سياسة عربية

السيسي يودّع واشنطن وهذه حصيلة الزيارة بالتفاصيل (فيديو)

السيسي وترامب- جيتي
السيسي وترامب- جيتي
يختتم رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، الخميس، أطول زيارة خارجية له -التي استمرت ستة أيام- إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يصل إلى القاهرة الجمعة، حسبما هو مُعلن من قبل الإعلامي الموالي له، عمرو أديب، إلا إذا تقرر مدّ الزيارة.

واعتبرت مصادر مصرية وسياسية أن السيسي يعود من واشنطن كرجل أمريكا الأول في المنطقة، بالقياس على ما تم الاتفاق عليه من دور إقليمي وأمني يقوم به، كأداة للسياسات والمصالح الأمريكية، في وقت عزَّزت فيه لقاءات الأخير المتواصلة مع أركان المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية واليهودية، طيلة أيام الزيارة وحتى يومها الأخير، من صدقية هذه الفرضية.

وفي الوقت نفسه، أشارت المصادر إلى تجاهل الإدارة الأمريكية ضغوطه المتواصلة عليها فيما يتعلق بزيادة قيمة المساعدات العسكرية، التي تبلغ 1,3 مليار دولار سنويا، وكذلك فيما يتعلق بما يسعى الكونجرس إليه حثيثا من استصدار لتشريع يدرج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.

شكري: هذه حقيقة المعونة والإخوان

وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري في حوار، الأربعاء، مع صحيفة "اليوم السابع" المقربة من السلطات، إن موضوع إعلان الإخوان جماعة إرهابية "محل دراسة لدى الإدارة الأمريكية ودوائر الكونجرس، لكن في النهاية هو شأن أمريكي؛ لتحقيق أمن الولايات المتحدة"،
مشيرا إلى أن الرئيس المصري يطرح رؤية مصرية فيما يتعلق بهذا التنظيم والمرجعية العقائدية الفكرية لكل التنظيمات المتطرفة، على حد قوله.

وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، لم يزد شكري على أن قال إن تعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية مكون مهم في العلاقة، ولاضطلاع مصر بدورها في مكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، حسبما قال.

وعما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة، كشف شكري أن هناك قرارا باتفاق السيسي وترامب على استئناف الحوار الاستراتيجي على مستوى وزيري الخارجية والدوائر المختلفة بين البلدين.

وأضاف أن هناك رؤية مشتركة بالقضاء التام على التنظيمات الإرهابية وأشكالها كافة، والاهتمام بالعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر.

وأردف بأن القضية الليبية والأوضاع في سوريا واليمن كانت موضوعات مطروحة، وتم تبادل الرؤى بشأنها، متابعا بأن هناك أرضية مشتركة ومتصلة بكل القضايا.



أحمد موسى: "نتائج هتشوفوها"

ومعلقا على الزيارة، أشار الإعلامي الموالي للسيسي، أحمد موسى، إلى "نتائج عسكرية واقتصادية وسياسية بين البلدين.. مش لازم تظهر بُكرة، ولا بعده، ولكن هتشوفوها خلال الفترة القادمة.. بتهيئة مناخ لاستثمار هذه العلاقة وهذا التعاون والود الذي ظهر بين الرئيسين خلال القمة المصرية- الأمريكية"، على حد قوله.



عبد الباري عطوان: رجل أمريكا الأول بالمنطقة

من جهته، رأى رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم"، المحلل السياسي عبد الباري عطوان، أن السيسي يعود من واشنطن كرجل أمريكا الأول في المنطقة، مشيرا إلى أنه سيقود تحالفا سنيا في مواجهة إيران، بينما ستعود السعودية إلى المقاعد الخلفية، مشيرا إلى "دور مصري قيادي في اليمن وليبيا وسوريا، وأن "الإخوان المسلمون" هم أبرز الضحايا، وفق قوله.

ساتلوف: السيسي مدلل أمريكا لمكافحة الإرهاب

وفي ما بدا أنه تصديق لرؤية عطوان، قال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، وفقا لشبكة "U.S. News & World Report" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي يسعى للحصول على تصديق من زعيم في الشرق الأوسط لنهجه في مكافحة الإرهاب. وفي المقابل، فإن السيسي يبحث عن طمأنة من الرئيس الأمريكي بأن أمريكا تقبل بالنظام المصري كما هو.

وذكر ساتلوف أنه يعتقد بأن المجال الرئيسي للتداخل بين السيسي وترامب هو التركيز المشترك على مكافحة التطرف، وبالنسبة لترامب، فإن السيسي سيكون "الرئيس المدلل" للشراكة مع الولايات المتحدة في المعركة ضد التطرف، قائلا إن ترامب والسيسي سيكونان ذراعين في ذراع، بحسب تعبيره.

محللون: خذ دولارات وادفع مواقف سياسية

وفي سياق متصل، قال الباحث البريطاني إتش إيه هيلر، في مقال بصحيفة "جلوب أند ميل الكندية"، إن لقاء ترامب والسيسي لم يضع حدا لقرار أوباما عام 2015 الذي أوقف منح معدات عسكرية لمصر دون الدفع نقدا.

وواصل: "مسؤولون في الإدارة الأمريكية ألمحوا إلى أن المستويات الراهنة من المساعدات ربما لا تكون مستدامة، وهو أمر لا يتعلق بمصر، ولكن بشعار: "أمريكا أولا" الذي ترفعه إدارة ترامب".

من جهته، قال المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية، يوني بن مناحيم، إن الرئيس المصري ضغط بشدة خلال زيارته لواشنطن على الرئيس الأمريكي للإسراع في سن الكونجرس تشريعا يعتبر جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، بزعم أن هذا سوف يساعده كثيرا في الحرب على الإرهاب.

 لكن "بن مناحيم" خلص في مقاله على موقع "نيوز1"، الأربعاء، بعنوان "الرئيس ترامب والإخوان المسلمون"، إلى أن ترامب لن يتعجل في إعلان قراره، وينتظر رأي الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي يزور البيت الأبيض حاليا هو الآخر، متوقعا رفض الملك مشروع القرار؛ كون الجماعة تحظى في بلاده بتمثيل سياسي.

وأضاف أن ترامب قد يتراجع عن إدراج الجماعة في قائمة الإرهاب، ويكتفي بإدراج أجنحتها في المنطقة، كحركة حماس، أو التنظيمات المحلية في مصر.

أما محلل الشؤون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "تسفي برئيل"، فرأى أن كواليس الزيارة ستظهر بعد انتهائها، عبر خطوات قد تكون مفاجئة يشارك فيها الرئيس المصري لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تتضمن ممارسة ضغوط على الرئيس الفلسطيني، وتوطيد "العناق" العربي لإسرائيل، بحسب وصفه.

واعتبر في مقال بعنوان "لقاء ترامب والسيسي.. مستشار الشرق الأوسط يزور البيت الأبيض"، نشرته الصحيفة الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي يسعى لتطبيق معادلة جديدة تقضي بأنه على كل من يتلقى الأموال من الولايات المتحدة أن يدفع بالعملة السياسية.

الأشعل: أي اتفاق يضر بمصر لا يلزمنا

والأمر هكذا، وجّه مساعد وزير الخارجية الأسبق، عبد الله الأشعل، رسالة لدونالد ترامب، قال فيها، عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "نرحب بأي نتائج لزيارة السيسي لواشنطن، بشرط أن تكون لصالح الوطن، وليس لصالح النظام على حساب استقلال مصر وحرية شعبها وحماية مصر من المخطط الصهيوني".

وأضاف الأشعل: "أذكّر ترامب بأن أي تفاهم مع السلطة على حساب الوطن لا يلزمنا، ونحن متمسكون بشعار عرابي: "لقد خلقنا الله أحرارا، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا، ولن تستعبد بعد اليوم لأحد، وطنيا أو أجنبيا".

وتابع: "عموما، ما دام ترامب حليف إسرائيل، فكل اتفاق معه يضر بمصر إلى أن يثبت العكس، وعاشت مصر حرة مستقلة، وعاش شعبها حرا أبيا، ولو كره المبلسون".
التعليقات (0)