حول العالم

أحلام اليقظة.. هل هي هروب أم بداية الطموح؟

أحلام اليقظة "إشغال" الذهن لتحقيق الرغبات بما يحقق إشباعا على مستوى الخيال - أرشيفية

نسمع كثيرا عن أحلام اليقظة والحالمين الذين يشغلون أنفسهم بها لدرجة تصل بالبعض منهم أن ينفصل عن واقعه بشكل تام، فما هي أحلام اليقظة؟


يفسر العلم أحلام اليقظة على أنها إعمال "إشغال" الذهن لتحقيق الرغبات، بما يحقق إشباعا على مستوى الخيال، ويلجأ الأشخاص إلى خيالهم، ويشردوا فيه، كي يحققوا إشباعا لا يستطيعون تحقيقه في الواقع. وأحلام اليقظة من أهم ما يتميز فيه الشباب من ظواهر نفسية.


يعتبر البعض أحلام اليقظة خطوة أولى لطموح الشباب، بينما يراها بعض الخبراء مخدرا لا أكثر، أي أنه يتم استخدامها من قبل الشباب كالمخدرات للهروب من الواقع، ويؤكد أخصائي الطب النفسي زهير الدباغ هذا الكلام.


وقال الدباغ في حديث لـ"عربي21": "لا ترتكز أحلام اليقظة على أساس علمي، ولا تعود بالفائدة على الإنسان".


ووافق أخصائي الطب النفسي علاء الفروخ الدباغ في كلامه، وقال في حديث لـ"عربي21": "تعد أحلام اليقظة في بعض الأحيان بابا للهروب من الواقع، حيث يتخيل الإنسان الحالم في أحلامه أنه ناجح ومتفوق بعكس واقعه".


وساد الاعتقاد قديما بأن الأحلام عموما واليقظة خاصة هي مجرد تعبير عن تفكير الإنسان الباطني، لكن الدباغ أشار إلى أنها مجرد سراب، ونصح من يريد تطوير نفسه بالابتعاد عنها، والتفكير بمنطقية والتركيز على العمل لتحقيق الطموحات والأهداف.


وتتباين آراء الخبراء حولها ما بين هل هي مفيدة أم ضارة؟ غالبا هي ليست ضارة بحسب الفروخ، لكنها عاد وقال إن "الأمر يتفاوت بين شخصا وآخر"، وربط بين مدى قرب هذه الأحلام من واقع الشخص وبين الضرر المتوقع منها.


وأشار الفروخ: "إلى أنها تترافق أحيانا مع اضطراب الهوس فيتخيل الإنسان الحالم نفسه عظيما وله قوة وقدرات خيالية".


وذكرت دراسة علمية حديثة أن الجزء المرتبط بأحلام اليقظة في المخ يمكن أن يسمح لنا بأداء مهام معينة بشكل تلقائي، بطريقة تشبه عمل جهاز الطيار الآلي المستخدم في رحلات الطيران.


وبحسب الدراسة نفسها تنشط مجموعة من مناطق المخ تعرف باسم "شبكة الوضع الافتراضي" أو اختصارا بـ "دي إم إن"، حينما يكون الشخص في حالة أحلام يقظة أو يفكر في الماضي أو المستقبل.


وتوصل الباحثون في جامعة كامبريدج البريطانية، إلى أن تلك الشبكة تسمح لنا أيضا بأداء مهام بطريقة آلية، إذا ما كنا نؤدي مهمة معتادون عليها، مثل القيادة على طريق مألوف لنا.


ويأمل الباحثون في أن تساعد تلك النتائج الأشخاص، الذين يعانون من أمراض نفسية.