأشار الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن "أراء الجهات الرسمية والشبكات الاجتماعية تضاربت، فيما يتعلق بالأطراف المسؤولة عن الهجوم الذي استهدف القاعدة الجوية الروسية في سوريا"، مؤكدا أن "موسكو استخدمت هذه التهديدات كمبرر لشن عملية عسكرية بإدلب، ومن الواضح أن إيران تسعى لإثارة حملة عسكرية في المحافظة بمساعدة القوات الموالية لها".


وأضاف الموقع أن "البيانات الرسومية تشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي في القاعدة الجوية قادرة على التعامل مع أي هجوم وصده إن تطلب الأمر، غير أن الأمور تبدو مختلفة على أرض الواقع"، لافتا إلى أن "شهود عيان يقطنون في بلدتي جبلة والقرداحة بمحافظة اللاذقية ذكروا أن المنشأة العسكرية شهدت إطلاق نار في العديد من المناسبات، وهو ما يشير إلى أن الهجمات على قاعدة حميميم لا تزال مستمرة، ناهيك عن نجاح المسلحين في اختراق نظام الدفاع الجوي للمنشأة العسكرية".


ووفقا لتصريحات السكان المحليين، يقف مقاتلو هيئة تحرير الشام وراء استهداف قاعدة حميميم، لكنهم ليسوا مسؤولين عن جميع الهجمات، لاسيما وأن شهود عيان آخرين يشتبهون في جهات غير موالية للمعارضة، ويوجهون أصابع الاتهام نحو جهات تابعة للحكومة نفسها بتمويل رجل الأعمال أيمن جابر.


ويعد جابر من مواليد اللاذقية، ويرأس مجلس الحديد والصلب في سوريا، ويمتلك حصة في شركة الشام القابضة، ناهيك عن كونه شريكا في قناة الدنيا الفضائية الموالية للحكومة.

 

اقرأ أيضا: روسيا تمدد مهلة التسوية بالجنوب السوري مجددا.. لصالح من؟


وذكر الموقع أن أيمن جابر عمل في التسعينات على تأمين نقل النفط عبر الحدود السورية العراقية، تحت إشراف وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، وقاد ذلك إلى تنامي ثقله السياسي العسكري بالتزامن مع بداية الحرب الأهلية في سوريا، وبسبب سيطرة جبهة النصرة وتنظيم الدولة على معظم حقول النفط في شمال شرق سوريا ما بين 2012 و2013، تضاءل إنتاج النفط الخام من حوالي 400 ألف برميل يوميا سنة 2010، لينزل تحت حاجز 23 ألف برميل بداية سنة 2011، لتصبح سوريا معتمدة على الموردين الأجانب لتغطية حاجياتها الطاقية.


واستنادا إلى هذه الظروف، تمكن جابر من توقيع عقد مع الجانب الإيراني لضمان تزويد جماعاته المسلحة المعروفة باسم "صقور الصحراء" بحوالي 800 ألف طن من النفط الخام، ويعد حماية الطريق أحد أهداف هذه الجماعة.


وأضاف الموقع أن جابر ليس تاجر نفط فقط، بل إنه يمتلك مصنعا لصنع الذخائر التي تستخدمها الجهات الموالية للأسد ضد المتمردين، فضلا عن كونه راعيا لعدد من المجموعات التي تشبه الشركات العسكرية والأمنية الخاصة، ومن هذا المنطلق، قام جابر بتمويل "صقور الصحراء" و"مغاوير البحر"، وهي مجموعات أصبحت فيما بعد جزءا من الفيلق الخامس للمتطوعين في محاربة "الإرهاب".


حيال هذا الشأن، لم يتردد جابر في إظهار ولائه للإيرانيين بعد أن أصبحت جماعة "صقور الصحراء" جزء من الفيلق الخامس سنة 2017، ووفقا لبعض التقارير، فرضت على جابر الإقامة الجبرية عقب التغييرات التي طرأت على هياكل الجيش، وذلك نظرا لتورطه في قضايا فساد.


وأوضح الموقع أن المعارضة السورية توجه أصابع الاتهام إلى جابر فيما يتعلق باستهداف القاعدة الروسية في حميميم، وفي الوقت ذاته تفيد مصادر تابعة للمعارضة أن الهجمات على القاعدة الروسية تزيد من درجة التوتر في سوريا.

 

اقرأ أيضا: مقتل اثنين من "الخوذ البيضاء" بقصف روسي في إدلب


وتحاول روسيا استخدام الهجمات التي تستهدف قاعدتها العسكرية، من أجل تبرير التفجيرات في محافظتي اللاذقية وإدلب، ويتجلى ذلك من خلال تزامن التقارير التي تعنى بمسألة الهجوم، مع تكثيف الأعمال العدائية في منطقة وقف التصعيد.


وبين الموقع أن الجماعات الموالية لطهران متورطة أيضا في عمليات استهداف قاعدة حميميم الروسية.
وفي كانون الثاني/ يناير من سنة 2018، أي بعد قصف القاعدة ونشر صور شظايا الطائرات، قال ممثل المعارضة السورية أيمن العاسمي إن "بحوزته وثائق تبين بأن القاعدة العسكرية الروسية تعرضت لإطلاق النار من قبل أحد الفصائل الموالية لإيران".


علاوة على ذلك، تؤكد مصادر موالية للمعارضة أيضا أنه في شهر أيار/ مايو 2019، أنشأ فيلق الحرس الثوري الإيراني قاعدة عسكرية في حلب، لتدريب المقاتلين على تسيير الطائرات دون طيار.


ونقل الموقع عن الخبير الروسي في مجال أنظمة الطائرات دون طيار، دينيس فيدوتينوف، أن "التحكم في هذه الحديثة لا يتضمن توجيها مباشرا من طرف المشغل، حيث يوضع مسار الرحلة في ذاكرة نظام التحكم في هذه الطائرات التي تحلق بعد ذلك وفقا للمعايير المحددة في هذا الطريق، ويمكن للمتحكم في الطائرة تغيير المسار أثناء تحليقها، وذلك في حال كانت الطائرة ذات طراز معين".


وفي الختام، ذكر الموقع أنه بالإمكان استعادة بيانات مسار رحلة الطائرات دون طيار، بما في ذلك نقطة البداية نفسها، وذلك فقط في حال لم تتعرض المكونات ذات الصلة إلى أضرار جسيمة.