صحافة إسرائيلية

خلافات إسرائيلية بعد استخدام الجامعة العبرية للغة الإنجليزية

قال محاضر إسرائيلي إن "هذه الخطوة ستعمل على فصل الجامعة العبرية عن المجتمع الإسرائيلي"- أرشيفية

قال الكاتب في موقع "يسرائيل بلاس" داني زاكين إن "الجامعة العبرية في القدس المحتلة تدرس مسألة إقامة جزء من دراساتها باللغة الإنجليزية، ما أثار جدلا واسعا بين الإسرائيليين خشية التسبب بضعف مستوى الطلاب واللغة العبرية والمبادئ الصهيونية، وتعمل على قطع صلات الجامعة بإسرائيل".


وأضاف زاكين في مقال تحليلي ترجمته "عربي21" أن "الداعمين يعتقدون بصوابية هذه الفكرة، لأنها تعتمد على معايير البحث العلمي العالمية التي تتم باللغة الإنجليزية، سواء للطلبة أم المحاضرين على حد سواء".


ولفت إلى أنه "في عام 1923 وصل كبير العلماء اليهودي ألبرت آينشتاين لإلقاء خطاب في الجامعة العبرية، وطلب أن يلقي خطابه باللغة الفرنسية، لكن أحد المحاضرين احتج على ذلك غيرة منه على اللغة العبرية، فما كان من آينشتاين إلا أن استجاب لطلبه، وتحدث بالعبرية في البداية، ثم طلب أن يكون جوهر المحاضرة العلمية بالفرنسية".


وأوضح زاكين، وهو صحفي كبير، ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، أنه "اليوم بعد مرور 95 عاما يعود من جديد ذات النقاش داخل الجامعة الأكبر في إسرائيل، حيث لفت رئيسها البروفيسور آشر كوهين خلال جلسة مجلس الجامعة إلى أنه سيدخلها لمجال العالمية من خلال تبادل الطلاب، وقبول محاضرين من الخارج، وإرسال أساتذة إسرائيليين لجامعات أخرى حول العالم".


وأكد زاكين، الذي يلقي محاضرات إعلامية في الجامعة العبرية، ومعهد هرتسيليا، وهو الرئيس السابق لاتحاد الصحفيين الإسرائيليين، أن "الجامعة تجري في هذه الآونة نقاشا حول تقديم بعض المحاضرات للمستويات العليا من الماجستير والدكتوراه في علوم الطبيعة باللغة الإنجليزية، وتخصيص مساق أو اثنين بهذه اللغة العالمية لمرحلة البكالوريوس، ما أثار ضجة كبيرة عاصفة في الساحة السياسية، وليس فقط من اليمين القومي".

 

اقرأ أيضا: إلغاء مشاركة باحثين إسرائيليين بمؤتمر أكاديمي بجنوب إفريقيا


وأشار إلى أن "عوفر شيلح عضو الكنيست من حزب "يوجد مستقبل" وهو من وسط الخارطة الحزبية الإسرائيلية أعلن معارضته للمقترح، لأنه يتعارض مع فكرة الصهيونية التي مضى عليها اليوم 150 عاما وموقعها العالمي، والرغبة باستقدام طلبة من الخارج، وفي حال لم تتراجع إدارة الجامعة عن فكرتها هذه فعلى المستوى السياسي الإسرائيلي إجبارها على سحبها".


ونقل عن رئيس الهستدروت الصهيوني العالمي يعكوب حاغويئيل أنه "كتب رسالة شديدة اللهجة لرئيس الجامعة قال فيها إن إليعازر بين يهودا الذي أحيا اللغة العبرية سيتقلب في قبره لو علم بهذا القرار السيئ، كما أن محاضرين من الجامعة أعلنوا رفضهم لهذه الخطوة".


وقال الكاتب إن "أحد المحاضرين حذر من أنه لا يمكن الفصل بين المستوى الجامعي الأول والمستويات العليا، لأننا في كثير من الحالات نكون أمام ذات المحاضرين، وبالتالي قد تمنح الأفضلية للناطقين بالإنجليزية على سواهم، ويتم تجاوز الآخرين، ويبدو أن الجامعة تنطلق في فكرتها هذه من أبعاد اقتصادية، لأن الطلاب الأجانب القادمين من الخارج إلى إسرائيل يدفعون رسوما أعلى من الطلاب اليهود داخل إسرائيل".


محاضر آخر قال إن "هذه الخطوة ستعمل على فصل الجامعة العبرية عن المجتمع الإسرائيلي، فإن كان لابد من كتابة مقال أو ورقة بحثية باللغة الإنجليزية فقط، فسيكون موجها للقراء في الخارج، وأقلية داخل إسرائيل، وبالتالي فإننا لن نجد من يقوم بدراسة المجتمع الإسرائيلي بصورة دقيقة".


انتقاد آخر جاء من الطلاب اليهود غير المتمكنين من اللغة الإنجليزية، فقال البروفيسور يوفال ألبشين عميد كلية القانون في الجامعة إن "أبناء البروفيسورات الإسرائيليين الذين قضوا سنوات طويلة وراء البحار، لن يتغير الأمر كثيرا عليهم، لكن الطلاب القادمين من أوساط يهودية صرفة فإن حواجز عديدة ستقف في طريقهم، ولذلك لا يجوز أن تبقى الجامعة ساحة حصرية للدراسة لطلاب دون سواهم، لأن هذا أمر خطير داخل المجتمع الإسرائيلي"، بحسب تعبيره.