ملفات وتقارير

"فتح" تتراجع في انتخابات نقابية.. هل تدفع ثمن سياسات عباس؟

تيار القيادي المفصول من فتح محمد دحلان فاز في انتخابات نقابة العاملين بجامعة الأزهر بغزة- تويتر

للمرة الأولى في تاريخها، تُمنى حركة فتح بخسارة مدوية في انتخابات نقابة الأطباء في الضفة الغربية المحتلة التي أجريت الجمعة، فيما لاقت المصير نفسه قبل أيام، حين تراجعت في انتخابات نقابة العاملين بجامعة الأزهر بغزة، لصالح تيار القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.


وتمكن الدكتور شوقي صبحة (مستقل)، من الفوز بأغلبية كبيرة في انتخابات نقابة الأطباء بالضفة المحتلة، على حساب منافسه الدكتور كمال الوزني مرشح حركة فتح.


وعلى الرغم من ترشح صبحة كمستقل، إلا أنه حاز على دعم وتصويت كبير، أهّله للفوز أمام مرشح حركة فتح في الانتخابات التي شملت كل محافظات الضفة المحتلة لانتخاب النقيب العام، وأعضاء اللجان الفرعية لنقابة الأطباء.


وفي خسارة أخرى بفارق ثلاثة أيام فقط، فازت قائمة القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان الثلاثاء، بانتخابات مجلس نقابة العاملين بجامعة الأزهر بغزة بعدما تفوّقت على قائمة "فتح" التابعة لرئيس الحركة محمود عباس.


وحصلت قائمة "الشهيد ياسر عرفات" التابعة لتيار دحلان على خمسة مقاعد من أصل تسعة مقاعد، فيما حصلت "فتح" برئاسة عباس على أربعة مقاعد فقط لتخسر بذلك النقابة التي دأبت على الفوز فيها.


وتثير النتائج تساؤلا عن أسباب تراجع شعبية فتح، وعن تأثير سياسات رئيسها محمود عباس على خسارتها جماهيريا.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال، إن حركة فتح تشهد انحسارا واسعا في شعبيتها معللا ذلك  بالآثار "السلبية" التي تركتها سياسات رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الحركة محمود عباس، سواء على الصعيد السياسي أم الاقتصادي أم الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا: "فتح" تخسر انتخابات نقابة الأطباء بالضفة المحتلة للمرة الأولى

ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن النتائج على الأرض تؤكد وجود فشل تراكمي ذريع في مشروع حركة فتح الذي يقوده عباس منذ اتفاق أوسلو إلى الآن، قائلا: "إنه من المثير أن يفوز في انتخابات نقابة الأطباء في الضفة مرشح مستقل، أمام مرشح فتح التي تملك إمكانيات استقطاب هائلة".

ورغم عدم نفيه وجود شعبية كبيرة ما زالت تتمتع بها "فتح"، إلا أنه رأى أن برنامج الحركة السياسي يتناقض مع التوجهات العامة للشعب الفلسطيني، كونه (البرنامج) يعترف بالاحتلال وينسق معه دون مقابل، فيما يصر رئيس الحركة على التمسك به رغم ثبوت فشله، وآثاره السلبية على الفلسطينيين.

وشدد على أن استمرار حركة فتح في نهجها الحالي، وعدم الاستفادة من التجارب السابقة، سيؤدي إلى نزيف آخر، في حضور الحركة وشعبيتها داخل المجتمع الفلسطيني.

ومتفقا مع الصواف، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن التراجع الواضح في شعبية حركة فتح والذي ظهر جليا في انتخابات النقابات الأخيرة، يأتي كجزء من استحقاقات السلطة التي تقودها "فتح"، والتي اتضح أنها لا تلبي طموحات الفلسطينيين.


وقال عوكل في حديث لـ"عربي21"، إن "حركة فتح، لم تعد حركة فتح القديمة، التي كانت تكتسح الانتخابات سابقا، فهناك منافس قوي وهو حركة حماس، تحظى بجماهير وتأييد كبير في الشارع، مدفوعا بسوء أداء فتح، منذ اتفاق أوسلو إلى الآن".

ورأى أن جزءا مهما من تراجع شعبية "فتح" جاء بسبب الإجراءات العقابية التي اتخذها رئيس السلطة، أبرزها قطع رواتب الموظفين، مشيرا إلى أن ما يزيد على 80 في المئة ممن قطعت أو قلصت رواتبهم، هم من أبناء حركة فتح،  وهو الأمر الذي نتج عنه إزاحة للكثير من الكوادر والأعضاء في الحركة نحو تيار دحلان أو اتجاهات أخرى، بحسب قوله.

 

اقرأ أيضا: حركة فتح ترشّح اشتية لرئاسة الحكومة الفلسطينية

ولفت إلى أن استمرار الإجراءات في قطاع غزة سيؤدي إلى مزيد من النزيف في شعبية الحركة وستدفع أيضا إلى تغيير ولاءات جديدة في أوساط كوادرها وأعضائها، سيستفيد منها على الأرجح تيار دحلان، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الأوضاع في الضفة الغربية –كما في غزة- سيئة، وأن آثار سياسات السلطة واضحة تماما على الاقتصاد والحريات، وهي عوامل تعكس نفسها بالضرورة على شعبية السلطات القائمة.


وفي ما يتعلق بدور الرئيس عباس في تراجع شعبية حركة فتح قال عوكل: "الرئيس محمود عباس يرأس فتح ومنظمة التحرير، والسلطة، وأداؤه جزء من أداء هذه السلطات باعتباره المقرر الوحيد في سياسات المؤسسات الثلاث، وبالتأكيد فإن ردة الفعل على سياساته سواء إيجابا أو سلبا ستنعكس على حركة فتح".