سياسة عربية

زيتوت ينتقد فتوى داعية جزائري تجيز زيارة القدس تحت الاحتلال

قال بأن زيارة المسلمين للقدس وهي تحت الإحتلال ليست تطبيعا ولا اعترافا بالاحتلال

أعرب العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، عن أسفه لفتوى أطلقها عالم دين جزائري أمس الجمعة تجيز للمسلمين زيارة القدس تحت الاحتلال.

 

فتوى سياسية


ورأى زيتوت في حديث مع "عربي21"، أن الفتوى التي أطلقها أمس الجمعة الشيخ الصوفي شمس الدين الجزائري، بجواز زيارة المسلمين لبيت المقدس وهي تحت الاحتلال، وعدم اعتبار ذلك تطبيعا مع الاحتلال، هي فتوى سياسية لخدمة العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وأشار زيتوت إلى أن "المؤلم في هذه الفتوى المرفوضة، أنها تأتي بالتزامن مع إحياء الجزائريين للذكرى 64 لانطلاق الثورة ضد الاستعمار الفرنسي".

وقال: "من المعروف أن الشيخ شمس الدين، الذي أطلق فتواه في قناة تلفزيونية محلية، معروف أصحابها وميولاتهم، وأنهم من أنصار العهدة الخامسة، يريدون إرسال رسالة إلى الإسرائيليين والغربيين عموما، بأنكم إذا دعمتم الولاية الخامسة فإننا مستعدون للتطبيع مع الاحتلال"، على حد تعبيره.

وكان الشيخ شمس الدين الجزائري، قد رأى في تصريحات له أمس الجمعة نشرتها صحيفة "النهار" الجزائرية، أن زيارة بيت المقدس لا علاقة لها بالاحتلال. 

وجاءت تصريحات شمس الدين ردا على سائل حج بيت الله الحرام وأراد زيارة بيت المقدس، وسمع فتوى تحرم زيارة بيت المقدس، بحجة أنها تطبيع مع الاحتلال والصهاينة.

وقال شمس الدين: "فتوى القرضاوي بحرمان زيارة بيت المقدس باعتبارها تطبيعا مع الاحتلال فتوى باطلة لا يجوز تقليدها".

وأشار الداعية الجزائري، الذي ذاع اسمه محليا منذ العام 2012 بسبب جرأته واقتحامه لعالم الفتوى في القضايا المعيشية اليومية ولا سيما منها المتعلقة بالأسرة، إلى أن الدليل على جواز زيارة بيت المقدس ولو لم تكن تحت حكم المسلمين، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى المسجد الأقصى وصلى بالأنبياء في مسجد الصخرة، وكان وقتها تحت سيطرة النصارى، وفق تعبيره.

 

مبررات فتوى التحريم

يذكر أن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، كان قد أفتى بحرمة زيارة العرب والمسلمين من غير الفلسطينيين للقدس.

وقال الشيخ القرضاوي في وقت سابق: "إن من حق الفلسطينيين أن يدخلوا القدس كما يشاؤون، لكن بالنسبة إلى غير الفلسطينيين، لا يجوز لهم أن يدخلوها". 

وأوضح "أن تحريم الزيارة لعدم إضفاء شرعية على المحتل، ومن يقوم بالزيارة يضفي شرعية على كيان غاصب لأراضي المسلمين، ويجبر على التعامل مع سفارة العدو للحصول على تأشيرة منها". 

وشدد القرضاوي على "أن مسؤولية تحرير القدس ودحر العدوان الصهيوني عنها هي مسؤولية الأمة الإسلامية بأسرها وليست مسؤولية الشعب الفلسطيني بمفرده"، وفق تععبيره.

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد طالب في بيان له الأسبوع الماضي "الأمة الإسلامية وقادتها" بالوقوف مع قضاياها الكبرى، وعدم التفريط في القدس والأراضي المحتلة وتحقيق الوحدة بدلا عن "التطبيع مع المحتلين".

وندد الاتحاد، في بيان له الأسبوع الماضي بأي ترحيب بـ"المحتلين" في ديار المسلمين، داعيا إلى "الوحدة عوضا عن التطبيع مع المحتلين مكافأة على جرائمهم في فلسطين"، وفق تعبير البيان.