مقالات مختارة

أهمية توثيق العلاقة بين البلدان العربية وتركيا

1300x600

يرجع أصل الأتراك العثمانيين إلى قبيلة تركمانية في بداية القرن السابع الهجري عاشت في كردستان وبحر قزوين في بلاد ما وراء النهر في تركستان المحاذية لمنغوليا وشمال غرب الصين، برئاسة سليمان جد عثمان بن أرطغرل الذي هاجر إلى بلاد الأناضول ليستقر في مدينة أخلاط على حدود الدولة البيزنطية في عام 617ه وقد اعتنق الأتراك الإسلام في عام 642 ميلادية بعد الفتوحات الإسلامية أيام الخلفاء الراشدين.

تشكل تركيا المعاصرة بحكم موقعها المجاور للمنطقة العربية وبحكم العلاقات التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية ولمدة تقارب الألف عام سندا وداعما لوحدة البلدان العربية وعونا لها على مكافحة النفوذ الاستعماري والأطماع الصهيونية في التجزئة والاستيلاء على الأراضي العربية وفي مقدمتها أرض الشعب الفلسطيني.

لننظر ما جنى العرب من تحالفهم مع الدول الاستعمارية :

1- خداع الهاشميين في مكة المكرمة من قبل بريطانيا في عدم إقامة دولة عربية موحدة في المشرق العربي وقيام بريطانيا وفرنسا بناء على اتفاقية سايكس – بيكو في عام 1916م بتقسيم المنطقة العربية في المشرق العربي إلى خمس بلدان وهي العراق وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان.

2-قيام بريطانيا بإصدار وعد بلفور الذي منح فلسطين إلى الحركة الصهيونية عام 1917م.

3-قيام «إسرائيل» بالتحالف مع بريطانيا وفرنسا بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.

4-قيام «إسرائيل» وبدعم من البلدان الغربية باحتلال الأراضي العربية في كل من الأردن وسوريا ومصر في عام 1967م.

5-احتلال العراق وتدميره من قبل أمريكا وبريطانيا في عام 2003م

6-قيام الإدارة الأمريكية الحالية للرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس العربية كعاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى إسرائيل.

7-قيام روسيا بالتدخل العسكري في سوريا مما أدى إلى قتل ما يقارب النصف مليون نسمة وهجرة ما يزيد عن 6 مليون سوري خارج وطنه وتدمير المدن والقرى في سوريا.

إن قيام تحالف بين البلدان العربية وتركيا له انعكاسات استراتيجية إيجابية هامة على المنطقة العربية يمكن إيجازها فيما يلي:

أ‌-يمكن للبلدان العربية الاستفادة من قوة تركيا العسكرية لعمل توازن مع قوة «إسرائيل» العسكرية، وقيام تركيا بتدريب الجيوش العربية على أحدث الأساليب العسكرية.

ب‌-يمكن للبلدان العربية الاستفادة من تركيا في منعها قيام الحركات الكردية بالانفصال الجغرافي في شمال سوريا وشمال العراق وبالتالي الحفاظ على وحدتي سوريا والعراق.

ج‌-قيام تركيا بمساعدة البلدان العربية اقتصاديا من خلال تأسيس المشاريع الصناعية والزراعية والسياحية وخطوط السكك الحديدية. 

د_ التنسيق العربي – التركي في إفشال المشروع الأمريكي المعروف بصفقة القرن والهادف لتصفية القضية الفلسطينية.

ه_ التنسيق بين الأردن وسوريا والسعودية وتركيا في إحياء وترميم الخط الحديدي الحجازي ليربط بين تركيا والبلدان العربية في المشرق وهو الخط الذي أسسه عبد الحميد الثاني عام 1908 بأموال المسلمين والذي تم تدميره من قبل لورنس العرب عام 1916م. 

ماضي تركيا العثمانية ليس سيئا كما يراه البعض فهي قد حافظت على وحدة البلدان العربية لمدة تزيد عن خمسمئة سنة ولولاها لتشرذمت البلدان العربية في المشرق والمغرب العربي ومزقت شر ممزق من قبل الدول الاستعمارية. 

في ضوء معارضة عدد من دول الاتحاد الأوروبي لضم تركيا للاتحاد الأوروبي «Europian Union ( EU)»» تجد تركيا نفسها أقرب إلى البلدان العربية وتسعى إلى تقوية وتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع البلدان العربية ومصالحها تعتبر متكاملة مع المصالح العربية للوقوف أمام أعداء العرب وتركيا. 

ها هو الرئيس التركي أردوغان يقوم بزيارات ودية لمعظم البلدان العربية مدعوما بمستثمرين ورجال أعمال أتراك بما فيها الأردن والسعودية وقطر والسودان وتونس والجزائر وموريتانيا وغيرها من البلدان العربية. 

على القادة العرب انتهاز الفرصة التاريخية لتقوية علاقاتهم مع تركيا لما في ذلك من مصالح إستراتيجية مشتركة لكل من البلدان العربية وتركيا والابتعاد عن فكرة التحالف مع «إسرائيل» ضد إيران لأن «إسرائيل» ستبقى العدو الأول للعرب، فهي التي تأسست على جثث الفلسطينيين والعرب لمدة سبعين عاما وقامت بالاستيلاء على مقدساتهم وتدمير مدنهم وقراهم وستعود إيران لرشدها وتقوم بالتصالح مع البلدان العربية وذلك اليوم ليس ببعيد.

السبيل الأردنية