سياسة عربية

لوبوان: الجزائريون كسروا حاجز الخوف.. ماذا يريدون؟

احتج الجزائريون على ترشح بوتفليقه لولاية خامسة - الأناضول

نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرا ذكرت فيه أن عددا من الجزائريين كسروا حاجز الخوف وخرجوا للتعبير عن رفضهم لترشح بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، تماما مثلما حدث في تونس، حين صرخ الشعب "ارحل" في وجه زين العابدين بن علي سنة 2011.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن يوم الجمعة شهد مظاهرات في العاصمة الجزائرية رفضا للترشح الخامس لبوتفليقة، وهي احتجاجات تكتمت عنها الأخبار التلفزيونية التي فضلت الحديث عن السياحة.

وصرحت المجلة أن مستخدمي الإنترنت في الجزائر اشتكوا من تراجع سرعة شبكة الإنترنت على الرغم من تكذيب شركة اتصالات الجزائر لذلك، وهو ما يشير إلى أن النظام بدأ يلعب لعبته لطمس حقيقة خروج الشعب ضده.

وأضافت المجلة أن الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، تحدث في خطاب له يوم الاثنين، عن أن "حق التظاهر محفوظ في الدستور"، كما أن الجزائريين لهم الحق في التعبير عن رأيهم عبر صناديق الاقتراع. وعلى غرار فنزويلا، وصف النظام الجزائري الاحتجاجات بالخطيرة والتي تسعى إلى إدخال البلاد في حالة من الفوضى، كما وصفها بالبربرية وتحركها أياد صهيونية. في المقابل، أكد الجزائريون يوم الجمعة، عبر احتجاجهم السلمي، أنهم ضاقوا ذرعا برئيسهم والنظام الذي يبقيه في مكانه.

وأشارت المجلة إلى أنه على غرار ما حدث في تونس سنة 2011، خرجت المظاهرات بصورة عفوية، أي دون تأطير من رؤساء أحزاب أو شخصيات رسمية. ولكنها خرجت للتنديد "بخماسية" عبد العزيز بوتفليقة، الذي تراجع ظهوره "العلني" بشكل كبير منذ أن أصيب بسكتة دماغية. كما أضحت زيارات بوتفليقة الدولية فقط للعلاج، حيث حل في كل من فرنسا، وسويسرا نهاية هذا الأسبوع. 

وأفادت المجلة بأن الجزائريين لا يستهدفون بصراخهم "لا للولاية الخامسة" أعلى هرم السلطة فحسب، بل النظام كله، وتحديدا نظام "الحاشية" الذي حول الجزائر إلى أشبه بمنطقة مصالح شخصية. في هذا الإطار، تساءل دبلوماسي جزائري رفيع المستوى، دون أن يفصح عن اسمه، "عن أي جزائر نتحدث؟ عن جزائر حاشية بوتفليقة الرئاسية، أم عن الجيش، أم جزائر الأجهزة السرية، أم جزائر سوناطراك؟"

تطول قائمة المصالح بين مختلف الأطراف المكونة للنظام الجزائري، لكن القاسم المشترك بينها يتمثل في عبد العزيز بوتفليقة. ولهذا السبب، سيخرج الشعب الجزائري كل يوم جمعة للاحتجاج والتظاهر والرفض.

 

اقرأ أيضا: إخوان الجزائر يحذّرون من فرض الولاية الخامسة لبوتفليقة

ونوهت المجلة بأن تونس تتابع بإثارة، وبتخوف، وبفخر، هذه المظاهرات، لا سيما وأن صور ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 عادت للأذهان من جديد، وهو الحال ذاته بالنسبة للمغرب. وعلى الرغم من أن الربيع العربي لم يشمل في البداية سوى تونس، إلا أنه ترسخ في الأذهان وأكد أنه لا وجود للمستحيل، ولعل أبرز دليل على ذلك، سقوط نظام حسني مبارك فيما بعد.

وقالت المجلة إن الجزائريين صرخوا ضد "الترشح الخامس" الذي أضحى بمثابة ضرب من ضروب الرئاسة مدى الحياة. وتعيش الجزائر الوضع نفسه الذي عرفته تونس نهاية سنة 2010، عندما اكتشف النظام التونسي الأعمى حقيقة أن شعبه لم يعد يؤيده، قبل أن يضرم محمد البوعزيزي النار في جسده معلنا عن أول شرارة للربيع العربي.

وفي الختام، ذكرت المجلة أن عناد وتسلط النظام جعل الشعب الجزائري يشعر بالإهانة، ولهذا السبب قرر الجزائريون الخروج أفواجا إلى الشارع وكسر حاجز الخوف والوقوف في وجه تطلعات بوتفليقة لولاية خامسة.