سياسة عربية

فيلم للجزيرة يناقش تفاصيل وعد بلفور لليهود (شاهد)

السير آرثر بلفور - أرشيفية

بثت قناة الجزيرة الفضائية فيلما وثائقيا، يتناول وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى عضو يهودي في مجلس اللوردات البريطاني، لتولد من بين سطورها إسرائيل.

 

وناقش الفيلم انتقال الرسالة، التي عرفت باسم وعد بلفور، من عنوان اللورد روتشيلد في وسط لندن إلى آفاق سياسية بعيدة مدفوعة بمصالح بريطانية وأحلام صهيونية.


وأشار الوثائقي إلى أنه وخلال الحرب العالمية، لم تكن المدافع هي من يغير شكل العالم، بل كانت ثمة اجتماعات سرية بين الحلفاء، الذين تقاسموا الغنائم، منتظرين لحظة إعلان النصر.

ولفت الفيلم إلى أنه في أحد هذه الاجتماعات كان الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس ونظيره الفرنسي فرانسوا بيكو يخوضان مفاوضات شاقة، انتهت بتقاسم أراضي الخصم العثماني، بعد أن تضع الحرب أوزارها.


وذكر أن الفرنسيين والبريطانيين تقاسموا الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط عام 1916، فيما عرفت باتفاقية سايكس بيكو. أما فلسطين، فوضعت تحت وصاية دولية، خارج الاتفاقية.

 


ويقول المؤرخ الفرنسي فيليب بريفوست إن الإنجليز والروس والفرنسيين لم يتمكنوا من إبرام اتفاق؛ لأن الجميع كانوا يريدون فلسطين؛ لأنها تمثل ماضيا عريقا لبريطانيا وفرنسا، ولأنها قريبة من قناة السويس.


لكن الاتفاقية لم ينظر إليها في بريطانيا بارتياح، وفق ما يقوله رئيس قسم الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد يوجين روغان، وإن المسؤولين البريطانيين، بمن فيهم مارك سايكس، يرون أنها اتفاقية سيئة؛ لأنها لم تراع مصالح بريطانيا.


ويوضح المؤرخ الفلسطيني، بشير نافع، أنه في هذا المناخ وهذا الجدل أثير مشروع الحركة الصهيونية وأحلام جزء من اليهود، في أن يكون لهم وجود بفلسطين، مبينا أن هذا ما "أسس لإعلان بلفور". 


وبحسب قناة الجزيرة، فقد كانت الحركة الصهيونية وقتذاك تنشط في بريطانيا كواحدة من جماعات الضغط السياسي. ويوضح يوجين روغان أن بريطانيا باتت تنظر إلى الصهاينة كشريك محتمل؛ لتبرير إعادة التفاوض مع الفرنسيين بشأن اتفاقية سايكس بيكو.


ويشير إلى أن البريطانيين لو طالبوا بفلسطين لهم لخلق هذا مشكلة دبلوماسية مع الفرنسيين، ولكن لو قالوا لهم: "نريد فلسطين، ليس لمصلحتنا، بل خدمة لفكرة تاريخية تقضي بعودة اليهود إلى وطنهم المذكور في الكتاب المقدس، فسيكون مبررا لتعديل الاتفاقية".

 

وقال المؤرخ الأمريكي جوناثان شنير، مختصرا المأساة، إن فلسطين كانت رشوة بريطانية لليهود.