ملفات وتقارير

هكذا قرأ ناشطون وصحفيون سودانيون لقاء البشير مع الأسد

قال ناشط سوداني إن "الزول عايز يستفيد من قوة الأسد وصبره على الصراعات، وحتى الآن كيف ما زال في السلطة"- سانا

تباينت ردود فعل السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حول زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا ولقائه رئيس النظام بشار الأسد، في لقاء هو الأول لرئيس عربي منذ اندلاع الثورة السورية، وبعدما أعلنت جامعة الدول العربية تعليق عضوية دمشق فيها.

 

وعبّر غالبية النشطاء في السودان عن رفضهم لهذه الزيارة، كونها تمثل دعما لنظام مجرم لم يتوقف عن قتل شعبه بشتى أنواع الأسلحة والمحرمة منها دوليا، ووصف ناشطون اللقاء بين البشير والأسد بأنه "مرضان يدق في ميت".

 

بدوره، فسّر الصحفي السوداني خالد الأعيسر هذه الزيارة من زاوية مختلفة، مبينا أن "السودان بعد مشاركته في حرب اليمن، وما آلت إليه الأوضاع في اليمن، أصبح في حكم الممكن أن لا تعطي أمريكا الأهمية في مشاركة القوات السودانية بالحرب اليمنية".

وأضاف الأعيسر في حديث خاص لـ"عربي21" أن "هذا الأمر ينذر بمشاكل داخلية في السودان بحكم المعطيات الموجودة على المشهد الاقتصادي الحالي"، موضحا أن "القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن لا تنتمي للجيش، وهي أشبه بالمليشيات التي استنفرها النظام لمواجهة المعارضين داخليا، ومن ثم أرسلها إلى اليمن لتدر عليه بعض الأموال".

 

موطئ قدم جديد

 

ورأى الأعيسر أن "زيارة البشير لدمشق جاءت ضمن جهوده في البحث عن موطئ قدم جديد لهذه القوات السودانية المتواجدة في اليمن، لإرسالها في مهمة دولية إقليمية جديدة، يستطيع من خلالها تحقيق مكاسب مالية". واعتبر الصحفي السوداني أن "الزيارة هي التفاف على واقع دولي معقد"، لافتا إلى أن "العلاقة بين بشار والبشير لها خصوصية، كونها لم تنقطع منذ 2011، حينما قررت الجامعة العربية قطع العلاقات مع النظام السوري".

وأشار إلى أن "السودان أبقت على علاقاتها مع النظام السوري، وكذلك دمشق أبقت على علاقاتها مع الخرطوم، وكان بينهما تواصل سري خلال الفترة الماضية، وهذه الزيارة جاءت كثمرة لتواصل طويل"، بحسب تقديره.

وحول نظرة السودانيين لهذه الزيارة، قال الأعيسر: "بالتأكيد الشارع السوداني يرفض هذه الزيارة"، معللا ذلك بأنها "تزامنت مع وجود عدد من التظاهرات الاحتجاجية على الوضع الاقتصادي المتدهور وانهيار العملة".

وتابع الأعيسر قائلا: "الشارع السوداني يرى أن البشير غير مؤهل لحل الأزمة السورية، وكان من الأجدر له أن يحل أزمة بلاده المتفاقمة".

 

من جهته، قال الناشط فاروق فرح إن "الزول عايز يستفيد من قوة الأسد وصبره على الصراعات، وحتى الآن كيف ما زال في السلطة (..)، الحكاية حماية روسية"، فيما استهزأ الناشط أبو أواب الخواض من الخرطوم قائلا: "يكون عايز يستورد تقنيات قمع جديدة (..)، أم صفقة براميل حارقة؟".

 

وكتب الناشط السوداني أبو كريم مجاهد الفاضل: "شكلو فات يسأل كيف بشار قدر على شعبوا وشردهم من سوريا، تحسبا للأيام لو الشعب انتفض"، فرد عليه الناشط عمر جمال أبو عشه: "كلامك صحيح".

 

اقرأ أيضا: مسؤول سوداني يكشف سر ذهاب البشير لدمشق بطائرة روسية

 

وعلق الناشط السوداني جلال أمين على لقاء البشير مع الأسد قائلا: "المخجل الطائرة عليها العلم الروسي، لا سيادة للسودان، ولا لأهل السودان"، وتساءل الناشط محمد صديق عن الهدف من الزيارة، فرد عليه الناشط السوداني من كسلا محمد حسن علي: "ماشي يجيب براميل متفجرة وغاز الخردل والكلور وقنابل الفسفور".

 

وأشارت الناشطة السودانية المقيمة في كندا نون الشافي إلى أن "السودان يمر بظروف اقتصادية وسياسية لا يعلم بيها إلا الله (..)، انهيار كامل في كل شيء"، مستدركة بقولها: "مع ذلك البشير يسجل زيارة سرية لسوريا، ربنا يستر، الزيارة دي ما مريحة".

 

وفي الاتجاه ذاته، قال المفكر السوداني تاج السر عثمان في تغريدة نشرها في موقع "تويتر" إنه "يبدو لي البشير ساعي بريد، تقاطعت مصلحته مع مصلحة الجهة التي أرادت له هذا الحراك، فموقف روسيا من بشار يشجع الشخصيات المهددة سلطتها على الاقتراب منها، وروسيا هي الأخرى تريد انسجاما ولو بالحد الأدنى بين حلفائها الفعليين والمفترضين في المنطقة".

 

 

في المقابل، عبّر الناشط أحمد السندي من الخرطوم عن فرحته من هذه الزيارة، مضيفا أنه "يتمنى أن يسحب الجيش من اليمن"، وزاد الناشط السوداني مكي آدم مكي: "الزيارة طيبة، لأن سوريا ممزقة وتحتاج لوقفة ولحلحلة قضاياها المعقدة، ولا بد من المناصحة للرئيس السوري"، بحسب تعبيره.

 

ودافع سفير السودان لدى سوريا، خالد أحمد محمد، مساء الاثنين، عن زيارة الرئيس عمر البشير إلى دمشق، متطرقا إلى الأنباء التي أشارت إلى وساطة دول مثل روسيا لتحقيقها.

 

وبحسب ما نشرته قناة "سودانية 24"، فإن محمد قال إن تحرك البشير سوداني خالص، نافيا أي "مبادرة من أي دولة أخرى".

 

اقرأ أيضا: مخاوف تطبيع عربي مع الأسد.. هل تجاوز البشير الجامعة العربية؟