ملفات وتقارير

منع علاء مبارك من حضور مباريات كأس أفريقيا.. من وراء ذلك؟

ربيع: علاء يحاول تبييض وجهه لاستجلاب عفو المصريين عما مضى من الجرائم التي ارتكبها نظام أبيه

ذكر علاء، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أنه تم منعه من حضور مباريات كأس الأمم الأفريقية مستقبلا، دون إعلان الأسباب.

 

وحضر علاء مباراة منتخب مصر أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، الأربعاء، في ملعب القاهرة، ضمن منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر.

وحرص علاء على الجلوس في مقاعد الدرجة الثالثة، حيث نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو له أثناء متابعة المباراة، أظهرت ترحيب العديد من الجماهير به، والتقاط الصور التذكارية معه.

 


"شاهدها من المنزل"

وقال علاء مبارك بعد انتهاء المباراة بعدة ساعات إنه تم منعه من حضور مباريات كأس الأمم الأفريقية مستقبلا، دون إعلان الأسباب.

وجاء تعليق علاء بعد نشره تغريدة على تويتر قال فيها: "من مدرجات "الثالثة شمال" (المعروف في مصر أنها مخصصة لجماهير أولتراس النادي الأهلي) مبروك لمنتخبنا الوطني الفوز اليوم". وحينما طالبه أحد متابعيه بالجلوس في المباراة المقبلة في مدرجات "الثالثة يمين" المشهورة بأولتراس نادي الزمالك، رد عليه علاء بأنه سيشاهد المباراة المقبلة في المنزل، بعد حظر بطاقة المشجع الخاصة به، ومنعه من دخول الملاعب.

 

وكانت السلطات المصرية أطلقت قبل بطولة أفريقيا بوقت قصير نظاما إلكترونيا لبيع تذاكر مباريات البطولة، يستلزم حصول كل مشتر للتذاكر على بطاقة مشجع (Fan ID) مدونة بها بياناته الشخصية، ولا يسمح له دخول الملاعب من دونها، ويمكن للشركة حظر أي بطاقة إذا ما ارتكب المشجع أي مخالفة داخل الملاعب.

 

 

إرباك للسيسي

 

قال الإعلامي المصري المعارض، معتز مطر: إن نظام عبد الفتاح السيسي أصيب بالارتباك، جراء الظهور المفاجئ لنجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في مدرجات بطولة أمم أفريقيا المنعقدة بالقاهرة.

وأشار إلى أن علاء مبارك، ظهر في لقطة مصورة، أثناء إحدى المباريات على المدرج، وفي صورة أخرى مع إحدى المنظمات للبطولة.

ولفت إلى أن عدد من المواقع المصرية المؤيدة للانقلاب، نشرت فيديو علاء مبارك، لكنها عادة وحذفت الرابط الخاص بالمقطع المصور.

 


"تحدي النظام"

وأظهر علاء بعض التحدي غير المباشر للنظام الحاكم الأسبوع الماضي، حينما أشاد بمحمد أبو تريكة، نجم منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، الذي تشن عليه وسائل إعلام النظام حملة تشويه مؤخرا، وهددت كل من يدافع عنه.

وكتب علاء يقول:


 "أبو تريكة نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني ساهم مع باقي اللاعبين في إحراز الكثير من البطولات للنادي الأهلي والمنتخب، ولا يستطيع أحد أن ينكر ما قدمه تريكة في مجال الرياضة، فهو نجم، وعلامة مميزة في كرة القدم المصرية والأفريقية".

كما سخر علاء في تغريدة أخرى من المقارنة بين الأسعار الآن والأسعار في عهد والده، الذي أطاحت به ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.

"شخص عادي"

وتعليقا على هذا الموضوع، قال جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، إن "علاء مبارك الآن أصبح شخصا عاديا؛ لأنه ليس له أي إنجاز أو تأثير ملموس، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا، وكل ما يميزه عن غيره من المصريين أنه ابن الرئيس الأسبق حسني مبارك".

واستغرب عودة، وهو قيادي سابق بالحزب الوطني الحاكم إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، التركيز على تحركات علاء مبارك، مشيرا إلى أن "الإعلام يعطي الأمر أكبر من حجمه؛ بحثا عن الإثارة، لكن هذه المواقف لا تستحق المتابعة أو التعليق، ويجب عدم التضخيم من كل حركة أو موقف له"..

واستبعد عودة، في تصريحات لـ"عربي21"، أن يكون علاء مبارك يبحث لنفسه عن دور في المشهد السياسي المصري، مؤكدا أنه يحضر المناسبات المختلفة ومباريات كرة القدم، ويتحرك في المجتمع بشكل عادي، مثله مثل ملايين المصريين العاديين، ولولا وسائل الإعلام وتداول صور وفيديوهات له على مواقع التواصل الاجتماعي لما التفت إليه أحد.

وحول قرار منعه من حضور مباريات المنتخب المصري، رأى جهاد عودة أن الأمر ليس له بعد سياسي، مشيرا إلى أنه يوجد المئات من المشجعين الذين تم منعهم من دخول الملاعب، وربما يكون علاء مبارك قد ارتكب خطأ أو مخالفة، ما دفع بالشركة المنظمة إلى إيقاف بطاقته.

"تبييض للوجه"

لكن الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رأى أن منع علاء مبارك من حضور المباريات "قرار أمني/سياسي، وليس قرارا تنظيميا، لأن علاء مبارك ليس مشجعا عاديا، لافتا إلى أن هذا القرار يتماشى مع المناخ السائد في البلاد من حملات أمنية واعتقال للمعارضين".

وأوضح ربيع أن "علاء مبارك يحاول إيجاد موطئ قدم له في المشهد السياسي، كما أنه يحاول تبييض وجهه؛ لاستجلاب عفو المصريين عما مضى من الجرائم التي ارتكبها نظام أبيه، والاستعداد لخطوة مستقبلية لم تتحدد معالمها حتى الآن".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن النظام الحالي "يقابل هذه المحاولات بقلق وامتعاض؛ لأن علاء رمز هام من رموز النظام السابق، وما زالت له شعبية واضحة، كما أنه يمكن أن يكون منافسا محتملا في أي انتخابات مقبلة، وقد يمثل خطرا حقيقيا على النظام إذا ما سُمح له بخوض الانتخابات"، مشيرا إلى أن صور حضور علاء مبارك للمباراة وسط الجماهير دون حراسة، وحرصهم على التقاط الصور معه، "يعد دليلا على أن الرجل له قاعدة جماهيرية لا يمكن تجاهلها".

وتعليقا على الشعبية التي ما زال علاء وجمال مبارك يتمتعان بها في أوساط المصريين، قال عمرو هاشم ربيع، إن قطاعا كبيرا من الشعب ما زال يترحم على أيام حسني مبارك إذا ما قارن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الموجودة الآن بما كان عليه الأمر في عهد مبارك، وبطبيعة الحال فإن هامش الديمقراطية وسقف القمع، واعتدال معدلات الغلاء، كلها في صالح مبارك، الذي يعد علاء مبارك أحد رموز نظامه.