ملفات وتقارير

هل ستسلم السعودية "ثوارا ليبيين" اعتقلتهم مؤخرا إلى حفتر؟

اعتقل الليبيون لدى وصولهم إلى السعودية لأداء العمرة - أ ف ب (أرشيفية)
كشفت صحيفة ليبية محلية مقربة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر؛ عن اتصالات أجريت مؤخرا بين السلطات السعودية وحفتر بشأن ليبيين أوقفوا لدى وصولهم إلى السعودية لتأدية العمرة.

ونقلت صحيفة "المرصد" المحلية؛ عمن أسمتها "مصادر دبلوماسية رفيعة" مقربة من الحكومة الليبية المؤقتة (في طبرق بشرق البلاد) أن "الاتصالات تناولت القضايا والتهم التي تحوم حول الموقوفين، لا سيما ارتباطهم بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" (المناوئ لحفتر) وقوات سرايا الدفاع المصنفة لدى المملكة السعودية كتنظيم إرهابي.

اقرأ أيضا: السعودية تعتقل اثنين من قادة ثوار ليبيا أثناء تأديتهما العمرة

واعتقلت السلطات السعودية، خلال الأسابيع الماضية، أربعة معتمرين ليبيين، بينهم مسؤولون في أجهزة أمنية، بحجة أنهم مطلوبون في ليبيا.

ما المصير؟

وفي حال صحت هذه الأنباء عن تواصل بين حفتر والسعودية، فإن تساؤلات عدة ستطرح حول هذه القضية، ومنها: هل ستسلم السعودية فعليا الموقوفين إلى حفتر؟ وكيف ستبرر ذلك؟ وما مصير هؤلاء الموقفين حال تم تسليمهم؟ وكيف سترد حكومة الوفاق الوطني والتي طالبت من قبل الرياض بتوضيح حول هؤلاء الموقوفين؟

ورأى المدون الليبي، فرج كريكش، أن "الاستخبارات السعودية لا تعلم الغيب، وأنها ما قبضت على هؤلاء الشباب إلا بوشاية رسمية من السلطات الليبية نفسها"، حسب قوله.

وقال لـ"عربي21": "لا خلاف ظاهرا أو باطنا بين وزارة الخارجية الليبية وبين حفتر، لا في المواقف ولا في الاتصالات"، مضيفا: "بخصوص طلب الحكومة التوضيح من الرياض، فما هو إلا نكتة سمجة استقتها الخارجية الليبية من بقايا خبرة بزعمهم؛ من مناورات النظام الجماهيري السابق"، وفق تقديره.

تصفية

وقال الناشط السياسي الليبي، المبروك الهريش: "لو صح تواصل السعودية مع حفتر بخصوص هؤلاء الشباب، فإنه يوضح مدى تناقض حكومة الرياض في التعامل مع الملف الليبي، إذ أنها اعترفت بحكومة الوفاق كممثل وحيد للشعب الليبي، في نفس الوقت الذي تتعامل فيه مع الأطراف غير المعترفة بهذه الحكومة".

وبخصوص مصير هؤلاء حال تسليمهم، أشار إلى أن "التهمة الجاهزة لهم هي الإرهاب، كما يتعامل حفتر مع معارضيه، وربما تتم تصفيتهم بدون أي محاكمة، لذا يتطلب من حكومة الوفاق المزيد من الضغط حتى لا يتم تسليمهم إلى سلطات شرق ليبيا"، كما قال لـ"عربي21".

لكن الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد، رأى من جانبه؛ أن "الاتصالات بين الطرفين، حال صحت، فإنها تدل على مدى التعاون الأمني الوثيق بين السعودية وحلفائها مع حفتر، ويؤكد أن هذا المحور الرباعي (السعودية، مصر، البحرين، الإمارات) بدأ يفقد توازنه في التعامل مع القضايا الإقليمية بعد الأزمة الأخيرة مع قطر"، حسب تعبيره.

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "على افتراض تسليم هؤلاء لحفتر، فمن المؤكد أنه سيتم استخدامهم إعلاميا والترويج لحفتر كقوة معترف بها دوليا، مما سيؤدي إلى مزيد من تعنت حفتر وعدم تجاوبه مع الوفاق الليبي"، كما قال.

مصر أو الأردن

من جهته، أكد رئيس المركز الليبي للأبحاث ودراسة السياسات (مستقل)، إبراهيم قويدر، أن "توقيف هؤلاء الشباب ليس لأنهم من مجلس شورى بنغازي، فهذه تورية، لكن الحقيقة أن من بين هؤلاء من هو متهم بخطف السفير الأردني بطرابلس ومبادلته بأحد عناصر القاعدة المسجون في الأردن، ومنهم متهمون بخطف دبلوماسيين مصريين وعليهم بلاغات للإنتربول"، وفق قوله.

واستبعد قويدر، في حديث لـ"عربي21"، أن يتم تسليم هؤلاء الموقوفين إلى السلطات الليبية أو الجيش، لكن غالبا سيتم تسليمهم للإنتربول أو للأردن ومصر، حسب تقديره.