صحافة دولية

هذا ما كشفته أم سياف في أول مقابلة حصرية لـ"الغارديان"

الغارديان: كشفت أم سياف عن دورها في مساعدة "سي آي إيه" في البحث عن البغدادي- تويتر

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا حصريا أعده مراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، من مدينة أربيل في شمال العراق، تحت عنوان "دور أسيرة تنظيم الدولة في تعقب الاستخبارات الأمريكية للبغدادي".

 

ويقول شولوف إن "الغارديان" علمت أن "أبرز أسيرات" تنظيم الدولة أدت دورا في تعقب زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، وساعدت في تحديد الأماكن التي اختبأ فيها، وحددت في بعض الأوقات موقعه بالضبط في الموصل.

 

وأجرى الصحافي البريطاني مقابلة في المعتقل الذي تحتجز به في مدينة أربيل، وهي أول مقابلة صحافية مع نسرين أسعد إبراهيم، المعروفة بأم سياف، المحكوم عليها بالإعدام في العراق، والتي توصف بأنها أهم أسيرة من تنظيم الدولة.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أم سياف شخصية مثيرة للجدل، ومتهمة بالمشاركة في جرائم التنظيم الشنيعة، بما فيها استرقاق عاملة الإغاثة الأمريكية المختطفة كايلا مولر وعدد من النساء الأزيديات، لافتا إلى أن الكاتب تحدث معها في سجنها، من خلال مترجم، وحضر المقابلة ضابط استخبارات كردي لم يحاول، كما يقول شولوف، التدخل في مسار المقابلة.

 

وتذكر الصحيفة أن أم سياف احتجزت في عام 2015، في عملية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في حقل العمر النفطي في دير الزور، قتل فيها زوجها فتحي بن عون بن الجليدي مراد التونسي المعروف بأبي سياف، وهو "وزير النفط" في التنظيم، وأحد أصدقاء البغدادي المقربين.

 

وينقل شولوف عن مسؤولين أكراد، قولهم إن أم سياف، البالغة من العمر 29 عاما، رفضت في البداية التعاون مع المحققين، لكنها بدأت في أوائل عام 2016، بالكشف لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA والاستخبارات الكردية عن معلومات سرية حساسة للغاية حول التنظيم وزعيمه، ساعدت في جهود ملاحقة البغدادي، مشيرا إلى أن جولات استجوابها استغرقت ساعات، فيما بدأت في النظر إلى الخرائط الموضوعة على الطاولة أمامها مع الأمريكيين، "وكانوا مؤدبين ويرتدون ملابس مدنية.. أطلعتهم على كل شيء".

 

ويفيد التقرير بأن مسؤولين أكرادا أكدوا أنهم كانوا في شباط/ فبراير 2016 يوشكون على القبض على البغدادي، حيث كشفت أم سياف عن منزل في الموصل يعتقد أنه كان يختبئ فيه، لكن المسؤولين الأمريكيين قرروا الامتناع عن استهداف المنزل. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤولين اعترفوا بأن المطلوب الأول في العالم كان في المنزل، إلا أن البغدادي نجا من هجوم محموم في الجو، للخوف من مقتل المدنيين؛ نظرا لوقوع البيت في منطقة مكتظة بالسكان، مشيرة إلى قول أم سياف: "أخبرتهم عن مكان المنزل.. كنت أعلم أنه هناك؛ لأنه كان واحدا من البيوت التي وفرت له، والذي كان يحبه".

 

ويقول الكاتب إن الاستخبارات الأمريكية والكردية وجدت في أم سياف مصدرا مهما للمعلومات عن شخصية البغدادي، وأكدت أم سياف للصحيفة أنها التقت مرارا وتكرارا البغدادي؛ لأنها زوجة أحد أهم مسؤولي التنظيم، وحضرت تسجيل البغدادي خطابات دعائية لعناصر التنظيم، وقالت إن البغدادي كان يسجل خطاباته "جالسا في غرفتنا في التاجي (بلدة في وسط العراق).. كان زوجي قائدا فكان البغدادي يزورونا بشكل دائم".

 

وينوه التقرير إلى أن محامية حقوق الإنسان أمل كلوني دعت إلى نقل أم سياف إلى الولايات المتحدة لمواجهة العدالة هناك، وأخبرت مجلس الأمن الدولي في نيسان/ أبريل بأن أم سياف "قامت باحتجاز (الأسيرات) في غرفة، ودعت لضربهن ووضع المكياج على وجوههن تحضيرا لاغتصابهن".   

 

وبحسب الصحيفة، فإن اثنين من أبنائها ماتا، ورافقت وزوجها البغدادي، وقامت بإدارة البيوت الآمنة له، وقالت إن البغدادي كان يزورهما بشكل دوري قبل الانتقال إلى حقل العمر السوري، وعاشا في بلدة الشدادي، مشيرة إلى أن أم سياف نفت أي علاقة باحتجاز مولر، التي تقول الولايات المتحدة إن البغدادي قام بالاعتداء جنسيا عليها مع سبع من الأزيديات.

 

وينقل شولوف عن أم سياف، قولها: "لم يشركني في أي شيء فعله.. كان أحيانا يحضر لعدة ساعات، وفي مرات كان يجلس مدة طويلة، وكان بيتا عاديا، وكنت أقدم له ولزوجي الشاي، وكنا نذهب معه إلى الرقة، وأتذكر أننا رافقناه مرتين، وأخبرت الأمريكيين عن مكان البيت، وكانوا يعصبون عيوننا كلما دخلنا البيت، لكنني أعرفه". 

 

ويورد التقرير نقلا عن الضابط الأمني الكردي، قوله إن أم سياف قدمت معلومات عن عائلة البغدادي وزوجاته والناس المهمين في حياته، وكانت معلومات مفيدة، حيث تعرفت على الكثير من الأشخاص ومسؤولياتهم في التنظيم.

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن أم سياف رجحت أن البغدادي يوجد الآن في العراق، موضحة أنه يشعر دائما بالأمان في هذه البلاد، خلافا لسوريا، حيث كان يحضر إلى سوريا لقضاء أمر ويعود، وقالت: "آخر مرة سمعت عنه أنه كان يريد الذهاب إلى القائم والبوكمال، وكان هذا قبل وقت طويل".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)