حقوق وحريات

منظمة حقوقية تدعو للتحقيق في اعتقال وتعذيب فلسطيني في غانا

منظمة حقوقية تعتبر اختفاء مواطن فلسطيني في غانا جريمة يعاقب عليها القانون الدولي

قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: "إن المواطن الفلسطيني مهران مصطفى بعجور (39 عاماً) تعرض للاختفاء القسري والتعذيب في غانا على أيدي جهات أمنية يُعتقد أنها تابعة لجهاز الموساد، وذلك منذ اعتقاله في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي وحتى الإفراج عنه في آذار (مارس) المنقضي".

وبينت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن بعجور كان قد وصل إلى غانا في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في رحلة عمل، ثم تم توقيفه بعد خروجه من مطار العاصمة الغانية "أكرا" دون مبرر واعتقاله مع مواطنيين غانيين كانا في استقباله، واقتيدوا جميعاً إلى مكان مجهول، حيث تم الإفراج عن الغانيَيْن اللذين كانا بصحبة بعجور وهما من أخبر أسرته عن ملابسات واقعة اعتقاله.

وأوضحت المنظمة أن أسرة بعجور خلال فترة اعتقاله تواصلت مع الجهات المعنية في غانا بما فيها جهاز المخابرات الداخلي للاستفسار عن أسباب ومكان اعتقاله، إلا أنهم أنكروا تواجده في غانا بل أنكروا قيامهم باعتقاله من الأساس، ليظل مصيره مجهولاً حتى لحظة الإفراج عنه.

 

إقرأ أيضا: مصير مجهول لفلسطيني اختطف بغانا.. هذه التفاصيل (شاهد)

وأكدت المنظمة أن "بعجور تعرض للتعذيب الجسدي بالضرب على كافة أنحاء جسده والتعذيب النفسي والسب والشتم من قبل ضباط من ذوي البشرة البيضاء يتحدثون لغة عربية ركيكة وكان على ثياب بعضهم كتابات باللغة العبرية". 

ونقل بيان المنظمة عن بعجور قوله: "فور خروجي من المطار بالعاصمة أكرا، قامت أربع سيارات بحصار وتوقيف السيارة التي كنت فيها مع غانيين اثنين كانا في استقبالي، وقاموا باعتقالنا دون وجود مذكرة قانونية بتوقيفي، ودون الإفصاح عن الجهة التابعين لها واقتيادنا إلى مركز آخر تم تبديل السيارة فيه، ثم اقتيادي إلى مكان مجهول لم أعرفه حتى الآن، وكنت مقيدا طيلة تلك الفترة".

وأضاف: "لدى سؤالي عن جهة الاعتقال أخبروني أنهم تابعون للوكالة الدولية لمكافحة الإرهاب، ثم بدأ التحقيق معي من قبل ضباط من أصحاب البشرة البيضاء، يتحدثون لغة عربية ركيكة، وكان عددهم 14 محققاً من جنسيات مختلفة بحسب ما أخبروني به ...إلا أنني لمحت على معطف أحدهم شارات عبرية، كما لمحت على بعض أوراق التحقيق عبارات باللغة العبرية، بالإضافة إلى استخدام بعضهم بعض الألفاظ العبرية ككلمة "شيكل".

وتابع: "كان التحقيق معي حول أوضاع اللاجئين في لبنان، وعن القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية، وعن بعض الأنشطة التي لا صلة لي بها وأخبرتهم بذلك، وبعد ذلك قاموا بممارسة أشكال مختلفة من التعذيب ضدي لمدة 35 يوماً، حيث قاموا باحتجازي في غرفة ضيقة، والحرمان من النوم لفترات طويلة وصلت إلى ثلاثة أيام متواصلة، مع سكب المياه الباردة والضرب على الرأس بقوة، هذا بالإضافة إلى تكبيل اليدين والقدمين طوال الوقت...تم تهديدي باختطاف ابنتي البالغة من العمر 12 عاماً وقتلها، مع شتمي بألفاظ نابية".

وأضاف بعجور: "فقدت 25 كيلوجراماً من وزني بسبب التجويع الذي كنت أتعرض له، فطيلة فترة احتجازي لم آكل سوى حبة واحدة من الطماطم والخيار يومياً، كما أصبت بالعديد من الجروح والكدمات نتيجة التعذيب، وطلبت العرض على الطبيب لتدارك الأمر إلا أنهم تجاهلوا ذلك".

وحسب بعجور فإن "عملية التحقيق معه لم تتم في دولة واحدة"، وقال: "تم نقلي بالطائرة لساعات لتغيير مكان التحقيق، وكنت معصوب العينين فلم أتمكن من تحديد المكان أو الدولة، وعند الإفراج عني أخبروني ألا أتحدث عما جرى معي ولا مطار الدولة الذي رحلت منه، حيث تبين لي عند الترحيل أنه مطار في دولة كينيا".

وأكدت المنظمة "أن ما تعرض له بعجور من خطف وتعذيب على يد عناصر أمنية غانية وأجنبية انتهاك جسيم للقوانين الغانية والقوانين الدولية يقتضي من السلطات الغانية فتح تحقيق موسع وشفاف لكشف ملابسات الجريمة وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة".

واستهجنت المنظمة تعاون أجهزة أمن الدولة الغانية والكينية مع جهاز الموساد الإسرائيلي المعروف بدمويته وجرائمه المختلفة العابرة للحدود.

ودعت المنظمة الفريق الأممي المعني بحالات الاختفاء القسري والمقرر الخاص المعني بحالات التعذيب لفتح تحقيق في اختفاء وتعذيب بعجور.