سياسة عربية

برلمان العراق يفشل بعقد جلسة "تنهي" التواجد الأمريكي

دعوات الكتل السياسية في البرلمان فشلت في تحقيق جلسة طارئة- فيسبوك

أحدثت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إبقاء قوات بلاده في العراق لمراقبة "إيران"، غضبا سياسيا ينادي بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة وإخراج القوات الأمريكية من البلد.


وفي أول رد رسمي، قال الرئيس العراقي برهم صالح، الاثنين، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يطلب إذنا من العراق لتقوم القوات الأمريكية الموجودة على أراضيه "بمراقبة إيران"، لافتا إلى أن الحكومة ستنتظر إيضاحا بشأن أعداد قوات أمريكا ومهمتها.


ولم تكن هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها، الرئيس الأمريكي إبقاء قوات بلاده في العراق لمراقبة دور إيران بالمنطقة، وكذلك شن هجمات في سوريا إذا تطلب الأمر، إذ إنه أدلى بذلك أثناء زيارة سابقة إلى قاعدة "عين الأسد" العراقية نهاية العام الماضي.

 

اقرأ أيضا: الرئيس العراقي لترامب: لم تطلب إذنا من أجل "مراقبة إيران"

إخفاق برلماني


وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب جواد الموسوي عن تحالف "سائرون" الذي يدعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إن "حراكا تشهده الكتل السياسية لعقد جلسة طارئة للرد على تصريحات الرئيس الأمريكي".


لكنّ مجلس النواب في عطلة فصله التشريعي الأول، ولم يرتق هذا الحراك إلى عقد الجلسة الطارئة، وإن القوى السياسية جميعها رافضة لتصريحات ترامب لأنها تستفز الشارع العراقي، بحسب الموسوي.


من جهته، قال ليث العذاري المتحدث الرسمي لكتلة "صادقون" النيابية التابعة لحركة "عصائب أهل الحق" بقيادة قيس الخزعلي، إن "هذه ليست المرة الأولى التي يدلي بها الرئيس الأمريكي بتصريحات تستفز مشاعر الشعب العراقي ويعتدي فيها على السيادة العراقية".


وأضاف أن "الأصوات تتعالى في البرلمان، لعقد جلسة طارئة لمناقشة هذه الاعتداءات والاستفزازات، والدعوة لإصدار قانون يلزم جميع القوات الأجنبية خصوصا بعد هزيمة تنظيم الدولة في العراق".


موقف الحكومة


وبخصوص تجاوب الكتل السياسية مع عقد الجلسة، قال العذاري إن "أكبر كتلتين في البرلمان، هما فتح وسائرون، وكلاهما يدعوان إلى عقد جلسة طارئة، لكن هناك أيضا إرادة شعبية ترفض تواجد قوات أمريكية واعتبارها منطلقا لفتح صراعات جديدة بالمنطقة".


ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن "الشعب العراقي في منأى عن هذه الصراعات، ولا يحتمل الوضع العراقي أي صراعات داخلية وخارجية تنطلق من العراق، وما يقوم به ترامب هو لمصلحة أمريكية بحتة، ولا تصب في صالح الشعب العراقي".


وعن موقع عبد المهدي، قال العذاري إن "الحكومة من واجبها على اعتبارها سلطة تنفيذية أن ترد بصورة واضحة على هذه الاستفزازات، وفي المقابل أيضا من واجب البرلمان أن يدعم الحكومة ويدعم موقفها الرافض للتواجد الأجنبي".


وأعرب المتحدث باسم "صادقون" عن تفاؤله بإصدار البرلمان قانونا يقضي بسحب القوات الأمريكية، لأن من وصلوا إلى البرلمان هم نتيجة خيار الشارع الرافض للتواجد الأمريكي، لأنه عانى الأمرّين من الاحتلال للفترة من 2003 وحتى 2012.

 

وعلى الصعيد ذاته، قال زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في تغريدة على "تويتر": "نرفض وبشدة أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، أو منطلقا لمراقبة دول الجوار أو استفزازها أو التعدي عليها".

 

ولم يصدر عن الحكومة العراقية، برئاسة عادل عبد المهدي، حتى وقت كتابة هذا التقرير، أي تصريح يرد على ما أدلى به الرئيس الأمريكي حول بقاء قوات بلاده في العراق.

 

اقرأ أيضا: ترامب: تواجدنا بالعراق مستمر لمراقبة إيران.. ورد برلماني عراقي

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أمس الأحد، في مقابلة مع "سي.بي.إس"، إنه من المهم الإبقاء على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق حتى تتمكن واشنطن من مراقبة إيران.


وتابع ترامب: "أحد الأسباب وراء رغبتنا في الإبقاء عليها هو أننا نريد مراقبة إيران على نحو ما لأن إيران تمثل مشكلة حقيقية... أريد أن أكون قادرا على مراقبة إيران".


وقال إن الولايات المتحدة أنفقت مبلغا باهظا على إقامة قاعدة في العراق، وأضاف مؤكدا: "ربما نحتفظ بها أيضا. وأحد الدوافع وراء رغبتي في الاحتفاظ بها هو أنني أريد مراقبة إيران على نحو ما لأن إيران تمثل مشكلة حقيقية".


وأردف ترامب قائلا: "أنشأنا قاعدة عسكرية مذهلة وباهظة التكلفة في العراق. موقعها مثالي لمراقبة مختلف أنحاء الشرق الأوسط المضطرب (وهذا أفضل) من الانسحاب".