صحافة دولية

فايننشال تايمز: رسالة الإمارات تسامح مع الجميع إلا هؤلاء

فايننشال تايمز: الإمارات تتسامح مع الجميع إلا قطر والإسلاميين- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقال رأي للكاتبة رولا خلف، تحت عنوان "رسالة دبي لشعبها: كن متسامحا وإلا"، وهو عبارة عن مشاهدات وانطباعات أثناء زيارة لدبي عن عام التسامح الإماراتي.

 

وتقول خلف في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن "إمارة دبي لديها قدرة غير محدودة على إعادة خلق نفسها، وبعد أن نفدت لديها الماركات العجيبة وجدت ماركة جديدة معلقة (فكر في برج خليفة أو الجزر الصناعية، إلا أن الإمارة وجدت أفكارا جذابة، ولو قدت سيارتك في شوارع المدينة المشجرة فسترى اليافطات التي تحتفل بـ(عام التسامح)، وربما شاهدت (جسر التسامح)، وعندما تتحدث مع السكان فإنك ستستمع أن مدرسة الأطفال طلبت منهم القيام بمشاريع تسامح، فيما شجع الفنانون على إنتاج أعمال عنها". 

 

وتضيف الكاتبة أن "الاحتفاء بالتسامح منتشر في الإمارات العربية المتحدة كلها، التي أعلنت عن عام 2019 عاما للتسامح، وتشرف على فعاليات العام وزارة وطنية اسمها التسامح، بالإضافة إلى برنامج تسامح ومجلس للتسامح، وفي هذا الأسبوع شجع مسؤول بارز الجميع على تسجيل لقطات فيديو وتغريدات تردد قسم التسامح". 

 

وتعلق خلف قائلة إنه "لم يمض من عام 2019 إلا ثلاثة أشهر، لكن الإماراتيين أعلنوا عن انتصار التسامح، ففي شباط/ فبراير قام البابا فرانسيس بزيارة تاريخية إلى الإمارات العربية المتحدة، وأثنى فيها على جهود الإمارات بناء نموذج للتعايش".

 

وتجد الكاتبة أنه "ومع ذلك، فكلما سمعت عن التسامح في أثناء زيارتي الأخيرة لدبي شعرت بالدهشة، وليس هذا انطباعا؛ لأن الإمارات التي تدار فيها السياسات والسياسة الخارجية من أبو ظبي المحافظة، أصبحت غير متسامحة، أو أن اللا تسامح قد أضعف من دور دبي، بصفتها أهم مدينة متسامحة في الخليج". 

 

وتشير خلف إلى أن "دبي تعرف بالترف والسحر، لكن السكان قد يجدون أنفسهم وسط نظام قانوني قديم وعقلية دولة بوليسية، ففي العام الماضي انتشرت أخبار قصة المحاولة الفاشلة لهروب ابنة حاكم دبي حول العالم أكثر من أي خبر أو صفقة مالية عقدت في المدينة". 

 

وتفيد الكاتبة بأنه "في أبو ظبي تعيش الحكومة حالة من الرهاب/ الخوف منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011، وأول تهديد ينظر إليه هو الإسلام السياسي، الذي ساهمت أبو ظبي في هزيمته في مصر، عندما ساعدت على ثورة أطاحت بالإخوان المسلمين من السلطة، وعملت منذ ذلك الوقت لقمع أي شخص يقع في الإمارات تحت تأثير الإسلاميين". 

 

وتبين خلف أنه "علاوة على هذا فإن هناك التأثير الوجودي الذي تمثله إيران وطموحاتها في المنطقة، وقربت هذه المخاوف الإمارات من السعودية التي يحكمها ولي العهد الجريء محمد بن سلمان، ومع الرياض قامت أبو ظبي بشن حملة عسكرية في اليمن ضد الجماعة الحوثية التي تدعمها إيران، وتسببت بالموت والمجاعة، وقادتا معا حملة حصار ضد قطر، التي تتهم بالترويج للإسلامية في المنطقة". 

 

وتقول الكاتبة إن "النقاد الإماراتيين لهذه الصقورية، وهم قلة، تحولوا إما لمطبلين أو تم قمعهم، إن العلاقة وثيقة بين الإمارات والسعودية لدرجة أن عددا ممن احتجزوا في فندق ريتز كارلتون عام 2017 تم اختطافهم من الإمارات، وقيل إن بعض الأثرياء السعوديين يخافون الآن من إيداع أموالهم في المصارف الإماراتية نتيجة لهذا". 

 

وترى خلف أن "السياسات تجاه قطر وإيران أصابت عدواها المناخ التجاري في دبي، فمنذ حزيران/ يونيو 2017 منع القطريون من التعامل مع الإمارات العربية المتحدة، ويحظر على المؤسسات المالية في دبي التعامل المالي مع قطر، وفي الوقت ذاته يشعر المجتمع التجاري الإيراني الذي ازدهر في دبي بأنه بات مقيدا". 

 

وتعلق الكاتبة قائلة إنه "في الوقت الذي يفكر فيه الشخص أن التسامح هو مفهوم يجب تطبيقه على كل شيء من الدين لأسلوب المعيشة، ومن السياسة إلى الاقتصاد، فإن الإماراتيين يفضلون مفهوما انتقائيا له".  

 

وتورد خلف نقلا عن شخص على معرفة بمبادرة العام الحالي، قوله إن التسامح الديني هو الهدف في بلد غالبته من الأجانب، والهدف هو إشعار الأجانب بالراحة دون تبني حرية التعبير والمساواة بين الجنسين، أو حقوق المثليين (أل جي بي تي). 

 

وتقول الكاتبة: "في يوم ما ربما قبل شخص صديقته في الشارع دون أن يخاف من العقاب، وربما سمح ببيع الكحول بشكل واسع، أما الهدف الثاني من عام التسامح فهو تحذير المواطنين من مخاطر الأفكار الإسلامية". 

وتختم خلف مقالها بالقول إن "بعضا من التسامح هو بالطبع أفضل من لا شيء، وتظل الإمارات نادرة في الشرق الأوسط، فهي مستقرة وبحكومة فاعلة، وكان من المفترض أن تعطيها مظاهر القوة هذه الثقة لتتبنى التسامح الحقيقي لا التحايل من خلال ماركة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)