صحافة دولية

البايس: محاولات دول الحصار إخضاع قطر تكللت بالفشل

اردوغان العطية
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن فشل محاولات دول الحصار لجعل قطر ترضخ لسيطرتها. ولعل هذا ما يؤكده غياب أي مؤشرات تدل على انحناء الدوحة لمطالب المملكة العربية السعودية وحلفائها.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المتوقع، خلال هذه الأيام، أن تنتهي "صلاحية الإنذار" الذي وجهته دول الحصار إلى قطر. وسينتهي ذلك، دون أن تبدي قطر أي إشارة تدل على قبولها لمطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
 
وأضافت الصحيفة أن عواقب هذا القرار لا تزال غير واضحة، خاصة أنه من غير المعلوم ما إذا كان المسؤولون القطريون سيحافظون على موقفهم وتحديهم لدول الحصار. لكن يبدو أن كل هذه العلامات تنبئ بمزيد من تعمق الأزمة الخليجية. وفي سياق متصل، لمّح كل من المتحدث باسم السعودية والإمارات بأنهم سوف يزيدون من تعميق الحصار على قطر، الذي وقع فرضه منذ شهر تقريبا. فضلا عن ذلك، سيستمر الضغط على شركائها التجاريين لوقف التعامل التجاري مع الدوحة.
 
وذكرت الصحيفة أن عنوان "قائمة مطالب دول الحصار تكلل بالرفض"، كان من أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الأولى لمعظم الصحف القطرية يوم الأحد. وهو تصريح ورد على لسان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
 
وبينت الصحيفة أن رئيس الدبلوماسية القطري أكد، خلال تواجده في روما، على موقفه الرسمي، مقرا بأن "مطالب هذه الدول تنتهك القانون الدولي، ولا تسعى حقا إلى مكافحة الإرهاب، وإنما تهدف إلى تقويض سيادة دولة قطر، وفرض آليات الرقابة، فضلا عن تقييد حرية الصحافة". ومع ذلك، أفاد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن "قطر تفتح أبوابها للحوار، شريطة أن يتم استيفاء الشروط المطلوبة".
 
وأفادت الصحيفة بأن قطر اعترفت باستلامها، يوم 22 حزيران/ يونيو، ورقة تضمنت لائحة من الشروط التي ينبغي عليها الامتثال لها في غضون 10 أيام. لكن، لم يلتزم كلا الطرفين بالموعد المحدد. والجدير بالذكر أن الشروط المفروضة من قبل جيرانها شملت إغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية، والحد من علاقاتها مع إيران، إلى جانب قطع العلاقات مع المنظمات الإسلامية، على غرار الإخوان المسلمين وحزب الله، فضلا عن إلغاء مشروع القاعدة العسكرية التركية على أراضيها.
 
وأوردت الصحيفة أن السعودية والإمارات تؤكدان أن مطالبهما غير قابلة للتفاوض. ومن جهته، أشار المتحدث باسم الإمارات إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على قطر. كما أكد أنه بإمكانهم التفاوض مع شركاء قطر، وتخييرهم بين التعامل مع قطر أو معهم.
 
 ومن هذا المنطلق، تبدو اللهجة الحادة المتبعة من قبل دول الحصار شبيهة بالخطاب الذي اتبعته الولايات المتحدة مع إيران قبل عقد الاتفاق النووي. وفي الأثناء، يبدو أن هذه الأحداث بدأت تحدث تأثيرا فعليا في سوق الأسهم القطرية، التي انخفضت هذا الأحد بنسبة 3.1 بالمئة. كما تكبدت قطر خسائر بنسبة 11.9 بالمئة منذ بداية الأزمة.
 
وذكرت الصحيفة أن السعودية وحلفاءها قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر منذ 5 حزيران/ يونيو، بتهمة دعم الإرهاب، وهو اتهام رفضته الدوحة رفضا صريحا وقطعيا. إلى جانب ذلك، قامت هذه الدول بحظر جميع الاتصالات البرية والجوية والبحرية معها. وفي غضون 17 يوما، قدمت دول الحصار لقطر قائمة المتطلبات الثلاثة عشر لرفع الحصار عنها.
 
والجدير بالذكر أن هذه الفترة كانت بمثابة اختبار لمدى صمود قطر وصلابة مقاومتها، كما سلطت الضوء على تحالفاتها الإقليمية. في المقابل، هرعت كل من تركيا وإيران إلى سد عجز قطر الغذائي، ومدها بالمنتجات الأساسية الضرورية، نظرا لمواجهتها نقصا جراء إغلاق الحدود السعودية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأزمة لم تؤثر فقط على واردات الأغذية، وإنما أثرت كذلك على حركة الطيران والسياحة الإقليمية. لكن، إلى حد هذه اللحظة، لم تطل هذه الأزمة صادرات الغاز الطبيعي المسال، الذي يعتبر من أهم مصادر الثروات الطاقية في قطر. ومن المثير للدهشة أن الأزمة لم تؤثر على تعاون قطر مع هذه الدول في مجال نقل النفط.
 
وبينت الصحيفة أن عدد ناقلات النفط المحملة بالنفط القطري والإماراتي والسعودي زاد منذ قطع العلاقات. وفي حال قررت الرياض فرض المقاطعة على هذا المجال، فسوف تخلق بذلك كابوسا لوجستيا لعملائها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة إلى إعادة تنظيم شحنات النفط من شأنها أن تحد من توفر السفن وتزيد من انخفاض تكاليف الشحن.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن احتدام التوتر بين ممالك النفط أدى إلى نشأة خطاب متعصب مبالغ فيه ضد قطر على شبكات التواصل الاجتماعي، ما يثير خوف بعض المحللين من إمكانية تعميق هذا المناخ السلبي لعناد السعودية والإمارات. وما لا يخفى عن أحد أن هذه الدول كانت طيلة سنوات ترفض سياسة قطر المستقلة، معتبرين إياها مصدر تهديد للنظام الإقليمي وخطرا يحدق بمصالحهم الخاصة.
 
الصحيفة: البايس
الكاتب: انجليس اسبينوزا
المصدر: https://internacional.elpais.com/internacional/2017/07/02/actualidad/1499010333_123252.html
3 Attachments 
 

Click here to Reply or Forward