صحافة دولية

WP: ابن سلمان يتواصل مع القحطاني والأخير زار الإمارات

الصحيفة نقلت عن مصدر سعودي أن القحطاني زار الإمارات مرتين- أرشيفية

كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مازال على تواصل وارتباط مع سعود القحطاني المتهم في تنظيم عملية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول.

 

وأشارت الصحيفة، في تقرير كتبه ديفيد إغناثيوس وترجمته "عربي21"، إلى أن القحطاني مازال يحمل ملفات عدة، وأن ولي العهد السعودي، مازال يستمر في طلب مشورته وفقا لمصادر سعودية وأمريكية.

ونقلت عن مصدر سعودي رفيع، أن القحطاني التقى مؤخرا في منزله بالرياض مع كبار معاونيه في مركز الدراسات والعلاقات الإعلامية التي كان يديرها، وقال لهم إنه ألقي به باللوم واستخدم ككبش فداء في قضية مقتل خاشقجي.

 

ونقل الكاتب عن مصدر أمريكي التقى ابن سلمان مؤخرا، بأن القحطاني يحمل الكثير من الملفات، مضيفا، "إن فكرة أن يكون لديك فراق كامل معه هو غير واقعي"، فيما قال مصدر سعودي  قريب من الديوان الملكي، أن "هناك أمورا كان القحطاني يعمل على إنهائها أو تسليمها".

 

ودللت الصحيفة، على أن ابن سلمان مازال لم يغير سلوكه المتنمر المشابه بتلك التي كان يتبعها القحطاني على الإنترنت، كان آخرها حملة اجتماعية عدوانية أطلقت الأسبوع الجاري، لمهاجمة خاشقجي والمعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا.

 

ولفتت إلى هاشتاغ عربي انتشر في "تويتر" الخميس الماضي، يطالب بعرض "حقيقة" تورط خاشقجي وعبد العزيز، في مؤامرات ضد السعودية وبتمويل من قطر، إلى جانب مقاطع فيديو، ظهرت خلال الأسبوع الماضي، تربط بين خاشقجي وقطر، ويظهر أنها صممت في دبي.

 

وكشفت، نقلا عن مصدر سعودي، أن القحطاني قام برحلتين إلى الإمارات، على الرغم من أنه من المفترض أن يكون تحت الإقامة الجبرية في الرياض.

 

وذكر مصدر أمريكي زار مؤخرا ابن سلمان، نقل له تحذير من أن كبار المسؤولين العسكريين والمخابرات الأمريكيين، يلمحون ويبحثون ما إذا كان ولي العهد ديكتاتورا، مثل صدام حسين في العراق، وأنه ملتزم شكليا بالتحديث، إلا أنه شريك غير موثوق به أو حليف قوي لواشنطن.

 

وحذر المسؤول الأمريكي ابن سلمان، من تحفظه بالقحطاني، قائلا: "مادمت مبقيا عليه (القحطاني)، سيقول الناس إنك مثل صدام".

 

وتاليا النص الكامل للتقرير الذي ترجمته "عربي21":

 

                           وتستمر آلة القمع السعودية في الدوران بسرعتها القصوى

بعد مرور مائة يوم على جريمة قتل جمال خاشقجي، يمضي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قدماً في حملاته الموجهة ضد المعارضين وما يزال في تواصل مستمر مع سعود القحطاني، مستشاره الإعلامي الذي تعتقد وكالة المخابرات الأمريكية (السي آي إيه) أنه ساعد في تنظيم عملية قتل خاشقجي، وذلك بحسب ما صرحت به مصادر أمريكية وسعودية. 

وبدلاً من أن يغير سلوكه الأرعن أو الإيحاء بأنه تعلم دروساً من قضية جمال خاشقحي، كما كانت ترجو إدارة ترامب، يبدو أن ولي العهد السعودي مستمر في نمط حكمه الاستبدادي وفي شن الحملة تلو الأخرى، بلا هوادة، على المعارضين، كما أفادت المصادر الأمريكية والسعودية هذا الأسبوع. 

يقول مسؤول أمريكي قابل محمد بن سلمان مؤخراً: "محلياً، يشعر محمد بن سلمان بالثقة أن مقاليد الأمور بيده، وطالما أن قاعدته آمنة، فهو يشعر بأن ما من شيء سيضره." يوافق على ذلك أحد أكثر البريطانيين خبرة في الشأن السعودي، حيث يقول: "إنه لا يعبأ إطلاقاً بأي لوم أو توبيخ على ما جرى، وهذا أمر مقلق بالنسبة للحكومات الغربية."

لم يزل محمد بن سلمان يتواصل مع القحطاني ويطلب مشورته، وذلك بحسب ما تقوله المصادر الأمريكية والسعودية. وذكر مصدر سعودي أن القحطاني التقى أيضاً مؤخراً في منزله بالرياض بكبار مساعديه في مركز الدراسات والشؤون الإعلامية التابع للديوان الملكي، وهي المؤسسة التي ظل يديرها إلى ما بعد مقتل جمال خاشقجي بقليل. وينقل عن القحطاني قوله لمساعديه السابقين: "إنني يوجه إلي اللوم ويجري تقديمي ككبش فداء."

يقول الأمريكي الذي قابل محمد بن سلمان مؤخراً: "يمسك القحطاني بالكثير من الملفات والقضايا. ومن غير الواقعي الزعم بأن القطيعة التامة معه أمر ممكن." ويوافق على ذلك سعودي مقرب من الديوان الملكي حيث يقول: "هناك أمور كان القحطاني مكلفاً بها لا مفر من أن ينهيها أو يسلمها لغيره."

من المؤشرات التي تدل على أن محمد بن سلمان لم يتخل عن أسلوب القحطاني في ممارسة التنمر تلك الحملة الشرسة التي شُنت هذا الأسبوع لمهاجمة خاشقحي والمعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبد العزيز. 

ظهر هاشتاغ باللغة العربية يوم الخميس يدعي تقديم "الحقيقة" عن التورط المزعوم للرجلين في مؤامرات تمولها قطر ضد المملكة العربية السعودية. ونشرت تدوينة باللغة الإنجليزية صورة للرجلين معاً وقد كتب عليها التعليق التالي: "جمال وعمر: عملاء قطر". 

كما ظهر على تويتر فيديو عنوانه "فضح النظام القطري" يبدو أنه من إنتاج شركة تحمل نفس الاسم الذي يحمله ستوديو يتخذ من دبي مقراً له. يزعم الفيديو، الذي تظهر له على الشاشة ترجمة باللغة الإنجليزية، أن جمال خاشقجي كان متورطاً في مؤامرة "لإيجاد ربيع عربي جديد لإثارة القلاقل في الأقطار العربية، وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية."

ويرد في فيديو آخر ذكر الواشنطن بوست وأنها ما كان ينبغي أن تمنح جمال خاشقجي منصة لنشر مقالاته بينما كان يتلقى مساعدة تحريرية لإنجاز مقالاته من رئيس مؤسسة قطر الدولية، وهي مجموعة تمولها قطر وتتخذ من واشنطن مقراً لها. 

والمفارقة هي أن الدليل الوحيد الذي يقدم لإثبات هذه التهم التي تربط خاشقجي بقطر هو المقال الذي نشرته الواشنطن بوست في الثاني والعشرين من ديسمبر بقلم سعاد مخنت وغريغ ميلر. والحقيقة أن العلاقة مع مؤسسة قطر لم تكن سراً، وقد ذكرتها في مقال طويل لي عن خاشقجي نشر يوم الثاني عشر من أكتوبر، بعد عشرة أيام على اختفائه في إسطنبول. 

حتى أشد أنصار محمد بن سلمان في الولايات المتحدة بدوا قلقين من الحملة الجديدة في السوشال ميديا. ففي رسالة إيميل وجهها إلي يوم الخميس، علق علي الشهابي، رئيس أرابيا فاونديشن التي تدعمها السعودية قائلاً: "ليست لدي أدنى فكرة من يقف وراء هذه الحملة الجديدة، ولكن من المؤكد أنها لا تبدو حكيمة." وأضاف إنه "بالرغم من الحملة المنظمة التي تمولها قطر وآخرون .... مارست الأجهزة الإعلامية التابعة للمملكة منذ مأساة جمال وحتى الآن درجة عالية من ضبط النفس، وأرجو أن يستمر الحال على ذلك."

توحي التدوينات والفيديوهات التي تشتمل عليها الحملة الجديدة أنها من إنتاج الاستديوهات الإعلامية الحديثة في دبي. وبحسب ما يقوله مصدر سعودي، فقد قام القحطاني مؤخراً برحلتين إلى الإمارات العربية المتحدة، وذلك بالرغم من أنه من المفروض أن يكون تحت الإقامة الجبرية في الرياض. ولكن لم يتسن تأكيد حدوث هاتين الرحلتين من مصادر مستقلة. 

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت في الخامس عشر من نوفمبر إثر فرضها عقوبات على القحطاني إنه "كان ضالعاً في تخطيط وتنفيذ العملية " التي أدت إلى وفاة خاشقجي. 

وقال الأمريكي الذي قام مؤخراً بزيارة محمد بن سلمان بأنه حذره من أن كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في الولايات المتحدة ينظرون الآن فيما إذا كان ولي العهد طاغية مثل صدام حسين، يعلن رسمياً التزامه بالتحديث ولكنه غير أهل للثقة ولا يمكن الاعتماد عليه كحليف راسخ للولايات المتحدة. وقال الزائر إنه حذره قائلاً: "طالما احتفظت بالقحطاني فسوف يقول الناس إنك لا تختلف عن صدام حسين."

إلا أن كبار المسؤولين السعوديين الذين ناقشوا علاقة محمد بن سلمان المستمرة مع القحطاني حثوا الولايات المتحدة على الصبر. ويقال إن واحداً من كبار الأمراء نصح الإدارة الأمريكية بهذا الشأن قائلاً: "لئن حاولت منعه فسوف يجد القحطاني قناة أخرى." في هذه الأثناء تستمر آلة القمع السعودية في الدوران بسرعتها القصوى. 

 

النص الأصلي لتقرير لصحفية الأمريكية