ملفات وتقارير

هل تحسم القمة الثلاثية خلاف سد النهضة أم تبقى بروتوكولية؟

استبعد محلل سوداني لـ"عربي21" أن تسير الأمور عقب القمة الثلاثية بشكل جديد- جيتي

تشهد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأحد، قمة ثلاثية بين كلا من مصر والسودان وإثيوبيا، لبحث تطورات مفاوضات سد النهضة، على هامش اجتماعات القمة الأفريقية.


وفي ظل اتساع الخلاف وتباين وجهات النظر المصرية مع السودان وإثيوبيا حول أزمة السد الذي تعمل على بنائه أديس بابا؛ يجلس رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين في قمة ثلاثية، في محاولة لتقريب وجهات النظر.


وبالتزامن مع انعقاد القمة الثلاثية، استطلعت "عربي21" آراء المحللين والمتابعين للشأن الأفريقي، للتعرف على فرص نجاح القمة في تحقيق ما فشلت به المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود منذ أشهر.


بدوره، رأى المحلل السوداني خالد الأعيسر أن "اللقاءات الرسمية بين رؤساء الدول الثلاث واللجان المختصة في قضية سد النهضة، عادة ما تكون لقاءات بروتوكولية، تظهر على الوجه وتنتهي بقرارات مشجعة وخطب تصالحية وما إلى ذلك".

 

اقرأ أيضا: سفير السودان بمصر: قمة السيسي-البشير وضعت خارطة طريق


واستدرك الأعيسر قائلا: "لكن تنفض هذه اللقاءات ولا تصل إلى نتائج ملموسة على واقع الخلاف الماثل حول قضية السد"، لافتا إلى أن "رئيس الوزراء الإثيوبي زار مؤخرا القاهرة وانتهت زيارته بتصريحات في أجمل ما يكون دبلوماسيا، ولكنه بعد عودته إلى أديس بابا رفض فكرة دخول البنك الدولي في التحكيم في قضية سد النهضة".


واستبعد الأعيسر في حديث خاص لـ"عربي21"، أن تسير الأمور عقب القمة الثلاثية بشكل جديد، مرجحا أن تبقى قضية سد النهضة في مسارها الحالي، بإصرار إثيوبي على مواصلة بناء السد رغم الانتقادات المصرية المتكررة.


وأضاف أن "القمة ستركز في معالجتها للخصام بين الدول الثلاثة، لا سيما السودان ومصر على وجه الخصوص"، مشيرا إلى وجود تحالف متماسك بين السودان وإثيوبيا تحركه المصالح الاقتصادية، وفق ما يتحدث به خبراء في الدولتين.


وفي أول لقاء بعد تدهور العلاقات بين البلدين، اتفق الرئيس السوداني ونظيره المصري السبت، على تشكيل لجنة وزارية مشتركة؛ للتعامل مع كافة القضايا الثنائية، وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها.

 

اقرأ أيضا: عربي21 تكشف موقف جيش مصر من سد النهضة.. وخبراء يعلقون


وفي الإطار ذاته، وصف السفير السوداني لدى مصر عبد المحمود عبد الحليم، قمة الرئيس السوداني عمر البشير مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي السبت، بأنها كانت إيجابية ومهمة.


وأضاف عبد الحليم خلال تصريحات صحفية بمقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية، أننا "لمسنا روحا شفافة بين الرئيسين، ستنقل العلاقات مستقبلا إلى مرحلة جديدة ولا تنبني على العاطفة وإنما على المصالح المشتركة".


في المقابل، رأى الكاتب الصحفي بشير محمد أن القمة الثلاثية بين رؤساء الدول الثلاث، تأتي في إطار إعادة ترتيب الأوراق السياسية والعلاقات الدبلوماسية التي تأثرت مؤخرا، لاندلاع عدة أزمات، أبرزها الأزمة القديمة المتجددة "سد النهضة".


وأضاف محمد في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "الهدف المعلن للقمة هو بحث آخر المستجدات المتعلقة بسد النهضة، لكنها لن تتعدى تبادل وجهات النظر المتباينة في الأساس".

 

اقرأ أيضا: وزير الخارجية المصري: السفير السوداني يعود للقاهرة قريبا جدا


واتفق محمد مع المحلل السوداني أبو عسير، حيث أكدا أن القمة الثلاثية ستخرج دبلوماسيا بأبهى صورة، لكنها لن تترك تغيرا حقيقيا في الأزمات القائمة بين البلدان.


وذكر أن مصر والسودان وإثيوبيا يحكمهم ملفات مشتركة وعلاقات منها السياسية وأخرى أمنية، مستشهدا بالأزمة التي لم يُتوصل لها إلى حل بين القاهرة والخرطوم حول "منطقة حلايب" الحدودية.


ورجح بشير أن تشهد علاقات الدول الثلاث تحسنا محدودا على المستوى الدبلوماسي، مستدركا قوله: "لكنها لن تتجاوز سقف الأزمات العالقة وعلى رأسها سد النهضة، الذي تعتبره إثيوبيا مشروعا استراتيجيا لها ولن يترك الضرر على جيرانها".

 

من جهته، قال الصحفي السوداني حسن عثمان حسن، إن "إثيوبيا بحاجة ماسة لسد النهضة، وهو منشأ بمواصفات فنية ومشورات بين الدول الثلاث، وهناك اتفاقية وقعت عليها مصر"، مؤكدا أن السودان يرى أن سد النهضة سيمكنه من استغلال حصته التي كانت تذهب لمصر.


وأضاف حسن في حديث لـ"عربي21"، أن السودان وإثيوبيا متوافقان في الرؤية والموقف حول السد، ولا يوجد أمام مصر سوى القبول بالأمر الواقع، معتقدا أن القمة الثلاثية بين السودان ومصر وإثيوبيا لن تستطع حل هذا الملف وستبقى علاقة الدول الثلاثة بخصوص "سد النهضة" متوترة.


واستبعد حسن أن تشمل المباحثات أي ملفات إضافية إلى جانب سد النهضة الذي تجتمع فيه الدول الثلاثة.