سياسة عربية

منع من الخطابة ودعوات لمحاكمة شيخ أزهري بمصر.. لماذا؟ (شاهد)

قناة المحور المصرية ألغت تعاقدها مع الشيخ عبد الجليل بعد تصريحاته- صفحة القناة
أثارت تصريحات تلفزيونية لوكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق سالم عبد الجليل عاصفة من الردود والمواقف، وصلت إلى حد وقفه عن الخطابة وإنهاء إحدى الفضائيات التعاقد معه في برنامج يقدمه على شاشتها.

بدأت القصة عندما استضاف إعلامي مصري الشيخ عبد الجليل في مداخلة هاتفية على قناة "النهار one"، للحديث عن موقفه باعتبار "المسيحية عقيدة فاسدة" وأن "المسيحيين كفرة"، حيث قال إن "هذا هو موقف القرآن ولا يمكن تغييره، وإن المسيحيين بدورهم ينظرون بالطريقة نفسها"، مضيفا أن "القرآن قال (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، لكن ذلك لا يحول دون الأخوة في الوطن".

عقوبات ودعوات للمحاكمة

وبعد هذه التصريحات أطلق ناشطون أقباط وسما على وسائل التواصل الاجتماعي حمل عنوان "حاكموا سالم عبد الجليل" حيث تصدر قائمة الموضوعات الأكثر تداولا ما بين مؤيد يعتبر تصريحاته "مثيرة للفتنة" ومعارض يعتبر أن ما قاله هو الصحيح.

وفي أول رد فعل رسمي على التصريحات، قررت وزارة الأوقاف المصرية منع عبد الجليل من صعود المنبر "ما لم يصحح ما أثارته تصريحاته من قلق وتوتر" وذلك بعد مواقفه التي وصف المسيحيين فيها بأنهم "كفار".

اقرأ أيضا: قانون يمنع شيوخ الأزهر من الفتوى.. والسجن والغرامة للمخالف

واشترطت الوزارة لعودة عبد الجليل "تعهده صراحة بعدم التعرض لعقائد الآخرين"، مشيرة إلى أن الحديث عن مثل هذه القضايا "لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمي والسلام المجتمعي".

بدوره هاجم وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، الشيخ عبد الجليل خلال مداخلة هاتفية في فضائية "on-e"، وقال إنه "ليس له علاقة بالأوقاف من قريب أو من بعيد، وهو يثير الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ويجب على القنوات الفضائية ألا تستضيفه ويتم التعتيم عليه حتى يفكر مليون مرة من يبحثون عن الظهور ويغلق عليه الباب".



أما قناة المحور التي يقدم عبد الجليل برنامج "المسلمون يتساءلون" على شاشتها، فأعلنت إنهاء التعاقد معه، وأصدرت بيانا تقدمت فيه بـ"خالص الاعتذار للمشاهدين عما ورد على لسان عبد الجليل من تراشق على عقيدة الإخوة المسيحيين فيما تراه إدارة المحور غير مُعبر عن رسالتها بأي حال من الأحوال، وهى التي تتبنى منذ انطلاقها عام 2002 من الرأي والرأي الآخر دون مساس أو تجريح"، حسب تعبيرها.



اعتذار ولكن

الشيخ الأزهري سالم عبد الجليل وأمام ردود الأفعال هذه اضطر الخميس إلى إصدار بيان نقلته صحفية اليوم السابع قال فيه: "حيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر أعتذر".


لكن الشيخ عبد الجليل وفي ذات البيان عاد ليؤكد على أن "الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين -في تصورنا- كما أن عقيدتنا فاسدة في تصورهم، لا يعنى استحلال الدم أو العرض أو المال بأي حال من الأحوال".



وتأتي هذه الحادثة في ظل جدل تشهده مصر حول مؤسسة الأزهر ودورها، وسط ما يراه معارضون لنظام الانقلاب العسكري في مصر سياسية ممنهجة تعتمدها السلطات المصرية والأذرع الإعلامية التابعة لها ضد الأزهر وما يمثله من رمزية وحضور.