سياسة عربية

ما تداعيات دعوة تنظيم الدولة لاغتيال علماء؟.. باحثون يجيبون

التنظيم دعا أنصاره إلى القيام بمهمة اغتيال العلماء والدعاة لأن شرهم لا ينتهي إلا بقتلهم- أرشيفية
التنظيم دعا أنصاره إلى القيام بمهمة اغتيال العلماء والدعاة لأن شرهم لا ينتهي إلا بقتلهم- أرشيفية
فتحت دعوة تنظيم الدولة الأخيرة أنصاره وخلاياه إلى قتل عدد كبير من العلماء البارزين من جنسيات ومدارس حركية وفكرية متباينة، باب التساؤل عن الأسباب التي دفعت به للتحريض على استهدافهم، وفيما إذا كان ذلك عائد لدورهم في كشف حقيقة التنظيم وتعرية فكره الذي يعتبرونه تكفيريا منحرفا.

وأرجع التنظيم في إصداره المرئي الذي حمل عنوان "فقاتلوا أئمة الكفر" دعوته لاستهداف أولئك العلماء والدعاة إلى أنهم "أصبحوا جزءا لا يتجزأ من الحرب على الإسلام والمسلمين، وأن دم أحدهم أنجس من دم المخابرات"، حسب ما قال أبو عمر اللبناني، أحد عناصر التنظيم.

وقال التنظيم في تحريض أنصاره على قتل العلماء: "فوالله إن قتلكم لهؤلاء لأحب إلينا من قتل المباحث والمخابرات".

وأهاب التنظيم بأنصاره الذين وصفهم بـ"الأسود المنفردة في جزيرة العرب، والشام، ومصر والمغرب.." إلى القيام بمهمة اغتيال أولئك العلماء والدعاة "لأن شرهم لا ينتهي إلا بقتلهم.. وأنهم قد آذوا المجاهدين، وحاربوا الدين، وناصروا المرتدين". على حد وصفه.

وختم التنظيم رسالته إلى أنصاره بقوله: "الله الله في هذه المهمة.. اكفونا شرهم وافتكوا بهم، واجعلوا قتلهم على سلم أولوياتكم ولو في بيوتهم.. ولا تأخذهم شفقة ولا رحمة فإنهم جنود مخلصون، وخدم أوفياء لدى التحالف الصليبي".

فما هي تداعيات تلك الدعوة التحريضية، التي وجهها التنظيم لأنصاره من "الذئاب المنفردة" لاغتيال العلماء؟ وهل تمثل تهديدا جديا للعلماء والدعاة المذكورين في إصدار التنظيم أم إنها لتخويفهم وإرهابهم؟ وما مدى تأثيرها على أداء العلماء والدعاة في نقدهم الشديد للتنظيم، وتحذيراتهم من أفكاره وأفعاله؟

تهديدات جدية وخطيرة

اعتبر الباحث الشرعي الكويتي، فؤاد البرازي دعوة التنظيم أنصاره لاغتيال العلماء والدعاة، جدية وخطيرة، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة أقدم على اغتيال كثير من العلماء والدعاة في العراق والشام وليبيا من قبل.

وقال البرازي لـ"عربي21": "لقد كان للعلماء والدعاة في الآونة الأخيرة جهود كبيرة في تفكيك خطاب التنظيم التكفيري، وبسبب جهودهم ضعف تأثيره على عقول الشباب، ولهذا فإنه يريد بتهديداته تلك إضعاف جهودهم في إرشاد الشباب وتبصيرهم".

وذكر البرازي أن "من الأمور الخطيرة التي يتوسل بها التنظيم في اختراقه لعقول الشباب، تبريره للقتل والذبح بالاستناد إلى موروث سلفي، وهو ما يوجب على العلماء توجيه النقد لذلك الموروث الذي يستند إليه التنظيم" على حد قوله.

من جهته اتفق عضو هيئة علماء المسلمين، سالم الشيخي مع البرازي بشأن خطورة تهديدات التنظيم، داعيا إلى ضرورة "أخذها على محمل الجد".

وأضاف الشيخي: "لأنها بكل وضوح فرصة لأي جهاز استخباراتي يريد تصفية حساباته مع من يختلف معهم من هؤلاء العلماء، وما عليه إلا التصفية الجسدية، والتهم جاهزة".

ولم يستغرب الشيخي في حديثه لـ"عربي21" تلك التهديدات، لأنها "تأتي في سياق طبيعي، إذ إن التنظيم يعتبر هؤلاء العلماء من أشد أعدائه، لأنهم يقومون على ثغر كشف انحرافات التنظيم وفضحها".

تهديدات فارغة

برؤية مغايرة وصف الناشط السوري صالح الحموي، صاحب حساب "أس الصراع في الشام" على "تويتر"، تلك التهديدات بـ"الفارغة"، وأن التنظيم عاجز عن تنفيذها، لأنه لا توجد لديه خلايا منظمة كما يشاع ويقال.

ورأى الحموي أن التنظيم إنما "يخاطب المراهقين المتأثرين بإصداراته، ليقوموا بحماقات معينة تحت وقع وتأثير المواد التحريضية التي ينشرها، ليسوق نفسه بأنه قوي ويتمدد، وله أذرع في كل بلد".

وجوابا عن سؤال "عربي21"؛ ما مدى تأثير تلك التهديدات على أداء العلماء والدعاة في نقدهم لفكر التنظيم وممارساته؟ قال الحموي: "للأسف فإن أغلب الدعاة ينتابهم الخوف، ومن المرجح أنهم سيخففون من حدة انتقاداتهم للتنظيم".

بدوره رأى رئيس حزب الأمة في إريتريا، الدكتور حسن سلمان أن "لجوء تنظيم الدولة لتهديد العلماء والدعاة هو حالة من الإفلاس التام، ونوع من اليأس والإحباط الذي يمر به في الآونة الأخيرة".

وأضاف سلمان: "ولا شك أن تهديداته تلك لن تزيده إلا عزلة وبعدا عن الأمة وشعوبها، لأنه مهما كانت أخطاء العلماء والدعاة، فلن يقبل أحد اللجوء إلى الاغتيالات والتصفيات الجسدية طريقا للحل، وتسوية الخلافات".

وقال سلمان لـ"عربي21": "إن الرأي والفكر والحجج لا تقابل إلا بمثلها"، مستبعدا أن يكون تأثير تلك التهديدات على العلماء والدعاة كبيرا، بل ربما تشجع البعض ممن صمت عن التنظيم سابقا لبيان حقيقة أمره، والحديث عن انحرافاته.

اقرأ أيضا : مفاجأة مدوية لـ"داعش".. دعا لاغتيال أبرز العلماء (شاهد)

وبنفس تحليلي قرأ الكاتب الصحفي المصري، أسامة الهتيمي في تهديدات تنظيم الدولة أنها "تحمل دلالة مهمة على رفض التنظيم لأي وجهات نظر أخرى تتباين مع ما يروج له ويدعو إليه، وأنها تصل حد الاستئصال والتصفية الجسدية للعلماء والدعاة فكيف بمن هم دونهم؟".

ولاحظ الهتيمي في تحليله لدلالات تهديد التنظيم، شمول التهديدات لعلماء ودعاة رفضوا تكفير التنظيم من قبل، معتبرين ما يقوم به لا يرقى إلى تكفيره.

ولفت الهتيمي إلى أن هذه الدعوة "كفيلة بتوسيع دائرة الرافضين للتنظيم، والناقمين عليه، لأن أغلب العلماء والدعاة المستهدفين يحظون باحترام وثقة الجماهير المسلمة".

وردا على سؤال "عربي21" ما مدى جدية التنظيم في تنفيذ تهديداته تلك؟ رأى الهتيمي "أنها في أغلبها لا تعدو كونها محاولات للضغط على هؤلاء العلماء والدعاة للتوقف عن انتقاد التنظيم ومهاجمته".

وتابع: "لكن ذلك لا يمنع التنظيم من انتهاز أي فرصة تمكنه من استهداف عنصر أو اثنين، يؤكد بها صدقية تهديداته، وأنه قادر على تنفيذ ما توعدهم به".

اقرأ أيضا: كيف رد العلماء والدعاة على مطالبة تنظيم الدولة بقتلهم؟

 أما بخصوص ردود أفعال العلماء المستهدفين على تلك التهديدات، ومدى تأثيرها على أدائهم الناقد للتنظيم، فطبقا للهتيمي فإنها تتوقف على عدة أمور، منها مدى صمود التنظيم عسكريا أمام حملات استهدافه، ومدى نجاح التنظيم في تنفيذ تهديداته بحق أي من العلماء أو الدعاة المستهدفين، ومدى اهتمام أولئك العلماء بتلك التهديدات وطبيعة تعاطيهم معها.

وبحسب إصدار التنظيم المرئي فإن أبرز أسماء وصور العلماء والدعاة الواردة فيه هي: "عبد العزيز آل الشيخ، أحمد الطيب، محمد العريفي، علي جمعة، عائض القرني، ناصر العمر، سعد البريك، صالح المغامسي، محمد حسان، عمر عبد الكافي، سلمان العودة..".
التعليقات (2)
أبوبكر إمام
الأربعاء، 15-02-2017 09:50 م
عبد الله يتكلم وكأنه { نائب عن رب العالمين " وأستغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه ، عبد الله هذا ، الإسلام ملك لأبيه يدخل فيه من شاء ويخرج منه من يشاء ، والجنة والنار جنتهُ ونارهُ مفاتحهما بيديه ، والتكفير " لعبة لتزجية الوقت عنده يرميها على فلان فيصيبه ويبعدها عن علان فيخطئه ، لقد دخل بركة لو دعي إليها كبار أئمة الإسلام لتركوها وتنزهوا عن ولوجها ..لقد تبين أن داعش أرحم بكثير من عبد الله ، والسبب أن داعش تنفس عن غضبها وحقدها أحيانا وعبيد الله هذا – حسبما أرى - لم تأته فرصة التنفيس هذه ، لعله لم يصادفه مسكينا ليجز رأسه عن جسده بسكين ذبحا ، ولعل الفرصة لم تواته – مرة – فيجلد امرأة وهو يغنى : يا حبيبي طال غيابك ليه ياقاسي ***إنت فاكر ياحبيبي ولا ناسيي ، ولعله لو أتيحت له الفرصة – لا قدر الله – لكفر داعش نفسها ودعا لقتل علمائها – إن كان لها علماء – ويفعل كل هذا – عبيد الله –وهو على سريره لم يبرحه لعله يتفرج بعض الأفلام يروح عن نفسه أو يستمع بعض الأغاني تذكره بحبيب عذبه هواه ، يا عبيد الله ، إني أمازحك فلا تكفرني ، ولا تبعث إلي بسرية .
عبدالله
الأربعاء، 15-02-2017 07:45 م
هذه حرب والقانون الاساسي في الحرب انه لا قانون في الحرب هؤلاء العلماء والشيوخ محسوبين على الانظمة العربية ويساندوها ويفتون لهم بالتحالف مع الصليبيين واليهود والروافض لقتال المسلمين...بل انهم قالو انه يجب قتل عناصر وائمة الدولة الاسلامية فماذا يتوقعون اذن. هؤلاء شيوخ السوء افتو بقتل المجاهدين في سبيل الله ومن يسعون لتكون كلمة الله هي العليا فماذا يصنعون لهم هؤلاء المجاهدين؟! انا ارى ان الدولة الاسلامية تأخرت اصلا في الدعوة لقتل ائمة السوء والضلال وهي قد امهلتهم كثيرا لعل وعسى يفيقو ويتوبو الي الله ويعملو ويقولو بما يعلمو..ولكنهم اي هؤلاء الشيوخ اصرو على غيهم وبغيهم وردتهم. لماذا استثنت الدولة الاسلامية علماء كبار امثال سليمان العلوان وخالد الراشد وعبد العزيز الطريفي وابي اسحق الحويني من دعوة القتل هذه. لان هؤلاء العلماء لم يقفو في صف الحكام العرب ضد الدولة الاسلامية ومنهم من أثر السكون والنأي بنفسه عن هذا المعترك وظن ان الدولة الاسلامية قبلتمنهم هذا الموقف مبدئيا. كتاب الله واضح وصريح فان من يحالف النصارى واليهود فقد خرج من ملة الاسلام واصبح من النصارى واليهود وان صلى وصام وحج بل ولو كان عالما من علماء الدين فاصبح مرتدا وجب قتله جزاء ردته وبغيه. للاسف ثبت انكثيرا من الناس بل معظمهم لا يكف عن عناده في الباطل واصراره على محاربة الحق الا بلوي عنقه فليكن اذن. لتلوي الدولة الاسلامية عنق علماء وشيوخ السوء وحمير العلم هؤلاء ويكفو الناس من شرهم بل ليقطعو الرؤوس التي فوق تلك العنوق وجزاؤهم في الاخرة عند الله الحكم العدل قعر نار جهنهم خالدا مخلدا فيها هم وحكام العرب اشر خلق الله.