رياضة دولية

لماذا يجب على بوتشيتينو رفض عرض مدريد والبقاء في توتنهام؟

أكد المدرب أن لديه التزاما وثيقا يجعله يصر على الاستمرار في منصبه الحالي في توتنهام- أرشيفية

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي قد تدفع مدرب توتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوتشيتينو، إلى رفض عرض ريال مدريد في المستقبل، والبقاء على رأس الإدارة الفنية لفريقه الحالي. ويرجع هذا الاهتمام من طرف النادي الإسباني لتردي نتائج الفريق تحت قيادة زين الدين زيدان، ما يستوجب إيجاد بديل عنه في حال تنحيه عن منصبه.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك الكثير من الشكوك في البرنابيو حول تغيير المدرب زين الدين زيدان هذا الصيف. والجدير بالذكر أن هذه الحاجة الملحة لاستبدال زيدان ليست بسبب النتائج المتردية فقط، حيث يزعم مقربون من المدرب بأنه قد يحتاج للراحة في الفترة القادمة. وبالتالي، لا بد أن يجهز فلورنتينو بيريز قائمة للبدلاء المحتملين، التي يبدو أن بوتشيتينو يتصدرها.

وأوردت الصحيفة تصريحات ماوريسيو بوتشيتينو خلال الأسبوع الفارط، حيث أكد أن لديه التزاما وثيقا يجعله يصر على الاستمرار في منصبه الحالي في توتنهام. في الوقت ذاته، أبقى بوتشيتينو باب التكهنات مفتوحا، حيث أقر: "أنت لا تعلم حقيقة ما الذي سيحصل في كرة القدم". وقد أثار هذا التصريح عدة تأويلات، مفادها أن المدرب الأرجنتيني ينوي مزاولة مهامه التدريبية داخل أسوار البرنابيو.

وبينت الصحيفة أنه من غير المنطقي أن يرفض ماوريسيو بوتشيتينو عرضا من فريق مثل ريال مدريد. وما لا شك فيه أن المدرب الشاب جاهز تماما لتولي منصب قيادي في الفريق الإسباني. لكن الإشكال الأساسي لا يتمحور حول قدرة مدرب توتنهام على تحمل الضغط داخل البيت المدريدي، لأن بوتشيتينو لا يعد دافيد مويس، مدرب مانشستر يونايتد، الذي كان خائفا للغاية، في حين بالغ في تقدير حجم منصبه، وهو ما مثل عائقا بالنسبة له عانى منه كثيرا.

 

وأوضحت الصحيفة أن ريال مدريد يجسد الفريق الذي غالبا ما يقع طرد مدربه بسبب عدم الفوز بعدد كاف من المباريات خلال مدة قصيرة من الزمن. ويعدّ هذا الأمر مصدرا للقلق بالنسبة لأي مدرب، خاصة بالنسبة لبوتشيتينو، الذي يعتمد أسلوبا محفزا ومكثفا خلال التدريب.

وأضافت الصحيفة أن المدرب الأرجنتيني عادة ما يطلب من لاعبيه تأدية تدريبات جسدية ومهام تكتيكية متعبة. ويتماشى هذا الأسلوب بشكل أفضل مع اللاعبين الناشئين، مقارنة بمجموعة مدججة بالنجوم العالميين، حيث يتطلب إقناعهم الكثير من الجهد، فضلا عن أن ترك بصمة خاصة في هذا الفريق يتطلب وقتا طويلا. عموما، يتمثل الخطر الرئيسي بالنسبة لبوتشيتينو في كون ريال مدريد فريق يفقد صبره بسرعة.

وأفادت الصحيفة بأن بوتشيتينو بذل جهودا جبارة من أجل بناء التشكيلة الحالية، وإيصال توتنهام للقوة التي هو عليها الآن. وبالتالي، يعد احتمال تغاضيه عن كل مساعيه وعمله أمرا غير منطقي في الفترة الحالية. ولقد شهد الجميع النتائج التي أسفرت عنها هذه الجهود، حيث أنهى توتنهام الموسم الفارط في أفضل مركز بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال 44 سنة الماضية.

وتعتقد الصحيفة أن الأفضل قادم لا محالة بالنسبة لفريق توتنهام هوتسبير، حيث لم يبلغ العديد من اللاعبين أوج عطائهم بعد. في هذا الشأن، صرح بوتشيتينو بأن هؤلاء اللاعبين قادرون على تقديم الكثير في خضم تطورهم ضمن الفريق في المستقبل.

وتطرقت الصحيفة إلى السبب الرئيسي الذي قد يدفع بوتشيتينو للبقاء، حيث لم يبلغ سقف توقعات الإدارة والمعجبين بعد، فضلا عن أنه لم يقترب من تحقيق ذلك بعد، في حين اكتفى بتجاوز العراقيل التي تواجهه. ولا تتمحور هذه الإنجازات حول الفوز بالألقاب، بل بالرفع من قيمة السبيرز ورفع سقف تطلعات الفريق وتغيير صورته.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المستحسن ألّا يترك ماوريسيو بوتشيتينو منصبه في نادي توتنهام، فليس من الحكمة أن يرحل عن الفريق بسبب سلسلة من النتائج السلبية الخارجة عن إرادته. وفي حال أقدم على ذلك، سيشعر بوتشيتينو من دون شك بالندم، حيث ستظل التساؤلات تلاحقه بشأن الأمور التي كان ليحققها لو بقي مع توتنهام هوتسبير. وفي حال مواصلة ماوريسيو بوتشيتينو العمل على رأس الإدارة الفنية لفريق توتنهام، سيظل مكانه في فريق مثل ريال مدريد دائما محفوظا.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه في حال خرج بوتشيتينو من توتنهام، فمن المستبعد أن يكون قادرا على خلق الظروف ذاتها التي اتسمت بها فترة عمله داخل الفريق الإنجليزي في أي فريق آخر. ولذلك، يتوجب على بوتشيتينو البقاء، بغض النظر عن أي عرض قد يتلقاه.