سياسة عربية

صحف أجنبية تعلق على "المشاهد الصادمة" في تسريبات سيناء

مكملين
غطت الصحافة الأجنبية التسريب الأخير لعمليات الإعدام الميداني في سيناء، واصفة إياها بـ"الصادمة"، مشيرة إلى أنه لا يظهر في التسريب أي اشتباكات كما قال الجيش المصري، على لسان متحدثه الرسمي.

وبحسب ما رصدته "عربي21" فقد نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا عن الحادثة شرحت فيها ما جرى في المقطع المصور، وكيف أن المدنيين أعدموا دون اشتباك، وكيف ظهرت صورتهم لاحقا وبجانبها أسلحة للقول إنهم قتلوا في اشتباك مع عناصر الجيش.

اقرأ أيضانشطاء يكشفون عن القاتل بتسريب قتل جيش مصر لمواطن أعزل

ولفتت إلى أن المشهد أعيد ترتيبه بالكامل، ليبدو أن معركة بالأسلحة جرت هناك.

ونقلت عن مديرة حملات منظمة العفو الدولية في شمال إفريقيا، ناجيه بونعيم، إن "نمط الإعدام خارج نطاق القضاء مزعج".

وذكّرت بأن رئيس النظام بمصر، عبد الفتاح السيسي، كان قد أوعز للجيش والشرطة سابقا للقضاء على "الإرهاب" في سيناء، وهزيمة أي محاولة لاستهداف المدنيين، وتقويض النسيج الوطني.

ونشرت شبكة "واي نت" كيف أن "الشريط المزعج" يظهر عددا من العسكريين وهم ينزلون مدنيين من مركبة عسكرية، ثم يطلقون النار عليهم بدم بارد.

وقالت إن وسائل الإعلام المصرية الموالية للنظام، سرعان ما رفضت الادعاءات، وقالت إن الفيديو "ملفق" ويهدف إلى تشويه الجيش المصري.

ونقلت عن أحد المواقع، بأن الفيديو يظهر فيه أشخاص بلهجة غير مصرية (في إشارة إلى اللهجة السيناوية المختلفة نسبيا عن المصرية المعتادة)، وأن الزي الذي يلبسه الأفراد ليس زي الجيش المصري، (رغم أن أحدهم على كتفة شعار المشاة، وآخر شعار القوات الخاصة).

اقرأ أيضامعلومات جديدة لـ"عربي21"عن "قتلة تسريب سيناء" (فيديو)

ولفتت الشبكة إلى أن هذا التسريب ليس الأول، من بين كثير من التسريبات التي أزعجت النظام بمصر، وأبرزها تسريب وزير الخارجية سامح شكري، ومبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي تناقشا فيه حول بنود اتفاقية نقل جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن  الفيديو تسرب في اليوم ذاته الذي اجتمع وزير الدفاع الأمريكي، مع الرئيس المصري، لمناقشة تحسين العلاقات العسكرية بين بلديهما.

وتابعت: "لا يظهر في الفيديو أي قتال، لكن جنود يقتادون ثلاثة أشخاص على الأقل، ويزيلون عصابة أعين مدنيين، ويطلقون النار عليه عدة مرات في الرأس والجزء العلوي".

ونقلت الصحيفة عن خبير مكافحة الإرهاب في جامعة جورج واشنطن، مختار عوض، إنه من غير المرجح أن يناقش الفيديو على نطاق واسع في الإعلام المصري، بسبب قانون الطوارئ المعمول به في مصر، بطلب من السيسي.

وتابع: "أسوأ ما رأيته من قبل هو أن الجنود كانوا يضربون أحد الرجال، لم نر شيئا كهذا في أي مكان، جنديا يقتل رجلا بدم بارد".

ولفت إلى أن مستوى الإفلات من العقاب تزايد في أوساط الجيش المصري، خصوصا في سيناء، وقال: "إذا لم يتم اتخاذ إجراء فتصبح أمور مشابهة أمرا طبيعيا جدا".

موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قال إن الفيديو "الشنيع" لاقى انتقادات واسعة من طرف منظمات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الجيش المصري لم يتناول التسريب.

وقال الموقع إن الإعلام المصري سارع لتدارك التسريب بالقول إنه مفبرك، معتمدا على أن التصوير بالأجهزة الخلوية، ممنوع بين الجنود، وأن المتحدث لا يتكلم اللهجة المصرية، وأن بعضهم أطال شعره أو لحيته قليلا، الأمر الممنوع أيضا في الجيش.

واتهم الإعلام المصري جماعة الإخوان المسلمين بفبركة الفيديو، رغم أن المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، نشر صور ذات القتلى على أنهم قضوا في الاشتباكات مع الجيش المصري.

ورصد الموقع تفاعل منصات التواصل الاجتماعي التي أجمع النشطاء فيها على أن الجيش لم يعد "وطنيا"، وأن الإرهابيين هم من ظهروا في المقطع المصور، وليس من تقول الدولة إنها تحاربهم.

كما وصف آخرون الدولة في مصر بأنها "عصابة".

كما أشار الموقع إلى ذات الملاحظة التي تناولتها المواقع بأن ما جرى لا يوحي ولو بقليل من الاشتباك، وإنه مجرد إعدام ميداني لمدنيين اقتادوهم من عربات عسكرية، وربتوا المشهد ليبدو كما نشره المتحدث باسم القوات المسلحة على صفحته على فيسبوك.