سياسة عربية

معلق إسرائيلي: ترامب وبوتين يسيران نحو منحدر مليء بالأخطار

جيتي
أوضح معلق إسرائيلي مختص في الشؤون الأمريكية أنه رغم شدة الخطوات والخطوات المضادة التي اتخذتها كل من واشنطن وموسكو، فإنها لم تقترب بعد من عودة الحرب الباردة للساحة الدولية مرة أخرى.

تدهور سريع


بعد مرور 28 سنة على دخول القوات السوفييتية إلى أفغانستان، أوضح البروفيسور أبراهام بن تسفي، المعلق في صحيفة "إسرائيل اليوم" للشؤون الأمريكية، أن "أصداء المواجهة التاريخية بين الشرق والغرب بدأت تعود، لتهدد الاستقرار العالمي".

وأضاف في مقال له: "مع تلاشي الإمبراطورية السوفييتية منذ فترة، ورغم أن بداية عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امتازت ببذله الجهود لتحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، ومع التطلعات المعلن عنها من إدارة ترامب لفصل نفسها عن ميراث الحرب الباردة، إلا أننا نشهد في هذه الأيام تدهورا سريعا في العلاقات بين البيت الأبيض والكرملين".

ونوّه بن تسفي إلى أن عام 1979 "شهد انحدارا كبيرا في جذور العلاقات بين الشرق والغرب، الذي ارتبط بغزو السوفييت لأفغانستان، وفي هذه المرة ساهم التدخل الروسي في الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية بشكل كبير في الأزمة الحالية بين البلدين".

نحو الهاوية

وتعبيرا مسبقا عن هذا الاحتكاك الذي تم اتخاذه عشية مغادرة باراك أوباما للبيت الأبيض، أعلنت إدارته -كرد على المعلومات التي تم جمعها بشأن مسؤولية موسكو عن اختراق حواسيب الحزب الديمقراطي في واشنطن- عن سلسلة عقوبات ضد الكرملين، وعلى رأسها طرد 35 دبلوماسيا روسيا من أمريكا، وفق المعلق.

وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، "قرر الكونغرس بأغلبية كبيرة من الحزبين اتخاذ خطوات عقابية اقتصادية أخرى ضد روسيا، التي لم يتأخر ردها، فقامت بتقليص كبير في عدد الدبلوماسيين والتقنيين الأمريكيين الموجودين في موسكو، وفي عدد من القنصليات الأمريكية لديها".

وأكد بن تسفي أن المشهد السابق "لم يكتمل، حيث أعلنت إدارة ترامب الخميس الماضي عن خطوات انتقامية، تتمثل بإغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، وإغلاق مكاتب الملحقين التجاريين الروس في واشنطن ونيويورك"، معتبرا أنه "من الصعب وقف التدهور في العلاقة بين الدولتين الذي يسير نحو الهاوية والمنحدر المليء بالأخطار".

وتابع: "ومع ذلك، وخلافا لزمن الحرب الباردة، الأمر لا يتعلق حاليا بعداء أيديولوجي قوي أو بخلافات استراتيجية عميقة، بل العكس، على الأقل بالنسبة للجانب الأمريكي؛ ليس هناك شك أن ترامب كان يفضل إنشاء تحالف مع بوتين في مجال واسع".

خطوات محسوبة

وعلى الرغم "من حساسية كل رجال ترامب من الخطر الكامن في مواصلة خط التصعيد، ورغم رغبتهم في فتح صفحة جديدة أكثر ودية في العلاقات بين الشرق والغرب، فإن رزمة العقوبات الأمريكية الأخيرة من شأنها بالتحديد أن تخدم ترامب في ساحته الداخلية"، وفق بن تسفي، الذي لفت إلى أن هذا الوضع يأتي "في ذروة التحقيق المتشعب في قضية العلاقة مع روسيا".

وهذا من شأنه، بحسب المعلق الإسرائيلي، أن "يشير إلى استعداد الإدارة للرد بصورة حاسمة وهجومية على كل عملية عقابية مقصودة من قبل موسكو، وذلك من دون علاقة مع الدور الذي قام به قراصنة بوتين في إفشال مرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون في سباقها نحو البيت الأبيض".

ورأى بن تسفي أن "الظل الثقيل الذي يلف سماء العلاقة الأمريكية الروسية حاليا لا يشكل حتى الآن شهادة بارزة على الصدع الذي لا يمكن رأبه"، موضحا أنه "رغم شدة الخطوات والخطوات المضادة، فكلها خطوات محسوبة وتحت السيطرة، ولم تمنع حتى الآن رؤساء الهرم من مواصلة إجراء النقاشات في مواضيع كثيرة، فالحرب الباردة لم ترجع بعد بكامل شدتها إلى قلب الساحة".