سياسة عربية

اتفاق مصري سعودي.. ضخ مالي وتبريد إعلامي وتعاون سياسي

واس
كشفت مصادر مصرية وسعودية عن اتفاق مصري- سعودي، خلال محادثات رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بالعاصمة السعودية الرياض، الأحد، على ثلاثة أمور أساسية هي؛ وقف القصف الإعلامي بين البلدين، واستئناف ضخ الاستثمارات السعودية إلى مصر، وتوثيق التعاون السياسي بين البلدين.

"زيارة تنهي المهاترات الإعلامية"

في هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور وحيد حمزة هاشم، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة" مساء الأحد، إن زيارة السيسي إلى الرياض تنهي المهاترات الإعلامية غير الحقيقية، بين البلدين، مشيرا إلى أنه قد تحدث اختلافات في وجهات النظر بشرط ألا تؤثر على التوافق، وأن الخطر الإيراني يهدد الأمن القومي العربي والخليجي.



ومتفقا مع الرؤية السابقة، كشف الكاتب والصحفي السعودي، خالد المجرشي، عن احتجاج المملكة العربية السعودية رسميا لدى السلطات المصرية على تطاول بعض الإعلاميين المصريين على المملكة، وسياستها.

وأكد، في لقاء له ببرنامج "صالة التحرير"، عبر فضائية "صدى البلد"، أن السعودية بعثت بخطاب رسمي إلى النظام المصري تطالبه فيه بكف ألسنة الإعلاميين عنها.



وتوقع  المجرشي أن تكون زيارة السيسي للسعودية، قد تضمنت توقيع ميثاق شرف ومذكرة تفاهم تعمل على كف الألسنة التي دأبت علي إفساد العلاقة بين البلدين، وفق قوله.



وأردف أن ميثاق الشرف سينظم، في كل دولة، ما يتناوله إعلام الدولة الأخرى، مشيرا إلي أنه في حالة أي تجاوز ضد السعودية من قبل الإعلام المصري، فستلتزم المملكة الصمت احتراما لعلاقات الدول التي لا يحكمها الإعلام، ولا برامج "التوك شو"، وفق قوله، نافيا أي علاقة للسعودية بإيقاف برنامج الصحفي إبراهيم عيسى.



ضخ استثمارات سعودية لمصر

وعلى المستوى الاقتصادي للزيارة ، توقعت مصادر اقتصادية مصرية وسعودية أن يثمر لقاء سلمان والسيسي عن تفعيل اتفاقيات اقتصادية مشتركة، كانت قد وُقعت في العام الماضي بينهما، بقيمة 25 مليار دولار، وفق ما نصت عليه 24 اتفاقية، من خلال ثلاثة برامج تعاون، وتسع مذكرات تفاهم، تم توقيعها في حينه.

وقال نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، عبد الله بن محفوظ، إن زيارة الرئيس المصري للسعودية بمنزلة فرصة لتفعيل شركة "جسور المحبة"، التي أسسها رجل الأعمال (السعودي) الشيخ صالح كامل مع 32 من رجال الأعمال لتنمية مشاريع قناة السويس، وكذلك ثمانية مشروعات للتنمية العقارية في الساحل الشمالي، وشرم الشيخ، والغردقة، بجانب مشاريع الطاقة.

ومن جهته، أكد أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، جمال بيومي، أن الملف الاقتصادي من أبرز المستفيدين من زيارة السيسي للسعودية، وأن الفترة المقبلة ستشهد تطورات كبيرة في تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة في العام الماضي، وعلى رأسها الجسر البري بين البلدين.

وبلغت القيمة الإجمالية للاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة العاهل السعودي، إلى القاهرة في العام الماضي نحو 25 مليار دولار، من بينها اتفاق لإنشاء صندوق مصري - سعودي للاستثمار بقيمة 60 مليار ريال، إضافة لعدد من مذكرات التفاهم في مجالات الإسكان والبترول والتعليم، وتأسيس شركة "جسور المحبة" لتنمية منطقة قناة السويس بقيمة ثلاثة مليارات جنيه، وشركة لتطوير 6 كيلو مترات مربعة من المنطقة الصناعية بمنطقة قناة السويس بقيمة 3.3 مليار دولار.

عشقي: تفعيل الاتفاقات الموقعة

ومن جهته، أكد رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية" في جدة، أنور ماجد عشقي، في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع"، أن زيارة السيسى للمملكة تم خلالها التطرق إلى طبيعة العلاقة الخاصة بين مصر والمملكة، إضافة إلى تفعيل الاتفاقات الموقعة بين القاهرة والرياض في مجالات الاستثمار.

توثيق التعاون السياسي

وعلى المستوى السياسي، صرح السفير السعودي في القاهرة، أحمد عبد العزيز قطان، بأنه حان الوقت لعودة البلدين إلى الاستقرار والأمن والتعاون الشامل لمواجهة أخطر التحديات الحالية والمحتملة، حسبما قال.

وفي تصريحات بثتها فضائية "الإخبارية" السعودية الرسمية، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن "مصر والمملكة يمثلان جناحي المنطقة العربية، وإن التنسيق بينهما مهم لتحقيق أفضل النتائج".
وأضاف في لقائه بنظيره المصري سامح شكري، بمقر الخارجية السعودية بالرياض، الأحد، أن "المملكة ومصر متوافقتان في المواقف بشأن القضايا الإقليمية".

وعقب لقائهما أكد الجبير، تطابق الرؤى، واتفاق المواقف، بين البلدين، حول القضايا الإقليمية، باختلاف جوانبها.

وأضاف أن اللقاء تناول الأوضاع بالمنطقة خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وأهمية إيجاد الحلول لها.

ومن جهته كشف شكري اتفاقهما على دورية الاجتماعات بينهما، للتنسيق والاتفاق على مواقف تصب في مصلحة البلدين، مؤكدا أن التضامن والتواصل بين البلدين أمر استراتيجي لمصر والمملكة.

الرئاسة المصرية: استراتيجية إقليمية دولية

وعن اللقاء الذي تم بين الملك سلمان والسيسي، قال بيان للرئاسة المصرية إن اللقاء: "تناول أهم التحديات التى تواجه المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، واتفق الجانبان على أن المرحلة الراهنة، تستوجب المزيد من تنسيق الجهود، وتكثيف التشاور بين جميع الأطراف الدولية لصوغ استراتيجية متكاملة لمواجهة تلك الظاهرة"، وفق البيان.

وعلى الصعيد الإقليمي، قال البيان إنه تم خلال المباحثات استعراض عدد من الملفات الإقليمية، واتفق الزعيمان على أهمية تعزيز التعاون والتضامن العربي للوقوف صفا واحدا أمام التحديات التي تواجه الأمة العربية، وإنهاء الأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار لها.

وكانت الرئاسة المصرية كشفت أن السيسي وجه الدعوة للملك سلمان لزيارة مصر، مضيفة أن الأخير رحب بالدعوة، ووعد بإتمام الزيارة، في أقرب فرصة.