سياسة عربية

ما دلالة تجدد الاشتباكات بين مليشيات روسيا وإيران في سوريا؟

جرت اشتباكات بين الطرفين في محيط مطار حلب - جيتي

قبل أن تنجح جهود الوساطة في إيقاف الاشتباكات بين الشرطة العسكرية الروسية ومليشيات موالية لها، وأخرى مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في محيط مطار حلب وفي حي الخالدية، اندلعت اشتباكات مماثلة في مدخل مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.

وفي التفاصيل، سقط عدد من القتلى والجرحى، قبل يومين، في اشتباكات بين قوات روسية وأخرى إيرانية بمحافظة دير الزور، حسب وكالة "الأناضول" وشهود عيان.

وأوضحت الوكالة، أن حاجزا لقوات "الحرس الثوري"  الإيراني أوقف موكبا للشرطة العسكرية الروسية في مدينة الميادين بريف دير الزور، ونجم عن ذلك تلاسن تحولت إلى اشتباكات.

وسبق هذه الحادثة بيوم واحد، اشتباكات دارت في محيط مطار حلب، وذلك إثر قيام مليشيات إيرانية بمحاولة السيطرة على مقر عسكري داخل المطار، تتمركز فيه مليشيات مدعومة روسيا، وهي الأنباء التي نفتها القيادة العامة لجيش النظام.

وبحسب مصادر "عربي21" فإن هذه الاشتباكات تأتي على خلفية التدخل الروسي لكبح الميلشيات الموالية لإيران في مدينة حلب، التي تشهد فلتانا أمنيا تثيره حالات الخطف وسرق المحال التجارية والمنازل.

طرد إيران من حلب

في هذه الأثناء، كشف الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال، عن توجه روسي لطرد إيران من كامل مدينة حلب، وجعلها تحت سيطرة الشرطة العسكرية الروسية.

وقال لـ"عربي21"، إن وجود إيران في حلب تحديدا يقلق روسيا، وتحديدا لجهة تنفيذ التوافقات التي توصلت إليها مع تركيا، بخصوص افتتاح الطرق الدولية أمام حركة التجارة (حلب- غازي عنتاب)، وترتيب وضع تل رفعت، وإخراج "قسد" منها.

وأضاف رحال أن إيران بدأت تلمس المخططات الهادفة إلى إخراجها من سوريا، وما يجري حاليا من اشتباكات هو بهدف فصل مواقع النفوذ الإيرانية عن الروسية.

 

اقرأ أيضا: لماذا ينحاز الأسد لإيران أكثر من روسيا بظل تنافسهما بسوريا؟

واستنادا إلى ما سبق، بدا أن الخلافات الروسية- الإيرانية  قد خرجت عن نطاق السيطرة، بعد أن كان من غير المسموح سابقا أن تصل إلى حد الاشتباكات، بعد أن أثارت التحركات الإيرانية في الساحل السوري، وسعيها السيطرة على "ميناء اللاذقية" حفيظة موسكو.

وكان النظام قد أصدر قبل أيام تعميما، طالب فيه بسحب البطاقات الأمنية من المقاتلين غير النظاميين، وحصر إصدارها بإدارة السجلات العسكرية فقط، مهددا بإحالة الجهات التي تصدرها إلى القضاء والمحاسبة، وسط حديث عن دور روسي.

وتحمي البطاقات الأمنية حاملها من التوقيف والمساءلة على الحواجز العسكرية.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، إلى احتمال وجود توجيه وضغط روسي وراء هذا القرار، موضحا لـ"عربي21" أن روسيا غير معنية باستمرار الفوضى الأمنية وفوضى السلاح في سوريا، لأن هذا يؤثر بصورة سلبية على نشاطها في سوريا، ويبقي البيئة الاجتماعية "غير إيجابية" اتجاه النظام والأطراف الداعمة له، بما في ذلك روسيا التي أقامت قواعد ونشرت قواتها في أرجاء البلاد.

ورأى عبد الواحد، أن ضبط الوضع الأمني بات ضرورة بالنسبة للروس الذين يأملون إرسال شركاتهم للمشاركة في إعادة الإعمار، وقال "لن تغامر أي شركة بإطلاق مشاريع واسعة وجدية في سوريا في ظل الفوضى الأمنية، وغياب مرجعية أمنية واحدة، وغياب سيطرة الدولة على السلاح".

حشود في دير الزور

وفي سياق متصل بالوجود الإيراني في سوريا، تناقلت مواقع إعلامية أخبارا عن قيام  قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المدعومة منه بتعزيز مواقعها، استعدادا لهجوم محتمل من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم من التحالف.

وأوضحت شبكة "فرات بوست" أن "قسد"، تستعد لشن هجوم على مواقع سيطرة الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرق، بمشاركة "مجلس دير الزور العسكري" و"جيش مغاوير الثورة".

إلا أن رئيس المكتب الإعلامي في "مغاوير الثورة" المنتشر في منطقة التنف، أحمد أبو خضر، أكد في حديث خاص لـ"عربي21" أن معلومات رسمية لم ترد إلى الجيش بشأن المشاركة، مضيفا أن "مثل هذا العمل بحاجة إلى تنسيق".

وعندما سُئل أبو خضر، عن وجود تغيرات في موقف "مغاوير الثورة" الرافض سابقا لمشاركة "قسد" في أي عمل عسكري، قال إن "القرار بيد القيادة العسكرية للجيش، وفي حال استجد شيء ستصدر القيادة بيان بهذا الخصوص".