ملفات وتقارير

لماذا تجاهل بومبيو القاهرة في زيارته للمنطقة؟.. خبراء يجيبون

بومبيو زار الرياض وعمّان وتل أبيب وتجاهل القاهرة- جيتي- أرشيفية

زيارة المصالح الأمريكية الخالصة، هكذا علق الخبراء والمتابعون على الزيارة الأولى لوزير الخارجية الأمريكي الجديد "مايك بومبيو" للسعودية والأردن وإسرائيل.

ووضع الوزير الأمريكي الملف الإيراني في مقدمة الملفات المطروحة للنقاش العلني، وبما يشمله من ارتباطات متعلقة بالأوضاع في سوريا ولبنان واليمن، ثم يأتي ملف الأزمة الخليجية في المرتبة الثانية، بينما شملت المناقشات غير العلنية ملفي صفقة القرن، وتطبيع العلاقات السياسية بين السعودية وإسرائيل.

وتساءل المتابعون للزيارة عن سبب استبعاد وزير الخارجية الأمريكي لمصر من جدول أعماله، وهل يمثل ذلك خروج القاهرة من الاهتمامات الأمريكية متقلبة المزاج؟

من جانبه أكد خبير العلاقات الدولية بمركز القاهرة للبحوث والدراسات السفير باهر الدويني لـ"عربي21" أن زيارة الوزير الأمريكي للمنطقة تأتي في إطار بحث واشنطن عن مصالحها الخاصة والمحددة، وهو تطور واضح في السياسية الجديدة التي بدأت مع ترامب، وبالتالي فإنه في الوقت الذي يحدث توافق كبير بين واشنطن والرياض في الأزمة الإيرانية، فإن خلافا يظهر بملف آخر وهو حصار قطر.

وأضاف الدويني أن التصريحات التي خرجت عن المسؤولين الأمريكيين، تشير إلى أن الوزير الأمريكي أراد ضبط بوصلة الإدارة السعودية في ملفين بارزين هما حصار قطر والأزمة الإنسانية باليمن، ويبدوا أن ذلك لم يأت على هوى المملكة التي وجدت نفسها ملزمة بعد كل ما أنفقته مؤخرا من أموال لضمان دعم الإدارة الأمريكية لها في الأزمة القطرية، وجدت نفسها مضطرة لإعادة التفكير في هذا الحصار بكل أشكاله.

ويضيف الدويني أن ولي العهد السعودي محمد بن سليمان خطى خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة خطوات كبيرة نحو التطبيع المعلن مع إسرائيل، موضحا أن زيارة بومبيو تأتي في هذا الإطار، خاصة أن السعودية ستكون طرفا أساسيا في ترتيبات صفقة القرن، وفي ترتيبات المواجهة مع إيران سواء النووية أو المتعلقة بسوريا.

ويوضح خبير العلاقات الدولية أن كلا من الرياض وتل أبيب يقفان بمربع واحد في هذه القضايا، وعليه، فإن الحقيبة الدبلوماسية لبومبيو تضم بالتأكيد تفصيلات حول هذه الموضوعات، التي تتطلب شراكة معلنة وليست خفية كما كان يحدث في الماضي.

وفيما يتعلق بالأزمة مع إيران والوضع في سوريا، أشار السفير الدويني إلى أن هناك توافقا خليجيا مع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالملف الإيراني، وما نتج عن المباحثات التي جرت في الرياض كانت أقرب لرسالة طمأنة للمملكة بأن واشطن في صفها، طالما استمرت الأولى ومن تنوب عنهم بالدفع مقابل ذلك، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي صراحة بأن من يريد الدعم الأمريكي عليه أن يدفع مقابل ذلك.

وعن الأزمة القطرية، أكد خبير العلاقات الدولية أن الإدارة الأمريكية لديها هدف أساسي الآن هو التصدي للمشروع النووي الإيراني الذي يرعب دول الخليج، وهو ما يتطلب تطبيع العلاقات الخليجية-الخليجية، ثم الخليجية الإسرائيلية، وعليه، فإن الأزمة مع قطر تسير نحو التهدئة ثم الحل.

من جانبه علق رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" ومجلة "السياسة الدولية" سابقا أنور الهواري على عدم وجود القاهرة ضمن جدول زيارة الوزير الأمريكي، بأنها انعكاس لضعف الدور المصري في المنطقة، الذي يبدو أنه أصبح خارج اهتمامات الإدارة الأمريكية، على حد وصفه بصفحته في "فيسبوك".

ويعلق الوكيل السابق للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري محمد جمال حشمت لـ"عربي21" على عدم وجود القاهرة ضمن الزيارة، بأنها تمثل ضربة موجعة للانقلاب ورئيسه عبد الفتاح السيسي، ورغم أن الزيارة تشمل الحديث عن الأزمة الفلسطينية، إلا أن الإدارة الأمريكية وجدت أن القاهرة أصبحت منزوعة الدسم، فلا داعي لأن تكون في الصورة.

ويشير حشمت إلى أن هذا ليس معناه بالطبع تغير موقف الإدارة الأمريكية من الانقلاب أو رفضها لوجود السيسي، ولكن الأمر لا يخرج عن أن واشطن كشفت بهذه الزيارة عن أهم أصدقائها في المنطقة، الذين سوف تقوم الولايات المتحدة بالدفاع عنهم ضد أي خطر يهددهم، وخاصة السعودية وإسرائيل.

ويضيف حشمت أن إعلان الوزير الأمريكي أن الدول الثلاث التي يزورها هم أصدقاء بلاده في المنطقة، يمثل خيبة أمل للسيسي الذي كان يرى نفسه وكيل الإدارة الأمريكية الجديدة في المنطقة، ولكنه اكتشف أنه بلا قيمة وأن الإدارة الأمريكية تعامله باعتباره ناقصا للشرعية، وسوف يقدم كل ما يطلب منه دون الحصول على مقابل لذلك.

وأشار حشمت إلى أن السيسي مطمئن رغم ذلك من الموقف الأمريكي، في ظل المساندة التي يحظى بها من إسرائيل ورجلها القوي في المنطقة محمد بن زايد.

 

اقرأ أيضاهذه مهمة بومبيو في زيارته الأولى للسعودية وإسرائيل والأردن