ملفات وتقارير

هذه خطة إعلام السيسي لتغطية الاستفتاء.. "الزحمة"

إدارة القنوات اعتمدت ما بين 35 إلى 45 لجنة من بين آلاف اللجان على مستوى الجمهورية- جيتي

في اجتماع لعدد من القنوات الفضائية (الحياة – أو ن تي في – سي بي سي – دي إم سي) التابعة لشركة "إعلام المصريين" المملوكة للمخابرات العامة، تقرر وضع خطة إعلامية تعتمد على "الزحمة" لتغطية عملية الاستفتاء على تعديلات دستور السيسي.

وعلم مراسل "عربي21" أن إدارة القنوات اعتمدت ما بين 35 إلى 45 لجنة من بين آلاف اللجان على مستوى الجمهورية في عدد من المحافظات لتغطية عملية الاستفتاء من خلال شبكة مراسليها.

وتقرر اختيار اللجان بعناية؛ لإظهار حجم الإقبال والازدحام على شاشات القنوات الفضائية، وعلى صفحات المواقع الإلكترونية، والصحف اليومية.

وأضاف مراسل "عربي21" أنه، بناء على الخطة تم توزيع الكاميرات والمراسلين على لجان بعينها في محافظات بعينها في مدن بعينها تحظى بنسبة كثافة تصويتية عالية، ومؤيدة للسيسي.

اعتماد "اللقطة"


وعلق المدير العام لقناة "مكملين" المعارضة، أحمد الشناف، بالقول: "اعتاد النظام المصري على حشد الآلة الإعلامية بتنسيق مع الآلة الأمنية لتحديد لجان معينة يتم إجبار عمال المصانع أو موظفي الدولة أو المستفيدين من الجمعيات الخيرية فيها؛ حتى يبدو المشهد أمام الكاميرات والإعلاميين مزدحما، ومقنعا للصحفيين، خاصة الصحفيين الأجانب ثم المشاهد بالتبعية".


وأضاف لـ"عربي21": "في المقابل، لا يسمح للصحفيين الأجانب أو المصريين بوسائل الإعلام المختلفة بالتحرك منفردين في أي لجان"، لافتا إلى أن "تحركاتهم مرصودة من الشرطة وموجهة إلى لجان بعينها؛ لتحقيق المشهد المزعوم للعرس الانتخابي، القائم على "اللقطة".

"شكل قديم مستهلك"


وانتقد رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، الكاتب الصحفي، قطب العربي، تغطية الإعلام من زاوية بعينها، قائلا: "كل شيء كان معد سلفا بما في ذلك النتيجة التي ستعلن، الاستهتار بالعقول واضح من بداية العملية حتى نهايتها، ومحاولة تصوير لحظات التصويت وإبراز حضور وهمي كانت مرتبة في لجان بعينها".

وأضاف لـ"عربي21": "في المقابل تم حرمان الإعلام الحر والمستقل من التغطية الحرة والأمينة، ويحرم من إبراز خواء غالبية اللجان التي تؤكد نجاح المقاطعة الشعبية الواسعة"، مشيرا إلى أن الموافقة علي الصحفيين والمصورين المقبولين للتغطية كانت انتقائية من الهيئة الوطنية للصحافة بدليل منعها لعدد كبير ممن طلبوا تصاريح مثل مندوبي جريدة المشهد، وهي صحيفة مصرية تصدر بشكل قانوني داخل مصر".

وأردف: "عموما هذا الحرص على الشكل النمطي القديم في إبراز حضور كبير في لجان بعينها وتصديره باعتباره هو الخط العام، لن يقنع الناس التي شاهدت اللجان بنفسها، ولن يقنع العالم الذي يرصد ويتابع عبر إعلامه وعبر قنواته الدبلوماسية وحتى الأمنية".

"هراء انتخابي"


الناشط السياسي، أحمد البقري، وصف ما يجري من تغطية إعلامية بأنها الأسوأ، قائلا: "هذه أسوأ عملية تزييف لإرادة المصريين باختيار لجان في أماكن بعينها مكتظة بالعمالة كعاصمة السيسي الجديدة، ومطار القاهرة وغيرها؛ لإجبار الناس على التصويت".

وفي حديثه لـ"عربي21": استهجن "إهانة وإذلال المصريين، كما شاهدنا فيديوهات كثيرة، (وصَوَتْ وخد كرتونة مواد غذائية) وحتى توزيعها تم بشكل مهين".

وأشار إلى أن "ما يحدث الآن لا يليق لا بمصر ولا بشعبها العظيم الذي أبهر العالم في ثورة يناير، وما تلاها من استحقاقات انتخابية خرج لها بالملايين عكس الهراء الذي يحدث الآن".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد ملامح بدء استفتاء الدستور بمصر (شاهد)