ملفات وتقارير

لبنان يؤكد "لبنانية" مزارع شبعا.. ولكن؟

حطيط : تمسك لبنان بالمقاومة ناتج عن استمرار احتلال جزء من أرضه

يدخل الساسة اللبنانيون في دوامة جدلية حول مصير مزارع شبعا بعد الاعتراف الأمريكي بضم الجولان السوري إلى الكيان الإسرائيلي، في ظل ضبابية "الموقف الحكومي اللبناني" من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحفاظ على مساحة من الأرض اللبنانية المحتلة، والمقدرة مساحتها بعشرات الكيلو مترات.


وتستند حكومة الاحتلال إلى أنّ مزارع شبعا جزء وامتداد للجولان السوري الذي احتل عام 1967، بينما أكد عضو في الفريق اللبناني الذي شارك في ترسيم الخط الأزرق بين فلسطين المحتلة ولبنان في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أنّ التقارير الأممية أكدت لبنانية مزارع شبعا بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

ورفض الخبير الاستراتيجي الدكتور والعميد المتقاعد أمين حطيط الحديث عن وجود نزاع على هوية مزارع شبعا بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وقال في تصريجات لـ"عربي21": "رفع لبنان تقريره بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، وفيه اعتراف سوري وبشهادة أممية بهوية المزارع اللبنانية، كاشفا جزءا من الحديث الذي دار بينه وبين المنسق العام السابق لعملية التسوية تيري رود لارسن، حيث قال الأخير: "الأمم المتحدة تنظر إلى المسألة قياسا إلى "الصلاحية العملانية للمزارع، وليس انطلاقا من هويتها، فهي تتبع  للقرار 242 وليس للقرار 425 القاضي بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان".

واعتبر حطيط أنّ المنطق الذي ساقه لارسن مرفوض، وأنه ناتج عن "فسحة تركت حينها للكيان الإسرائيلي للتفاوض خلال أي عملية تسوية افتراضية"، مشددا على عدم وجود أيّ جدال في "الاعتراف الأممي بهوية مزارع شبعا اللبنانية".

ودعا حطيط إلى الحذر خلال اتخاذ موقف رسمي تجاه الاعتراف الأمريكي بضم الجولان، و أوضح: "البعض يقول بأنّ اعتراف واشنطن لا يتعلّق بلبنان، على اعتبار أن مزارع شبعا امتداد للجولان السوري وفق الأمم المتحدة، لكنّ هذا الرأي غير صحيح؛ لأن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن والتقارير الأممية تؤكد لبنانية مزارع شبعا".

ولفت حطيط إلى أنّ "تمسك لبنان بالمقاومة ناتج عن استمرار احتلال جزء من أرضه، وهذا ما عبر عنه الموقف الرسمي اللبناني في المنتديات الدولية كافة التي شارك بها، استنادا إلى البيانات الوزارية الصادرة في الحكومات اللبنانية المتعاقبة".

ورأى الأمين القطري لحزب البعث في لبنان الوزير السابق عاصم قانصو، أنّ "المعركة مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي والمسألة لا تتعلق بقرار الاعتراف بضم الجولان أو مزارع شبعا، أو على صعيد التطورات في الضفة الغربية وقطاع غزة"، موضحا في تصريحات لـ"عربي21": "الصراع مستمر مع الاحتلال الذي انتزع أراضي عربية"، مستنكرا ما وصفه بـ"القرارات الأحادية الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتوهم بأنّه يملك زمام الكرة الأرضية، ويمنح ما لا يملكه إلى من لا يستحق، ومتعديا على قرارات الأمم المتحدة، ضاربا بعرض الحائط احترام المواثيق الدولية".

ولفت إلى أن "ترامب يستخدم أسلوب (شريعة الغاب) التي لطالما تمثلت من خلال الاستعمار والإمبريالية الأمريكية، وهي تؤسس دائما إلى حروب وصراعات ليس فقط على صعيد المنطقة العربية، وإنّما في العالم كله"، مضيفا: "هناك مؤشرات سلبية واضحة تدلّل عليها التطورات في فنزويلا، وسحب الاعتراف بالاتفاق النووي الإيراني، وغيرها من السياسات التي تعدت كل الحدود الممكنة منذ تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة".

واعتبر أن "الدبلوماسي الأمريكي بولتن يمثل الوجه الصهيوني العالمي المكلف بتدوير الزوايا مع ترامب، بهدف تنفيذ الأجندة الإسرائيلية تحت ذريعة حماية الكيان"، مشددا على ضرورة التعويل على المقاومة كخيار وحيد، قائلا: "التحرير لن يحدث إلا بالقوة في ظل انكشاف العديد من دول الخليج في تعاملاتها مع الحكومة الإسرائيلية تحت الطاولة، على مستوى الاعتراف والتطبيع مع تل أبيب بعد ربيع عربي، دمر العديد من مقدرات الشعوب والجيوش العربية في ليبيا واليمن وسوريا".

وأكد أن السياسة الأمريكية متوارثة منذ سنوات، وترتكز على مخططات "السيطرة على منابع النفط والمواد الطبيعية في دول العالم الثالث، أو التي تعجز عن حماية حقوقها ومصالحها".