صحافة دولية

فايننشال تايمز: هكذا يخرج دفء بوتين ابن سلمان من الصقيع

بوتين وابن سلمان.. ماذا دار بينهما في قمة العشرين؟

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا حول العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي كان بعنوان "دفء بوتين يسهّل عودة ولي العهد السعودي من الصقيع"، وترجمته "عربي21"، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تلقى توبيخا طفيفا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة العشرين المقامة في بوينس آيرس في الأرجنتين، لكنه حظي بمصافحة ودية قوية "هاي فايف" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأجرى ابن سلمان لقاءً منفردا مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ومع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

 

اقرأ أيضا: صور ابن سلمان في قمة العشرين تثير عاصفة تعليقات (شاهد)


وتقول الصحيفة إن الأمير بن سلمان، "المتهم بلعب دور مهم في قتل الصحفي جمال خاشقجي"، كان مبتسما ابتسامة واسعة في افتتاح قمة العشرين، حيث بدا أن رهانه على النجاة من العزلة الدبلوماسية والعودة إلى المجتمع الدولي سيكون رابحا.

وتضيف أن "الأمير بن سلمان هو الضيف الأكثر إثارة للجدل في قمة العشرين، حيث أثار مقتل خاشقجي غضبا دوليا واسعا".

ورأت الصحيفة أن "بوتين كان من أكبر مؤيدي ابن سلمان على طول الخط، وعلى الطاولة الرئيسية لقمة العشرين، جلس بوتين في المقعد الملاصق لابن سلمان، وصافحه بحرارة".

 

اقرأ أيضا: هكذا احتفى آل الشيخ بمصافحة بوتين لابن سلمان (شاهد)


وتضيف الصحيفة أن الحفاوة والدفء من بوتين إزاء ولي العهد السعودي كان أمرا متوقعا، لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة كان التعامل الأوروبي الودود معه.

وتقول الصحيفة إن الأمير تعرض لانتقادات قوية؛ بسبب دوره في مقتل خاشقجي، الذي اغتيل على يد فرقة موت أرسلت إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، يوم الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أنه يبدو أن القادة الكبار في قمة العشرين بالأرجنتين تكيّفوا مع الواقع، بخاصة بوتين الذي بدا متحمسا للأمير الباسم الذي قام بالتربيت على يدي بوتين ثلاث مرات.

وكانت حماسة بوتين متوقعة، إلا أن تعامل قادة دول الاتحاد الأوروبي كان مثيرا للدهشة أيضا، حيث تبادل ماكرون الحديث ولفترة قصيرة مع الأمير، ووبخه بطريقة وصفها قصر الإليزيه بالصارمة، عبر حديثه عن ضرورة قبول السعودية تحقيقا دوليا في الجريمة.


وأظهرت لقطات فيديو نقاشا حادا؛ حيث حاول الأمير التأكيد لماكرون أن عليه أن "لا يقلق"، فرد الرئيس الفرنسي: "أنا قلق، أنا فعلا قلق". و"أنت لم تستمع أبدا لي"، فرد الأمير: "لا طبعا استمعت".

 

اقرأ أيضا: ماذا دار بين الرئيس الصيني وابن سلمان في الأرجنتين؟


وحصل الأمير على دعم مقدم من الرئيس الأمريكي قبل القمة، عندما أكد دونالد ترامب في بيان له على العلاقة القوية بين البلدين. ولم يستبعد ترامب تبادل التحيات مع ابن سلمان، إلا أن مستشاره للأمن القومي جون بولتون استبعد لقاءً بينهما؛ نظرا لازدحام برنامج الرئيس.

وأكدت تيريزا ماي، التي يدعم بلدها محادثات السلام في اليمن، على أهمية كشف الحقيقة بشأن خاشقجي. ورفضت لقاء بوتين بعد الهجوم على جاسوس روسي في مدينة سالزبري. ووقف ابن سلمان في الصورة الجماعية خلف الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته ميشيل تامر. وغطى على وصوله طلب منظمة "هيومان رايتس ووتش" من النائب العام الأرجنتيني التحقيق في جرائم حرب ارتكبها في اليمن وقتل خاشقجي.

وشهدت السفارة السعودية تظاهرات، حيث وقف متظاهر باسم جمال أمام حرس السفارة من الشرطة الأرجنتينية. وتساءل عن المفارقة في حماية السفارة والمسؤولين فيها، رغم أن القاتل الحقيقي موجود فيها. وقال: "غضّ قادة العالم المشاركين في المؤتمر الطرف عما حدث".