سياسة عربية

تساؤلات وخيبة من موقف الحكومة اليمنية ضد قطر

أرشيفية
بدا إعلان الحكومة اليمنية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وإنهاء مشاركتها ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، صادما ومفاجئا لكثيرين، وسط تساؤلات عن أبعاد وخلفيات هذا الموقف.

وكان بيان صادر عن الحكومة الشرعية، الاثنين، أعلنت فيه تأييدها للخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بإنهاء مشاركة القوات القطرية، وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر.

اللافت في البيان اتهامه لقطر بدعم المليشيات الانقلابية (في إشارة إلى المتمردين الحوثيين وقوات علي صالح)، ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن، دون سرد أي أدلة، وهو ما يتناقض مع الأهداف التي اتفقت عليها الدول الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية، وفقا لبيانها.

اقرأ أيضأ: أمريكا تتجه للتهدئة بين السعودية وقطر.. وهذه الأسباب

الموقف الحكومي أثار خيبة أمل قطاع واسع من المؤيدين للشرعية، الذين ارتفعت نداءاتهم بإنهاء مشاركة دولة الإمارات في عمليات التحالف، احتجاجا على دورها في تكريس دعوات الانفصال على الواقع في جنوب اليمن، تجلى ذلك في إسنادها للتمرد على الحكومة الشرعية الذي قاده قائد وحدة أمن مطار عدن في شباط/ فبراير الماضي، وصولا إلى دعمها لـ"تشكيل مجلس الحكم الجنوبي"، الذي شكله محافظ عدن المقال، والمقيم حاليا في أبوظبي، عيدروس الزبيدي، في نيسان/ أبريل الماضي، والذي اعتبر بأنه انقلاب ثان في مدينة عدن، التي تتخذ منها الحكومة الشرعية مقرا لها.

الحياد الإيجابي

وقال الصحفي والكاتب اليمني، فؤاد مسعد، إن الوضع الطبيعي لليمن "البقاء في مربع الحياد الإيجابي" في ظل هذه الخلافات والأزمات داخل البيت الخليجي، والعمل وفق الإمكانيات المتاحة على لم الشمل وجمع الكلمة.

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن صانع القرار الرسمي اليمني انحاز لما يراه داعما للتحالف العربي الذي تقوده الرياض، بالنظر لموقع المملكة المؤثر خليجيا وعربيا، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن، التي تخوض معركة استعادة الدولة ومواجهة الانقلاب الذي قاده الحوثيون وعلي صالح عليها قبل ثلاثة أعوام.

اقرأ أيضا: أردوغان يتصل ببوتين والملك سلمان وأميري قطر والكويت

وأوضح مسعد أن موقف الحكومة اليمنية جاء مؤيدا للقرارات السعودية، على الرغم من أن قطاعات شعبية واسعة تؤثر الموقف المحايد، فضلا عن وجود تعاطف شعبي كبير مع قطر ومواقفها الداعمة للربيع العربي والمقاومة الفلسطينية وكافة قضايا الأمة، التي انحازت الدوحة فيها لصالح إرادة الشعوب.

الحياد غير ممكن

من جهته، اعتبر الدبلوماسي اليمني، عبدالوهاب العمراني، أن اليمن اتخذت قرارا صائبا بالوقوف مع السعودية، ولا مكان للحياد هذه المرة؛ ولذلك كان لا بد من اتخاذ هذا القرار، وبهذه السرعة، لتلافي موقف نظام علي عبدالله صالح، مطلع التسعينيات، الداعم لغزو الكويت.

وقال في تصريح خاص لـ"عربي21" إن السعودية هي العمق الحقيقي الاستراتيجي لليمن، ليس لأنها أكبر دولة عربية، بل لأنها جارة لها.

وبحسب العمراني، فإنه لو افترضنا -جدلا- أن موقف الحكومة عكس ما اتخذ أمس الاثنين، فسيكون في طرفي الانقلاب والحراك الجنوبي، وبالتالي إغلاق ملف عودة الشرعية.

وأشار الدبلوماسي العمراني إلى أن اصطفاف اليمن في مثل هذه الظروف مع السعودية قد يفسره المثل اليمني "بين أخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب". لافتا إلى أنه سواء اتفقت بلدان الخليج أو استمر خلافهم، فالأمر لا يعنينا بقدر ما يهمنا مصلحة اليمن وطي صفحة الانقلاب.