صحافة دولية

تسايت: هكذا تصل المخدرات للسعودية.. لكن من يصنعها؟

تعبتبر السعودية من أكبر أسواق المخدرات في المنطقة - أ ف ب
نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا؛ تطرقت من خلاله إلى انتشار  ظاهرة تجارة مادة الكبتاجون المخدرة في كل من سوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية. ونقلت شهادات حية لبعض تجار مادة الكبتاجون في لبنان وسوريا.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مادة الكبتاجون المخدرة التي تتميز بلونيها الأصفر والأبيض، تدر أرباحا ضخمة في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا: صحيفة لحزب الله: "أمير الكبتاغون" سيخرج بصفقة (تفاصيل)

والجدير بالذكر أن هذه المادة المخدرة تختلف تماما عن مادة الحشيش الشهيرة في لبنان، والكوكايين أو الإكستاسي.
 
ونقلت الصحيفة عن أحد تجار المخدرات بمحافظة البقاع اللبنانية، يدعى حسن، قوله إن "هذا المنتج ألماني الصنع واخترعه هتلر، لذلك يطلق عليه البعض اسم مخدر هتلر القاتل". وهذه المادة منشطة، وتقضي على القلق والتعب، فضلا عن أنها تساعد على التركيز. لكن يمكن أن يدمن مستهلك هذه المادة على تعاطيها، مما يعرض حياته للخطر في حال تناول جرعة زائدة.
 
وأوضحت الصحيفة أن عائدات تهريب هذه المادة كانت تصب منذ اندلاع الحرب السورية، في خزائن أمراء الحرب، حيث تعتبر تجارة مادة الكبتاجون مصدرا للعملة الصعبة، بالإضافة إلى تهريب الأسلحة واحتجاز الرهائن، فضلا عن تجارة الآثار المنهوبة.
 
وأكدت الصحيفة أن سوريا تعتبر أرضا خصبة لانتشار تجارة المخدرات، لا سيما وأن الحدود الأردنية والتركية تعتبر طريقا مفتوحا أمام تهريب المخدرات.

ويشار إلى أن لبنان ومنذ عقود، تضم شبكات تجارة مخدرات. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية، في الفترة الممتدة بين سنة 1979 و1990، استفادت مختلف الأطراف من تهريب الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية، فضلا عن الأفيون الأفغاني.

اقرأ أيضا: ليبراسيون: الكبتاجون في خدمة التنظيمات المسلحة

وأضافت الصحيفة، أنه وعلى امتداد أجيال، سيطرت عدة عائلات على زراعة الحشيش في محافظة البقاع. وخلال العقد السابق، ظهرت تجارة الكبتاجون في هذه المحافظة. ومنذ أربع سنوات، سجل خبراء لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ازدهار زراعة هذه المادة في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيمات المتطرفة، على غرار تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، لم تستفد من تجارة المخدرات

وفي هذا الصدد، أورد مراسلو قناة "بي بي سي" في خريف سنة 2015، أن الجيش الحر قد باع كميات كبيرة من مادة الكبتاجون ليوزع أرباحها فيما بعد على مقاتليه. كما تم الكشف عن تورط شخصيات نافذة في النظام السوري وقيادات من حزب الله في هذه التجارة، حيث عُرف الحزب بعلاقته الوطيدة بأكبر العائلات المشهورة بتجارة المخدرات في لبنان.
 
وأوردت الصحيفة على لسان تاجر المخدرات حسن، أنه "لإنتاج مادة الكبتاجون، تحتاج إلى آلة صنع حلويات صينية يبلغ ثمنها أقل من 2000 دولار".

ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط، جلب الحرس الثوري الإيراني العديد من آلات إنتاج الكبتاجون، بهدف توفير الموارد المالية اللازمة لصالح حليفه حزب الله. كما صدرت فتوى تبيح إنتاج وبيع الكبتاجون لغير الشيعة. ونتيجة لذلك، ارتفع استهلاك حبوب الكبتاجون  في الشرق الأوسط.
 
اقرأ أيضا: الكبتاجون.. يصنع في إيران ولبنان.. ويستهلك في السعودية

ونقلت الصحيفة عن تاجر مخدرات يقطن في مدينة كيليس التركية، يلقب بالصقر، أنه "في البداية لم أكن أعلم الكثير عن تجارة المخدرات، لكنني علمت أنه يمكنني أن أجني الكثير من الأموال عن طريقها". وقال: "قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية، لم أكن أتخيل أن سوريا تضم العديد من مستهلكي المخدرات، ولكن الكبتاجون أصبح، في الوقت الراهن، منتشرا تماما مثل السجائر".
 
وأوردت الصحيفة أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لم يصنف سوريا سوقا لتجارة المخدرات، بل يعتبرها دولة عبور. وخلال الحرب السورية، انتشر في البلاد مخدر جديد يسمى "فراولة"، ويبلغ ثمن الحبة الواحدة منه سبعة دولار، وذلك نظرا لأن الأهالي لا يقدرون على مجاراة أسعار السوق السوداء.
 
وأوردت الصحيفة أن أكبر سوق لتجارة الكبتاجون يتمركز في الخليج وبالتحديد في السعودية. ووفقا لتقرير المخدرات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تم تهريب 11 طن من مادة الكبتاجون إلى السعودية. وتعرف مادة الكبتاجون في السعودية باسم "أبو هلالين". ويعتبر الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة من أكبر مستهلكي هذه المادة المخدرة.
 
وأشارت الصحيفة بأن تاجر المخدرات يعاقب في السعودية بتنفيذ حكم الإعدام في حقه. وقد تم بالفعل إعدام العديد من تجار الكبتاجون. لكن من المثير للدهشة، أنه في خريف سنة 2015، فتشت الشرطة اللبنانية طائرة تعود ملكيتها لأمير سعودي، قبل إقلاعها إلى الرياض من مطار بيروت لتعثر على طنين من مادة الكبتاجون. وقد أثار ذلك حفيظة الصحافة اللبنانية التي نددت بنفاق العائلة المالكة السعودية التي تحظى بشعبية واسعة في البلاد.
 
وأوردت الصحيفة إن ملايين الشبان في مدينتي جدة والرياض يستهلكون مادة الكبتاجون. وفي الوقت الذي تدعم فيه السعودية قوات المعارضة في حربها ضد النظام السوري وحليفيه أي إيران وحزب الله، يملأ مستهلكو الكبتاجون من الشباب السعودي خزائن ألد أعداء الرياض.