سياسة عربية

أنباء عن اتفاق غير معلن بين "الدولة" و"قسد" شرقي دير الزور

عناصر تنظيم الدولة قبل إجلائهم من الباغوز- تويتر

كشفت مصادر إعلامية سورية محلية عن وجود اتفاق غير معلن بين وحدات الحماية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم الدولة في بلدة "الباغوز" يتعلق بتفاصيل الانسحاب من المنطقة بشكل آمن.

 

ووفقا للمصادر فإن الاتفاق يتضمن خروج من يريد من مقاتلي التنظيم وعوائلهم من بلدة "الباغوز" شرقي دير الزور إلى بوادي البوكمال وتدمر والسويداء والأنبار في سوريا والعراق، أو الخروج إلى مناطق سيطرة "قسد" وتسليم أنفسهم إلى التحالف الدولي.

وتعليقا على الموضوع أكد الصحفي السوري في شبكة فرات بوست صهيب الجابر أن هنالك دلائل كثيرة على الأرض تؤكد أن قضية خروج تنظيم الدولة من بلدة الباغوز شرقي دير الزور "قد حسم سلما وليس حربا".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن أبرز هذه الدلائل، هو تأكيد شهود محليين لخروج عدد من مقاتلي تنظيم الدولة مع عوائلهم منذ يومين إلى بادية الأنبار، وإطلاق سراح رهائن اعتقلهم منذ أشهر، رغم أنه بث لهم سابقا إصدارات مرئية بلباس الإعدام "البدلة الحمراء".

ولفت الجابر إلى أن التنظيم يمتلك سلاحا قويا لفرض شروطه في عملية التفاوض على الخروج، والذي يتمثل بالعدد الكبير للأسرى والرهائن الأجانب لديه من أمريكا وعدة الدول الأوربية، وهو ما لا يمكن للتحالف الدولي تغافله أبدا.

من جانبه ذهب الناشط السياسي السوري أسامة بشير، إلى أن توقف المعارك من جهة قسد ضد تنظيم الدولة في شرق دير الزور هو لجلب أنظار المجتمع الدولي بأن التنظيم مازال موجودا وبقوة، وبالتالي فإن هذه الخطوة لها أهداف ودلالات سياسية عدة وفق قوله.

ويرى في تصريح لـ"عربي21"، أن إيقاف قوات سوريا الديمقراطية معاركها ضد تنظيم الدولة يعني إعطاء فرصة للتنظيم  للتقدم، مؤكداً أن "هذه رسالة لأميركا وللتحالف بأن خطر داعش مازال قائما، وبالتالي فإن الوجود الأميركي ضروري".

ويعتقد بشير أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى من إيقاف المعارك ضد تنظيم الدولة في آخر جيب له في شرق دير الزور، إلى إعطاء فرصة للتنظيم بالتقدم، ولفت أنظار العالم بأنهم هم من يقاتل التنظيم، بالإضافة إلى التأثير على القرار الأميركي بشأن سحب قواتها من سوريا، خاصة وأن قسد تريد عودة أمريكا  لحمايتهم من تركيا وتقديم الدعم الدولي لهم.

يذكر أن المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية "جيا كرد" كان قد صرح في وقت سابق بأنهم أوقفوا المعارك منذ أيام، حتى "لا يلحق الضرر بالمدنيين"، مضيفا أن عناصر التنظيم يحاولون التسلل بين المدنيين الخارجين إلى مناطق سيطرة "قسد"، مِن أجل شن هجمات مباغتة، منوها أنهم ينقلون المدنيين إلى "مكان آمن" ومن ثم ينقلونهم إلى مخيم الهول جنوب شرق الحسكة.