سياسة عربية

مع ما عانوه في 2017.. هذه أمنيات المصريين في 2018

فشل الديمقراطية في مصر
 "ماذا تحلم في العام الجديد؟"؛ سؤال يثير شجون مائة وأربعة ملايين مصري ويكشف عن آلامهم التي عاشوها في 2017 وما صحبه من أزمات، ويزيد آمالهم في التخلص من أوضاعهم السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة في 2018.
 
ورغم أن مقدمات 2018، لا تقود إلى التفاؤل؛ إلا أن المخرج ومنتج الأفلام الوثائقية داوود حسن، عبر عن ذلك بقوله عبر تويتر "أشعر بتفاؤل غريب لبداية 2018، اللهم عام فيه يغاث الناس وفيه يحل العدل".
 
أحلام البسطاء
وكان رد رجال وسيدات مصريات في الشارع على سؤال مراسل "عربي21"، "بماذا تحلم في العام الجديد؟"، بسؤال آخر، وهو "هل لو قلت لك أمنيتي تستطيع أن تحققها في وسط هذا الكم من الظلام؟".
 
نجلاء، سيدة أربعينية تبدو من خطواتها علامات التعب والإرهاق، قالت لـ"عربي21": "هل يمكن أن يعود الزمان للوراء 5 سنوات، فأجد علاج السكر والضغط الذي أعانيهما بربع ثمنهما الحالي، وهل يمكن أن أجد زجاجة زيت كيلو غرام بـ7 جنيهات، وكيلو سكر بـ5 جنيهات، وأنبوبة بوتاغاز بـ7 جنيهات، وكراسة وقلم وكتاب خارجي لأولادي بأقل مما نشتريه اليوم، وبنطلون أو قميص بـ50 جنيها. وهل يمكنني أن أركب أية مواصلات بـ5 جنيهات ذهابا وإيابا".
 
السيدة التي أرهقها الكلام، حمّلت مسؤولية ما تعانيه والمصريين للنظام الحالي، قائلة: "نتمنى التغيير ولو للأسوأ"، مضيفة: "تعبنا والناس كلها تعبت".
 
ووسط حشد من عمال البناء، أمام إحدى البنايات الجديدة بحي مسطرد شمال شرق القاهرة، أكد العاملون أن أمنياتهم لن تتحقق، موضحين أنهم يعانون بسبب ارتفاع أسعار خامات البناء من حديد، وإسمنت، وطوب، وبلاط، وأدوات الكهرباء، والسباكة، والنقاشة، التي تسببت في ركود لهم مع ضعف الأجرة اليومية التي يتحصلون عليها.
 
وقال الحاج رياض السباك، كنت أتمنى أن آخذ نصف أجري ولا أجد هذا الغلاء الذي يلتهم كل ما أحصل عليه أولا بأول، مؤكدا أنه لا يستطيع توفير أية مبالغ للمستقبل ويكفي بيته وأسرته بالكاد.
 
ومن داخل سيارة أجرة، خط القاهرة - منيا القمح بالشرقية، دار الحوار مع سائق الميكروباص، عبدالمنعم، خمسيني يعمل بالأجرة سائقا، أكد أنه ظن بعدما زوج بناته الثلاثة وابنه الأكبر سوف يعيش في رغد من العيش، موضحا أن الأوضاع الاقتصادية قتلت لديه حلم الراحة بعد سنوات الشقاء.
 
وأكد أنه يحلم بتغيير سريع وفوري لكل من يتولى مناصب بالدولة وعلى رأسهم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، واصفا إياه بـ"أس الفساد".
 
أحلام الساسة
وعن أمنياته للعام الجديد، قال مساعد وزير الخارجية السفير عبدالله الأشعل: "أمنياتي
للعام الجديد؛ هي زوال الحكم العسكري وتولي حكومة إنقاذ لمصر، تعيد الأوضاع إلى ما
قبل السيسي، وتفرج عن المعتقلين بالسجون".
 
وفي حديث لـ"عربي21"، تمنى رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، أن "يعم الخير والأمن والاستقرار ربوع الوطن وأن يندحر الإرهاب".
 
وأضاف أتمناه "عام ستر، وأمان، ورفعة، وعز، وتقدم، ورقي، ونصر، وتمكين لمصر، وقضاء مبرما على الإرهاب، وسعة في الرزق لشعب مصر"، آملا أن "تحقن دماء المسلمين في كل مكان وبالعراق وسوريا وليبيا ومصر، وأن تتوقف الحرب باليمن".
 
وتمنى السياسي والبرلماني أمين إسكندر، أن يكون "عام عدل علي المصريين"، وقال: "نأمل أن نعلم فيه كيف يصنع القرار المصري؟ وما دور الخبراء؟ ومن هم المستشارون له؟"، مضيفا عبر "فيسبوك": "ونأمل العام الجديد أن نجد مجلس النواب بعد أن دخل التيه العميق، كما نأمل أن يكون عندنا مجلس وزراء بحق".
 
وتابع: "نأمل أن نسمع خطابا للسيسي أمام الشعب وليس أمام الجيش والشرطة، وأخيرا أحب أن أشاهد بائع الخيار الحقيقي، وليس جندي القوات المسلحة".
 
أمنيات سياسية
وتمنت الكاتبة الصحفية مي عزام، أن "يصبح لمصر رئيس يعيد لها عزتها وللشعب المصري كرامته"، مضيفة لـ"عربي21"، "وأتمنى على المستوى المهني أن أتمكن من نشر آرائي بحرية دون رقابة".
متسائلة: "هل يمكن أن يحمل 2018 ملامح مصالحة وطنية؟ بديلة عن الحرب الأهلية غير المعلنة التي نشعر بها جميعا، وكم الكراهية التي يتبادلها المصريون بعضهم لبعض".
 
وكان للأديب والروائي ناصر عراق 3 أمنيات خاطب بها النظام المصري، واعتبرها أمنيات لا تحققها إلا سلطة عاقلة وذكية ورشيدة تنحاز إلى الملايين وتملك الخيال والإرادة والعلم.
 
وأكد عبر "فيسبوك" أن أمنياته هي: "تحقيق العدالة الاجتماعية في مصر، وفتح نوافذ الأمل في مستقبل أفضل بتعزيز الحريات السياسية والإفراج عن المعتقلين من الشباب ممن لم تلوث أياديهم بدماء المصريين، وتطوير المنظومة الأمنية لتغدو قادرة على اقتلاع الإرهاب من جذوره".
 
صحوة الأمة
وتمنى الكاتب الصحفي صلاح الإمام، أن يكون العام الجديد "عام النصر ومولد أمة قوية ديمقراطية قادرة على اللحاق بركب الأمم المتقدمة"، معبرا عبر "فيسبوك" عن أمنيته أن "يشهد العام الجديد عودة الحقوق لأصحابها، ويحصد كل الثوار ثمار نضالهم، ويندحر كل من شارك في هذا الانقلاب الدموي الأسود".
 
زوال الانقلاب
الكاتب الصحفي والمحلل الرياضي أحمد سعد، تمنى في حديثه لـ"عربي21"، "زوال الانقلاب في العام الجديد"، فيما قال المصري المقيم بأوروبا محمود أبو الخير، لـ"عربي21"، "أمنياتي في العام الجديد هي تغيير جميع الأنظمة الحاكمة للوطن العربي بأكمله".
 
وهي الأمنية التي شاركهما فيها الكاتب الصحفي محمد حسين، عبر "فيسبوك" قائلا: "عندي شعور قد يكون معاديا لاستقراء الأحداث أن العام القادم سيكون أفضل"، مضيفا: "عام بلا انتصار وجوزها"، في إشارة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وزوجته.
 
المعتقلون
وتمنى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" عبدالموجود الدرديري، أن يكون  2018 عام الحرية، والعزة، والكرامة، والوحدة، للتخلص من حكم الاستبداد والفساد، موجها تحيته عبر صفحته بـ"فيسبوك" للمحامي والبرلماني عصام سلطان، وجميع الأحرار بالمعتقلات.
 
وفي السياق نفسه، تمنت المحامية الحقوقية، نيفين ملك، الحرية للصحفي المعتقل بسجون الانقلاب محمود حسين.
 
وتمنى عضو حزب الوسط المعارض، وليد مصطفى، تغير الحال على آلاف المعتقلين بسجون الانقلاب، وقال عبر "فيسبوك": "ومازال الحال هو الحال؛ الحرية للمعتقلين، لأكثر من 60 ألف معتقل ضحوا بحريتهم من أجل أن نفهم معنى الحرية ونؤمن بالديمقراطية ونحافظ عليها".
 
أمنيات رياضية
وتمنى أسامة محمد (28 عاما)، أن يحقق منتخب مصر لكرة القدم صورة مشرفة لبلاده في مونديال روسيا منتصف 2018، وقال لـ"عربي21"، إن وصول المنتخب كان أفضل فرحة عاشها المصريون في 2017، "وأتمنى أن نعيش تلك الفرحة هذا العام".