سياسة عربية

مبادرة أيمن نور تثير جدلا بالأوساط السياسية في مصر

شخصيات يسارية وعلمانية وتابعة لنظام حكم مبارك رفضوا "مبادرة نور"- الأناضول

أثارت مبادرة السياسي المصري، والمرشح الرئاسي السابق، أيمن نور، التي طرحها عبر "عربي21" جدلا واسعا في الأوساط السياسية المصرية.

 
ورفضت شخصيات يسارية وعلمانية تابعة لنظام حكم مبارك قبول المبادرة لأسباب عدة بينها وجود جماعة الإخوان المسلمين وشرعية الرئيس محمد مرسي، فيما لم تعلن شخصيات معارضة عديدة تمت دعوتها قبولها الأمر.
 
وعلى الجانب الآخر، رفض شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين تمثيلهم القليل بين المائة شخصية والذين قالوا إنه نحو 3% من الحاضرين، كما رفض آخرون دعوة شخصيات أيدت الانقلاب العسكري في مهده.
 
وكان أيمن نور، وجّه عبر "عربي21" دعوة إلى 100 شخصية مصرية بالداخل والخارج، للتحاور قبل 30 حزيران/ يونيو المقبل، مؤكدا أن دعوته "لا تعني تشكيل تحالف سياسي أو كيان موحد للمعارضة".

 

اقرأ أيضا: أيمن نور يدعو 100 شخصية مصرية لبدء حوار وطني (أسماء)

أحد قيادات اليسار المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي) جورج إسحاق، أعلن رفضه دعوة نور، شكلا وموضوعا، منتقدا بمكالمة هاتفية مع فضائية "العربي"، وضع اسمه بالقائمة، مؤكدا رفضه معظم من ضمتها، ومشددا على أنه لا يعمل مع معارضة بالخارج مشكوك فيها.
 
ورفض الأكاديمي الليبرالي حازم حسني، دعوة نور، له معتبرا أنها تناقض رؤيته، متسائلا: "ما هي مخرجات الحوار مع كوادر تنظيمية تتمسك بأن الدكتور مرسي الرئيس الشرعي؟".
 
وطالب حسني الإخوان بالتخلي عن فكرة عودة مرسي، متهما الجماعة بأن لها "معنى خبيث تريد تثبيته بالأذهان من خلال حديث ما ترى أنه الشرعية، وهو أن حكم الجماعة هو البديل الشرعي لحكم السيسي".
 

 
أحد رجال الحزب الوطني بعهد مبارك، الأكاديمي حسام بدراوي، رفض أيضا دعوة نور، له، مؤكدا أنه يتمتع بحريةالنقد من الداخل، وقال: "ياليت كل حوار وطني يكون داخل البلاد ولا يستقوي المتحاورون بأي تنظيم أو حكومة تعادي مصر"، في إشارة لتركيا مكان عقد الحوار المحتمل.
 
ووافق بدراوي، الرؤية الكاتب عمار على حسن، بقوله إنه يختلف مع الحكم الحالي، ويعارضه، من مصر، "مهما كانت القيود والسدود، ووسط تيار مدني لا تشوبه شائبة، ولا يفتح بابا لمن ثرنا عليهم في يناير ويونيو".

 

 


رفض إسحق وحسني، وبدراوي، وحسن، دفع الحقوقي جمال عيد للرد قائلا: "سئمت لحد القرف من المزايدين على المصريين المعارضين بالخارج".
 
ولكن رغم دفاع عيد، عن معارضة الخارج إلا أنه عاد وأكد رفضه التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، ومؤيدي النظام، وقال: "لا تحالف مع أنصار الحكم العسكري وأنصار الحكم الديني".
 


وعلى الجانب الآخر، قال القيادي بجماعة الإخوان بهاء أبورحاب، إن نور دعا كل من ساعدوا السيسي، ولكن الإخوان المسلمين الذين وقفوا أمامه وضحوا بأنفسهم وأموالهم لا يمثلون إلا 3% فقط.
 

 
وفي نفس السياق، انتقد الرئيس الأسبق للنادي المصري بفيينا الدكتور مصطفى التلبي، ما أسماه بـ"التمثيل غير المنطقي للتيارات السياسية"، مخاطبا نور، بقوله: "لقد بخست تمثيل أصحاب الأغلبيات البرلمانية، وبالغت في تمثيل التيارات العلمانية بشكل غير مفهوم ومرفوض".
 

 
"إشكالية المبادرة"


وفي رؤيته أكد رئيس حزب الأصالة، المهندس إيهاب شيحة، أن "الوضع الحالي يتطلب مبادرة لتجميع القوى السياسية واصطفاف حقيقي للقوى الرافضة لحكم مستبد خرب مصر".
 
شيحة أوضح لـ"عربي21"، أهمية ذلك الاصطفاف في "توقيت تبدو فيه هشاشة النظام بمقابل التحركات الأخيرة ضده، ورفض 3 ملايين مصري للتعديلات الدستورية، حسب استفتائهم، ما يعني أن النظام بأزمة كبيرة".
 
وقال السياسي المصري: "أي عمل يصب في تجمع المعارضة أنا معه ولكن له ثوابته، والإشكالية في مبادرة نور، مع تقديري لها ولصاحبها أنها أطلقت دون توافق مع أحد، وهناك مدعوون لا أعرفهم ولا أعرف كيفية التواصل معهم لتفعيل الحوار".
 
وأضاف أن "النتيجة كانت واضحة بتعليق جورج إسحاق بأن من يعارض يأتي للداخل"، مؤكدا أن "هذا الخطاب مقبول من مصطفى بكري، وأحمد موسى، أما من رجل يدعي المعارضة فغير مقبول".
 
وقال إننا "أمام فكرة صناعة معارضة موالية تتكرر مع كل نظام"، مضيفا: "ولا ننسى الراحل رفعت السعيد المعارض المعين من قبل مبارك"، مؤكدا أنه "يتكرر من معارضين مثل إسحاق ومن معه".

 

اقرأ أيضا: سياسيون يرحبون بدعوة "نور" معارضين مصريين لحوار وطني

"جلسنا مع إسرائيل.. فلم لا؟"


وفي تقديره يرى المتحدث السابق باسم الجمعية الوطنية للتغيير سمير عليش، أحد المدعوين للحوار، أنه "يجب أولا وضع مبادئ التوافق بين أطياف المعارضة ثم الجلوس وبحث سبل مواجهة النظام بالطريق الديمقراطي وبالحوار".
 
عليش، انتقد المختلفين حول الدعوة، معتبرا أنه أسلوب غير حضاري، مضيفا: "لقد جلسنا مع إسرائيليين مع فجاجة وبعد المثال، فكيف لا نجلس مع أبناء وطن واحد"، مشددا على "ضرورة التوافق وإلا لن تكون ديمقراطية بمصر".
 
وقال إن الجميع أخطأ ومن خرجوا في 30 يونية، كانت لهم مطالب من الرئيس مرسي، الذي جاءت به ثورة 25 يناير، بحلم دولة ديموقراطية، وليس الإخوان فقط من انتخبوه، ولذا عندما حدث خطأ قلنا لا، ولم نتوقع أن يصل الأمر لهذا".
 
تابع: "وأقول لمن يرفضون الإخوان، أن الكل أخطأ ويجب تدارك المصلحة العليا وسفينة الوطن والأجيال القادمة أهم من الخلافات وتوبيخ الآخر، وكفانا تخوين لكل الأطراف ولنسعى للحل".
 
وفي رده على رافضي المبادرة، قال أيمن نور: "إذا لم تتعلم المعارضة من أخطائها فلا نستحق أبدا الحق في الحياة".
 

 

 

 

وأكد الأكاديمي المعارض حسن نافعة، عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أن "بعض ردود الأفعال أدهشتني وتؤكد أن أمراض المعارضة المصرية ما تزال مستعصية".