صحافة دولية

إيكونوميست: مسلمو بريطانيا يتحَدّون الحرس القديم للمساجد

إيكونوميست: المسلمون يعملون على إحداث نوع من التحول في الإسلام البريطاني- جيتي

خصصت مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير تقريرا عن التحولات الجارية في المساجد البريطانية، وكيف يقوم الجيل الجديد من الشباب بالتحول ضد الجيل القديم من الأئمة. 

وتبدأ المجلة تقريرها بالإشارة إلى اجتماع عدد من المصلين في مسجد بلاكبيرن في منطقة لانكشاير، الذين لم يلتقوا في مكان مصمم لأن يكون مسجدا، بل هو عدد من الغرف التي تحتوي على فرش قليل، واقعة فوق صيدلية، وهي عبارة عن مصلى جديد.  

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أحد المصلين، ويدعى محمد لورغات، قوله إن الجميع مرحب بهم للحديث على كأس من الشاي، و"لا توجد أسئلة من الباب"، وأضاف أن التجمع ليس مخصصا أو طائفيا.  

وتشير المجلة إلى أن هارون سيدات، البالغ من العمر 32 عاما، وهو الإمام الذي يقود الصلاة، قام بالتعاون مع عائلات أصدقائه واشتروا المكان، لافتة إلى أنهم كانوا يبحثون عن مكان للعبادة بطريقة تعكس ثقافة جيلهم وأعرافهم اللغوية وليس تلك التي لجيل أجدادهم، ويطالبون بطريقة جديدة لممارسة الإسلام وأئمة جدد، بشكل سيترك آثاره على الإسلام في بريطانيا وبطريقة عميقة. 

ويفيد التقرير بأن معظم المسلمين البريطانيين هم من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 عاما – 40 عاما، مشيرا إلى قول نائبة مدير شركة "أوغيلفي نور" المتخصصة في الدعاية للزبائن المسلمين، شيلينا جان محمد، إن الشباب المسلمين البريطانيين المولودين هنا لا يقايضون بين جنسيتهم ودينهم، وأضافت أن الكثير من هؤلاء ملتزمون بالدين أكثر من الكبار، لكنهم يريدون تجربة تعكس حياتهم اليومية وبلغة يفهمونها. 

وتقول المجلة إنه بالمقارنة مع الحكومات الأوروبية التي تمارس تشددا على المساجد وأماكن العبادة الإسلامية، فإن بريطانيا سمحت للمسلمين بإدارتها بشكل مستقل، لافتة إلى أنه في العادة يتم إحضار الأئمة من جنوب آسيا على يد اللجان التي يديرها الكبار في العمر، ومعظهم يتحدثون اللغة الأردية وبرواتب متدنية، كما يقول رياض تيمول من مركز دراسة الإسلام في بريطانيا في جامعة كارديف. 

وينوه التقرير إلى أن لورغات (34 عاما) اشتكى من أن المسجد الذي كان يصلي فيه في بلاكبيرن في صغره كان يديره إمام جاء من الهند، وظل في داخله دون أن يمتزج في المجتمع البريطاني.

وتبين المجلة أن الشباب المسلمين يفضلون الأئمة الذين ولدوا في بريطانيا مثل  سيدات، ويقول تيمول إن الكثير من المساجد في بريطانيا، البالغ عددها 1700 مسجد، أجبرت على توظيف أئمة من الجيل الثاني المولود في بريطانيا المتحدثين باللغة الإنجليزية لمنع الشباب من ترك المسجد، مشيرة إلى أنه عادة ما يكون هؤلاء من حملة الشهادات الجامعية وعملوا في وظائف أخرى.

وبحسب التقرير، فإن سيدات عمل في مجال المحاسبة، فيما كان هناك إمام يخطط لأن يكون مدربا رياضيا، ما يمنحهم جاذبية للشباب المسلم، لافتا إلى قول سيدات إن جيله يفهم أكثر المثليين والمدمنين على الخمور، ويقدمون لهم النصح، وفي خطبه يقوم بمناقشة قضايا تتعلق بالثقافة الإنجليزية، مثل تعلق جيرانهم بالكلاب والحانات والبستنة.

وتذكر المجلة أن دراسة مسحية أجراها المجلس الإسلامي البريطاني وجدت أن أكبر شكوى في المساجد هي عدم وجود الأماكن المخصصة للنساء والشباب، مشيرة إلى أن ربع المساجد في بريطانيا لا توجد فيها أماكن خاصة للنساء، وعادة ما يستبعدن من المراكز الإدارية في المسجد، فيما توصل المجلس الإسلامي البريطاني إلى نتيجة مفادها أن هذا الوضع غير مقبول. 

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن المجلس بدأ برنامجه لمدة ستة أشهر لتدريب جيل من الأئمة؛ للقيام بدور قيادي في المساجد وإدارتها، والاستفادة من خبرات الشباب والشابات، وبهذه الطريقة يحدث نوع من التحول في الإسلام البريطاني.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)