سياسة دولية

هكذا ردت إيران على قرار ترامب حول برنامجها النووي

خارجية إيران قالت إن الرئيس الأمريكي ما زال يواصل إجراءاته العدائية ضد الشعب الإيراني- أ ف ب

ردت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول تمديد تجميد الحظر المفروض إزالته عبر بنود الاتفاق النووي، إضافة للحظر الجديد الذي أقرّته الحكومة الأمريكية ضد إيران.


وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة "ارنا" إن "رئيس الولايات المتحدة اضطر، أمس الجمعة، إلى تمديد تجميد الحظر المفروض، رغم محاولاته خلال عام لإلغاء هذا الاتفاق، إنّ الاستحكام الذاتي للاتفاق النووي والمساندة الدولية التي حظي بها الاتفاق، قطع الطريق أمام ترامب والكيان الصهيوني والاتحاد اللامبارك للمتطرفين دعاة الحرب لإلغاء هذا الاتفاق أو إدخال تعديلات عليه".


وأضافت: "رغم ذلك ما يزال الرئيس الأمريكي يواصل إجراءاته العدائية ضد الشعب الإيراني وفقا لمنهجه الذي استمر في ممارسته سنة كاملة من حكومته ومازال أيضا يطلق تهديدات عجز مرارا عن تطبيقها إذ قام بإدراج عدد من الرعايا الإيرانيين وغير الإيرانيين في قائمة الحظر بذرائع غير قانونية وبالية ومضحكة ليكون بذلك قد عوّض قسطا من فشله وتابع منهجيته المستمرة تزامنا مع الإجراءات الإجبارية الواردة في الاتفاق النووي وإظهارا لعدائيته حيال الشعب الإيراني العظيم المبينة لعجزه أمام هذا الشعب".


وأردف بيان الخارجية بالقول إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإذ تدين التهديدات الأمريكية وإلحاق أسماء أخرى إلى قائمة الحظر تؤكد ما يلي:


1- الجمهورية الإيرانية وباقي الأعضاء الآخرين من الموقعين على الاتفاق النووي والمجتمع الدولي، أكدوا وباستمرار على أن الاتفاق النووي وثيقة رسمية دولية لا تقبل أي تفاوض جديد حولها.


2- تؤكد الجمهورية الإيرانية بصراحة على عدم قيامها بأي خطوة خارجة عن نطاق التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي وإنها لن توافق على إدخال تعديلات على الاتفاق حاضرا أم مستقبلا ولن تسمح بخلق أية صلة بين الاتفاق النووي وأي قضية أخرى.


3- إدارة الولايات المتحدة ملزمة كباقي أعضاء الاتفاق النووي، بتنفيذ جميع التزاماتها. وإن شاءت تحت أي غطاء أو ذريعة فارغة التخلي عن مسؤوليتها تجاه ذلك عليها أن تتحمل مسؤولية عواقب ذلك برمتها.


4- إدارة الولايات المتحدة رمت عرض الحائط مسؤولية الالتزام ببنود مختلفة من الاتفاق النووي طيلة السنتين الماضيتين من لحظة توقيع الاتفاق بنكثها لعهودها والتقصير في أداء واجباتها وانتهاجها سياسات عدائية. إننا نعتبر سياسات ترامب خلال السنة الأخيرة والبيان الذي أصدره اليوم يتعارض بوضوح مع البنود 26 و28 و29 من الاتفاق النووي وسترفع إيران تقريرا إلى لجنة الاتفاق النووي المشتركة للبحث في هذه المخالفة وستتابع القضية.


5- إن قرار الكيان الأميركي في إلحاق عدد آخر من الرعايا الإيرانيين وغير الإيرانيين إلى قائمة العقوبات المفتعلة وغير القانونية ليس إلّا إقرارا لمواصلة عدائية الحكومة الأمريكية ضد الشعب الإيراني العظيم.


6- إنّ الإجراء العدائي وغير القانوني لكيان ترامب في إلحاق اسم سماحة آية الله آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية الإيرانية إلى قائمة الحظر الجديدة من جانب الولايات المتحدة إجراءٌ تخطّى جميع الخطوط الحمراء السلوكية للمجتمع الدولي وهو إجراء مخالف للقوانين الدولية ونقضٌ للالتزام الثنائي والدولي للولايات المتحدة الأمريكية والذي بحد ذاته سيلقى دون شك رداً من جانب الجمهورية الإسلامية وعلى الحكومة الأمريكية تقبّل مسؤولية جميع تداعيات هذا الإجراء العدائي.


7- إنّ التشبث بالمفهوم السامي لحقوق الإنسان لتمرير حظر بحق شخصيات ومواطنين إيرانيين من جانب كيان يُحيط به متحالفون يحملون السجل الأسوأ في نقض حقوق الإنسان وطمس الحقوق الودية البشرية في تاريخنا المعاصر، أثار سخط واستياء المجتمع الدولي والشعب الأمريكي لأنّه صدر عن شخصية ملوث دماغها بالعنصرية ومقارعة من لا يناظره في المواطنة أي تلك الشخصية التي أطلقت في الآونة الأخيرة عبارات نتنة وعنصرية ضد بعض الشعوب. فمن يعتز ببيع السلاح بمليارات الدولارات لقتل الأبرياء في الشرق الأوسط ونشر العنف والفوضى ليس إلّا شخصية واهنة للشعوب المتحضرة ومفسدة لسمعتها وهي بقعة عار على السلطة الحديثة.


8- إنّ حكومة الولايات المتحدة التي طالما شهدنا سجلها الأسود على المستوي العالمي خلال العقود المنصرمة والأيام الحاضرة بفعل قمعها الشعوب المطالبة بالتحرر وبسبب مساندتها للكيانات القامعة كالدعم المتحلل من أي قيد أو شرط لنظام الشاه الظالم وتنفيذ انقلاب ضد حكومة ديمقراطية منتخبة من جانب الشعب الإيراني في الماضي ومساندتها للدول المحتلة والمتعدية والقامعة كالكيان الصهيوني وأذياله في المنطقة ابتداء مما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاء إلى البحرين واليمن قامت أخيرا، من جانب بذرف دموع الآسي والحزن على الشعب الإيراني وفق خطة مفتعلة منافقة وبإطلاق هتافات كاذبة تماما تدعي دعم حقوق الإنسان الإيراني ومن جانب آخر لقبت هذا الشعب المتحضر بالشعب الإرهابي وطبّقت بحقه عقوبات ظالمة ومنعت دخول المواطنين الإيرانيين إلى الولايات المتحدة وانتهجت تصرفات مهينة أخرى.


9- إنّ تطبيق عقوبات غير قانونية وإطلاق تصريحات وأفعال عدائية من جانب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعب الإيراني الرشيد ومسؤوليه الناجم عن الطبيعة السلطوية والتوسعية لحكام هذا البلد، كانت ولا تزال تُعتبر سياسات فاشلة للرأي العام والضمير الحي للشعب الإيراني والعالم بأسره لا يعترف أحد بها. وإنّ التشبث بمثل هذه الإجراءات ليس إلّا دليلا على شعور هذا البلد بالإحباط حيال صحوة الشعب الإيراني الفهيم في مواجهته للإجراءات التدخلية في الشأن الداخلي له والمصممة لخلق شغب وأزمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء خلال العقود المنصرمة أو أيامنا الحاضرة خاصة ما جري أخيرا من أحداث في إيران.


10- على الولايات المتحدة أن تتعلم بأنّ جميع أركان نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطاته الثلاث المرتكزة على قاطبة أبناء الشعب الإيراني ووحدة كلمته، لن تعير لهذا النوع من السياسات والمعايير الازدواجية والعدائية ضد البلد، اهتماما، وإنها سترد في الوقت المناسب على هذا النوع من النهج العدائي الأمريكي.