ملفات وتقارير

عربي21" تحاور أول مبعد ينصب خيمة على أبواب الأقصى (صور)

الشاب خليل أكد أنه سيواصل اعتكافه داخل الخيمه حتى يعود للأقصى- عربي21

لم يدر في بال الشاب إبراهيم خليل، من فلسطينيي أراضي عام 1948، أن يتحول إبعاده من قبل الاحتلال عن المسجد الأقصى، إلى مبادرة تلقى تضامنا كبيرا، من قبل الزوار والمعتكفين في المسجد، ويصبح أول شخص ينصب خيمة للاحتجاج على إبعاده.

"عربي21" التقت بالشاب خليل الذي ينحدر من بلدة البعنية، التابعة للجليل من أراضي عام 1948، والذي قال إنه "يعتكف في الأقصى منذ 12 عاما، خلال العشر الأواخر من رمضان"، لكن هذا العام كان مختلفا بعد قيام الاحتلال بمنعه وإبعاده.

وبشأن فكرته بنصب خيمة أوضح أن إبعاده عن الأقصى "أشعره بظلم كبير قرر أن لا يسكت عليه" وأضاف: "لكن كما نعلم فإن أي مبادرة جديدة تحفها الرهبة والخشية من فشلها، لكن حجم التضامن والتأييد والتشجيع على الاستمرار بها، ذلل كافة الصعوبات".

 

إقرأ أيضا: المستوطنون يجددون اقتحامهم للأقصى بحراسة قوات الاحتلال

وذكر خليل أنه خريج جامعي، ومختص بالعلاج النفسي ولديه مؤسسة تعمل بشكل جيد في منطقته، وليس عاطلا عن العمل، لينصب خيمه ويقضي وقته في الطرقات، لكنه شدد على أن "قضية الأقصى، تستحق التضحية بالوقت والجهد لرفع الظلم".

 

احتضان المقدسيين

وأشار الشاب المبعد إلى أن أهالي القدس المحتلة، الذين باتوا على تماس يومي معه، لم يدخروا جهدا في مساعدته وقال إن "بعضهم يجلب له طعام الإفطار ونساء مسنات يعرضن إحضار السحور والبعض الآخر يعرض عليه غسل ملابسه، حتى إنهم عرضوا عليه الاستحمام في بيوتهم وقتما يشاء".

وأضاف: "كرم ونخوة أهل القدس فاقت كل توقعاتي، خاصة أنني لست من سكانها، بل أسكن في مكان بعيد بالشمال".

وحول فكرته بنصب خيمة قال خليل: "أظن الأمر بسيطا أمام التضحيات التي تزخر بها المدينة، وأمام ما يعانيه سكان القدس الذين يتعرضون لضغوطات الحياة والكثير من المصاعب، لكن رؤية النساء الكبار في السن يحضرن القهوة لي، والرجال المسنون الذي يمرون ليقولوا (الله يقويك) منحني طاقة وعزيمة للإصرار على حقي بالاعتكاف في الأقصى، حتى التراجع عن منعي من دخوله".

وتابع: "مجتمعنا مؤمن بقضاياه، ولا يخذل أصحاب المبادرات، بل على العكس في قضية هامة كقضية القدس، الناس بحاجة وتدعم أي فكرة تمثل شعلة لإنارة الطريق".

وأكد خليل لـ"عربي21"، أنه "مؤمن بأن على كل مبعد عن الأقصى، أن يوصل رسالته للعالم، ولا يسكت على الظلم الذي وقع عليه"، وقال: "لو كل مبعد جلس ونصب خيمة، وتحولت الساحة لرمز للإبعاد، لبتنا أمام قضية كبيرة وربما في بعض الأحيان وجودنا على أسوار الأقصى له أثر أكبر من وجودنا داخله".

 

عشرات الخيام

وتابع: "الكثير من السياح يمرون بجانبي، وينظرون إلى العبارة المكتوبة على الخيمة (مبعد عن الأقصى)، وهذا يحول القضية لشيء عالمي فضلا عن التغطية الإعلامية لمسألة الإبعاد هذه".

 

إقرأ أيضا: الاعتكاف بالأقصى.. عبادة رمضانية يسعى الاحتلال لإنهائها

 

وعلى صعيد تضييق الاحتلال عليه بعد نصبه الخيمة قال خليل: "في البداية حاولوا التحرش بي ومضايقتي وإزالة الخيمة، لكن عرفت فيما بعد أن الأرض للأوقاف الإسلامية، إضافة إلى أنهم يعلمون أن إزالة الخيمة، ربما تفاقم الأوضاع وتؤدي لنصب العشرات بدلا منها".

وختم حديثه بالقول: "لا أعلم حتى متى لديهم القدرة على تحمل الخيمة، لكنني جالس هنا ومتواصل في اعتصامي قرب الأقصى".