سياسة عربية

خلافات سعودية-إماراتية تظهر للعلن حول "انفصال جنوب اليمن"

سياسيون وناشطون إماراتيون أيدوا صراحة دعوات انفصال جنوب اليمن - أ ف ب
خرج الخلاف بين النخب السعودية والإماراتية بشأن الأزمة اليمنية، وتحديدا الإجراءات والقرارات الصادرة عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مؤخرا إلى العلن، لتشهد صفحات التواصل الاجتماعي معارك كلامية شرسة بين من يؤيد وحدة اليمن، ومن يدعم الحراك الجنوبي في الانفصال باليمن الجنوبي.

وأظهر الموقف من المظاهرات التي شهدتها عدن ومدن أخرى جنوبي اليمن تلبية لدعوة أطلقها ما عرف بـ"إعلان عدن التاريخي"، حجم اتساع الهوة بين سياسيين ونخب سعودية وإماراتية قريبة من دوائر صنع القرار في البلدين.

اقرأ أيضا: أنصار الحراك بعدن: قرارات الرئيس اليمني مؤامرة على الجنوب

وحفل موقع تويتر خلال اليومين الماضيين بدعوات صريحة لنخب ومغردين إماراتيين يدعمون انفصال جنوب اليمن، ويؤيدون الوثيقة التي أعلنها سياسيون جنوبيون ردا على قرارات الرئيس هادي.


وكان سياسيون جنوبيون لا يخفون تلقيهم دعما من دولة الإمارات، أعلنوا بعد مظاهرات شهدتها مدينة عدن الخميس عن بيان حمل عنوان "إعلان عدن التاريخي"، رفضوا فيه قرارات الرئيس هادي وقررا فيه تفويض عيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال بـ"إعلان قيادة سياسية وطنية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته".

الموقف الأبرز حيال قرارات الرئيس هادي وإعلان عدن كان لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الذي علق على حسابه في تويتر: "لكل فعل رّد فعل، وإذا كان الفعل متهورا، فمن الطبيعي أن ردة الفعل تحرّر المشاعر المكبوتة وتعرّي ما كان مسلما وتنقل المشهد إلى مستوى آخر".


أما أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله، فهاجم الرئيس اليمني بعنف، وعلق على قراراته الأخيرة بالقول: "من حق الشريك الإماراتي المهم ألا يكون آخر من يعلم بقرارات رئيس اليمن الشرعي المتسرعة، ومن حقها (الإمارات) الرد بما يناسب انزعاجها من قراراته المتخبطة".


على الجانب الآخر، اختار الإعلامي السعودي خالد المطرفي الرد باستهزاء على "إعلان عدن التاريخي" بنشر صورة تتضمن أعدادا قليلة مشاركة في المظاهرة بالقول: "هذه المظاهرة المليونية في عدن؟! مليونية وإلا الوفية!!".


أما الأكاديمي السعودي المعروف عبد العزيز الزهراني فذهب إلى أبعد من ذلك، وشبه إعلان قوى جنوبية بما في فعله الحوثيون في صنعاء، وقال: "#إعلان_عدن_التاريخي يشبه تماما الانقلاب الحوثي في صنعاء، والدولة التي تؤيد البيان ستكون منقلبة على عاصفة الحزم، وسوف تتعقد المسألة اليمنية".


بدوره وصف الداعية السعودي البارز عوض القرني ما جرى في عدن بالتمرد، وعلق على حسابه في تويتر بالقول: "إن تأييد تمرد عدن هو إسقاط قذر لشرعية التحالف العربي ولعاصفة الحزم ولواحقها، ولن يستفيد منه غير إيران والحوثي".


وكان الرئيس اليمني أصدر الخميس (27 نيسان/ أبريل 2017) قرارين بإقالة اللواء الزبيدي من منصب محافظ عدن، والقيادي السلفي المثير للجدل هاني بن بريك، من منصب وزير الدولة بالحكومة وإحالته للتحقيق، وهما حليفان لحكومة أبو ظبي.