ملفات وتقارير

في ذكرى "30 يونيو".. كيف اختفى الثوار وأغلق الميدان؟

تأتي ذكرى التظاهرات وسط تغييب كامل لأكثر رموزها

بعد مرور 6 سنوات على تظاهرات "30 يونيو" التي تحل ذكراها الأحد، والتي ملأ متظاهروها ميدان "التحرير" بوسط القاهرة بالعام 2013، واتخذها قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، ذريعة للانقلاب على أول تجربة ديمقراطية بمصر؛ يثار التساؤل: أين الثوار الآن؟ ولم أُغلق الميدان؟
 
السؤال يأتي في ظل غلق النظام لميدان الثورة "التحرير" تماما، واعتقال كل من يقترب منه بنية التظاهر أو حتى رفع لافتات صامتة اعتراضا على أية أوضاع، كالشاب أحمد محيي الذي رفع لافتة "إرحل"، بالميدان عقب حريق محطة مصر آذار/مارس الماضي.
 
كما تأتي ذكرى التظاهرات التي قال وقتها مروجوها أنها الأكبر بتاريخ مصر وأنها بلغت نحو 30 مليون متظاهر؛ وسط تغييب كامل لأكثر رموزها إما بالحبس والاعتقال أو بالتجاهل والتغيب والإبعاد عن المشهد أو بالهروب خارج البلاد.
 
"قوى السلطة تمردت بأوامر"


وفي تعليقه قال أحد رموز تظاهرات 30 يونيو، الناشط السياسي سمير عليش: "يوم 30 يونيو، كان للبعض -ومنهم العبد لله من ثوار 25 يناير- مطالبات بانتخابات مبكرة فقط لتصحيح مسار بناء الدولة الدستورية الديمقراطية المدنية الوطنية العصرية، وكنت من الساعين أيضا ألا تحدث مصادمات مع أنصار الدكتور مرسي".
 
المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتغيير، وصف المشهد قائلا لـ"عربي21": "لاحظت محاباة الشرطة للمتظاهرين، واصطحاب الكثيرين أطفالهم كأنه يوم (شم النسيم) وليست ثورة كما 25 يناير"، مشيرا إلى "وضوح موقف قوى السلطة وأنها تمردت فعلا على الحاكم، بأوامر".
  
عليش، أضاف: "والآن، وخاصة بعد الإقرار الهزلي للتعديلات الدستورية؛ هناك تغييب كامل بصور مختلفة لكل من له دور مؤثر بـ25 يناير، ولكل من شارك منهم بـ30يونيو بهدف تصحيح مسار الثورة الأم".

 

  اقرأ أيضا: في ست سنين.. هذا ما جناه المصريون من تظاهرات 30 يونيو
 
وأشار أيضا إلى "عداء النظام بصورة أعمق للإخوان المسلمين ومن تحالف معهم بانتخابات المجالس النيابية، وتعاون في الحكم والإعلام أو كانت له صلة مباشرة بـ25يناير، باستثناء السلفيين والمنافقين للنظام".
 
ولفت عليش، إلى أسفه لغلق "الميدان المحاط ليل نهار بالشرطة وإعلانه منطقة محرمة، وغلق بعض أبواب الخروج من مترو الأنفاق"، مشيرا لمقتل الناشطة شيماء الصباغ، هى تحاول أن تضع زهورا بالميدان".
 
"هذا ما جنته جبهة الإنقاذ"


نائب رئيس حزب الجبهة مجدي حمدان موسى، وأحد المشاركين في تظاهرات 30 يونيو، أكد أنه "كان هناك ما يشبه التهافت والتكالب على أن يكون للكثيرين منهم مواقع بالحكم وإدارة الدولة، وكان لديهم استعداد للتعاون مع أي شخص وكيان ومؤسسة للحصول على تلك المكاسب الشخصية".
 
وأشار إلى أن "معظم المنخرطين بـ30 يونيو والقائمين عليها؛ بالسجون الآن بسبب آرائهم واعتقاداتهم واكتشافهم أن الأمور لم تكن تسير حسب أهواءهم وحسب هدفهم من التظاهرات".
 
وعن عقاب النظام للمتظاهرين وحرمانهم من الميدان، يعتقد أحد شركاء 30 يونيو، أن "هذا الأمر للأسف تم بأيدي قيادات جبهة الإنقاذ أنفسهم، فقانون التظاهر الذي رفض بحكومة هشام قنديل، تم تطبيقه على يد رئيس الوزراء الأسبق حازم البيبلاوي، بعد 30 يونيو، بطريقة (داوي الحديد بالحديد والنار بالنار) ليكون أول قانون يصدره لمنع التظاهر ومنع دخول الميدان، وكان عقابا بمنع الناس من التعبير عن آرائهم بشكل سلمي، وأول أسباب نهاية فكرة 30 يونيو".
 
"تحت التهديد"


وفي رؤيته قال الناشط السياسي محمد نبيل: "يجب الاعتراف أن الثورة هزمت بعدما فقد أغلبية المصريين شغفهم بها، وفرضت دولة الخوف عليهم".
 
أحد قيادات حركة "6 أبريل"، أكد لـ"عربي21"، أن "أغلب قيادات الثورة تحت التهديد الآن، أو بالفعل معتقلين بعدما فقدت الثورة غطائها الشعبي، وإعلان الأغلبية تأييدهم الكامل للجيش وللسيسي، بعد بيان 3 تموز/ يوليو 2013 ومنحه التفويض".
 
وأضاف: "حاليا أغلبية الشعب ساخط على الوضع؛ لكن حاجز الخوف مازال لم ينكسر".
 
"جمعتهم السجون"


من جانبه قال السياسي المصري الدكتور محمد عماد الدين، إن "الداعين لتظاهرات 30 يونيو، لم يسلموا من سياط النظام العسكري، فأصبحوا بين قتيل ومُطارد وهارب خارج البلاد، فضلا عن آخرين غيبتهم السجون، بأحكام في قضايا سياسية".

 

اقرأ أيضا: في ست سنين .. كيف تخلص السيسي من شركائه العسكريين
 
وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان الثورة، لـ"عربي21"، أن "هناك عددا ممن شاركوا في 30 يونيو، جمعتهم السجون مع من أعلنوا رفضهم لحكم العسكر، وهذه رسالة واضحة من نظام الانقلاب أنها ثورة مضادة خرجت لتقضي على 25 يناير، ثورة المصريين الشعبية الوحيدة بتاريخ مصر الحديث".
 
وأكد أن "النظام العسكري الانقلابي يعلنها وببجاحة أنه لن يقبل إلا الرضوخ والخنوع التام لحكم دولة العسكر، وإلا فالسجون والقبور تجمع الجميع".
 
وأشار عمادالدين، لدور السعودية والإمارات في دعم حركة (تمرد) التي ظهرت بشكل مفاجئ وسريع، قبل 30 يونيو، وحظيت بدعم هائل من قوى سياسية ينتمي معظمها إلى ما عرف بأركان الدولة العميقة التي حاربت ثورة 25 يناير، ومثل هذا النشاط التي قامت به تمرد لم يكن ليمرّ دون ضوء أخضر  من العسكر".