ملفات وتقارير

فلسطينيو أوروبا يرفضون صفقة القرن ويتمسكون بحق العودة

كوبنهاغن تستضيف الدورة 17 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا أسابيع قبل الإعلان الأمريكي عن صفقة القرن- عربي21

تستضيف العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، اليوم السبت، فعاليات الدورة 17 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، تحت شعار "بالوحدة والصمود حتما سنعود".

ويشارك في فعاليات المؤتمر، الذي انطلق لأول مرة عام 2003 من العاصمة البريطانية لندن، وجاب مختلف عواصم القارة الأوروبية، مئات اللاجئين الفلسطينيين من مختلف بلدان القارة الأوروبية، وبحضور ضيوف وقادة فلسطينيين من الداخل والخارج، فضلا عن مناصري وداعمي الحق الفلسطيني من العرب والأجانب. 

وأعلن رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير، في كلمة له مساء أمس الجمعة خلال حفل استقبال للضيوف المشاركين في فعاليات الدورة 17، استضافه مركز حمد بن خليفة الحضاري، أن استمرار المؤتمر في الانعقاد السنوي، يمثل رسالة مهمة لقادة العالم، بأن الفلسطينيين لا يريدون شيئا غير حقهم في العودة إلى ديارهم.

 


وأكد الزير، أن أهمية انعقاد الدورة 17 في العاصمة كوبنهاغن، تكمن في أنها تأتي ردا على محاولات يقودها الاحتلال وداعموه لتصفية القضية الفلسطينية.

وقال: "لن تستطيع قوة في الأرض أن تغير التاريخ والجغرافيا طالما أن الشعب الفلسطيني موحد ومتمسك بحقه الثابت في أرضه".

وأضاف: "نحن فلسطينيون أولا ومواطنون أوروبيون، متمسكون بحقوقنا في العودة إلى أرضنا ولن نقبل عنها بديلا، وهذا حق تكفله لنا كل الشرائع، وهو ما نريد من العالم الحر أن يسمعه منا".

وأكد الزير، "أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا، هو تجمع لكل الفلسطينيين المقيمين في القارة الأوروبية، على أساس التمسك بحق العودة، بعيدا عن أي انتماءات سياسية وحزبية ضيقة"، على حد تعبيره.

ضيوف عرب وأجانب

وتستضيف الدورة 17 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا هذا العام، التي تجري في يوم ماطر بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، عددا من السياسيين العرب والأجانب، منهم: رئيس الأردني الأسبق طاهر المصري، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي إدريس الآزمي، وأنيس القاسم رئيس دورة الانعقاد الأولى للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وعبد المجيد الزار رئيس اتحاد الفلاحة التونسية ورئيس المنظمة الأفريقية للفلاحة، ونيفيند أوصايو نائب رئيس اتحاد النقابات التركية.

كما يشارك في المؤتمر من الدنمارك، كارولينا ماغدالين عضو البرلمان الدنماركي ونائب رئيس حزب البديل، وماجينا ليكيتوفت وزير الخارجية والمالية السابق، ورئيس سابق للبرلمان الدنماركي وللجمعية العامة للأمم المتحدة، وبيرنيل سكيبر عضو البرلمان الدنماركي ورئيس حزب اللائحة الموحدة.

ومن الأسماء الفلسطينية المشاركة في المؤتمر، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا ورئيس التجمع الدولي للمؤسسات والروابط المهنية الفلسطينية عادل عبدالله، والدكتور عزام التميمي الكاتب والإعلامي الفلسطيني المقيم في لندن، وحاتم عبد القادر وزير شؤون القدس سابقا، والدكتور إبراهيم حمامي الناشط الفلسطيني المقيم في بريطانيا، وثامر المسحال الإعلامي في قناة الجزيرة وآخرون.

 



أنشطة متنوعة

وبالإضافة للجلسة الافتتاحية، التي يتناوب على الحديث فيها رئيس المؤتمر وأبرز ضيوفه، يقيم المؤتمر ندوتين فكريتين، الأولى بعنوان: "صفقة القرن وآثارها على القضية.. سبل مجابهتها على الصعيد الفلسطيني والقومي والدولي.. فلسطينيو الخارج ودورهم المأمول وفلسطينيو أوروبا نموذجا"، ويديرها الإعلامي الفلسطيني عثمان عثمان.

كما يتضمن المؤتمر ندوة باللغة الإنجليزية، يديرها الناشط الأمريكي من أصول فلسطينية خالد الترعاني،  بعنوان: "أثر حركة التضامن العالمية على القضية الفلسطينية، والدور المطلوب فلسطينيا وعربيا تجاهها".

ويقيم المؤتمر عددا من الملتقيات، منها: ملتقى التشبيك والتنسيق، بمشاركة الإعلامية إسراء معروف، وإدارة محمود منور. كما يقيم المؤتمر ملتقى للشباب الفلسطيني، بمشاركة الدكتور عمر الجيوسي، وتامر المسحال وبشار غنام والدكتور أحمد سكينة.

وضمن ملتقى "المرأة الفلسطينية.. دور ريادي للمرأة الفلسطينية في أوروبا"، تناقش عدد من الناشطات دور المرأة الأسري والاجتماعي وتسليط الضوء على معاناتها والإمكانيات المتاحة لها لإسناد المرأة في الداخل وفي مناطق اللجوء.

كما تتضمن الدورة 17 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا أيضا ملتقى نقابيا بعنوان: "المهني الفلسطيني.. حقوق.. عودة وصمود"، يشارك فيه نقابيون ومهنيون فلسطينيو وعرب وأجانب.

فنانون وشعراء

وتستضيف الدورة 17 لفلسطينيي وروبا، عددا من الفنانين والشعراء الفلسطينيين، للمساهمة ضمن الفعاليات الموزعة على طول اليوم، ومنهم: الفنان مهند منصور، والفنان التشكيلي سليم العاصي، والفنان محمود أبو خليل، والفنان التشكيلي مأمون الشايب وفرقة آرام للفنون الشعبية، وفرقة العودة، وفرقة جذور فلسطين، وفرقة أحرار للنشيد الوطني، وفرقة البيت الفلسطيني، وفرقة جفرا للفنون،  وفرقة العودة للأطفال.

ومن الشعراء المشاركين في المؤتمر: سميرة يوسف أبو مسلّم، رلى اللحام مياسي، غنوة الحسن، منذر إسماعيل بهاني، صفاء إسماعيل السيدة، محمود الباشا، محمود البقاعي، سوزان داود، وآية موسى جهيم، ومحمد الشرقاوي.

 




فلسطينيو أوروبا وثورات الربيع العربي

وحضرت ثورات الربيع العربي، لا سيما منها المصرية، ضمن نقاشات المشاركين في المؤتمر، وشهد فندق كبار الضيوف نقاشات موسعة شارك فيها نشطاء فلسطينيون وعرب، من أبرزهم الدكتور عزام التميمي والدكتور إبراهيم حمامي وغسان فاعور وثامر المسحال وآخرون.

كما حضر السؤال القديم الجديد عن الهدف من استمرار إقامة "مؤتمر فلسطينيي أوروبا"، فقد أكد الدكتور إبراهيم حمامي أنه "مع كل انعقاد للمؤتمر وقبله مباشرة تتصاعد الهجمة عليه من القريب والبعيد في محاولة ليست فقط لإفشاله، بل لإجهاضه تماماً".

وأشار حمامي في تصريحات نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن وجود بعض الملاحظات والانتقادات والاعتراضات من جهات كثيرة حول المؤتمر، إنما تأتي بهدف التطوير والتحسين والرقي بالمؤتمر لا الطعن أو التشكيك فيه.

لكن حمامي نبه إلى أن "القوى المعادية للحق الفلسطيني لم تدخر جهداً عاماً بعد عام للضرب بمصداقيته والتشكيك بالقائمين عليه وتشويه هدفه والتسخيف من إنجازاته والتحريض عليه".

 

وأضاف: "يثيرون التساؤلات المقصودة بعينها: من وراء المؤتمر؟ من أين يتم تمويله؟ لأي جهة يتبع؟ ماذا حقق غير تبذير الأموال؟ أليست الأموال من حق الكل الفلسطيني؟ ما الهدف منه؟ أليس تكرار مملا عاما بعد عام؟ وغيرها من التساؤلات ـ التي بالمناسبة يحق لأي كان أن يسألها".

وأكد حمامي أن هذه التساؤلات سرعان ما تفقد أهميتها لأن المؤتمر له أمانة عامة مستقلة معروفة الأسماء والصفات والعناوين، وليست تابعة لفصيل أو مؤسسة أو منظمة داخل أو خارج القارة الأوروبية.

وقال: "القائمون على المؤتمر يعملون بلا كلل أو ملل ومنذ انطلاق المؤتمر عام 2003 لإنجاح المؤتمر وتثبيت هدفه في حق العودة لكل أبناء الشعب الفلسطيني. أما تمويل المؤتمر فيتم من قبل ميسوري الحال من الفلسطينيين من خلال تبرعات غير مشروطة، وهي خاضعة للقوانين والرقابة الأوروبية، التي لن تتوانى عن محاسبة أي خلل أو تلاعب".

ولفت حمامي الانتباه إلى أت "المؤتمر ليس فقط هو الأكبر حشداً خارج فلسطين، لكنه بات الوحيد في ظل الضعف العربي والفلسطيني، وأن الهدف الرئيسي له وعنوانه وشعاره المعلن هو تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة المقدس والمطلق للاجئين ونسلهم إلى ديارهم الأصلية"، على حد تعبيره.

إعلاميون فلسطينيون وعرب

ويشارك في تغطية فعاليات المؤتمر، الذي سبقته حملة مناوئة قادها بعض أنصار الاحتلال في الدنمارك، إعلاميون فلسطينيون وعرب وأجانب، كما يوفر القائمون على المؤتمر ترددا لنقل مباشر لفعاليات المؤتمر المختلفة. 

 



للإشارة، فإن الراعين للدورة 17 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، هم بالإضافة لـ "مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا"، مركز العودة الفلسطيني في لندن والمنتدى الفلسطيني في الدنمارك، وبالشراكة مع مجموعة العمل لفلسطين في جنوب السويد ولجان حق العودة في الدنمارك، واتحاد الجمعيات الفلسطينية في اورهوس.